المملكة تعيد رسم خريطة السياحة والترفيه في منطقة الشرق الأوسط
كتب /رأفت حسونة
باتت المملكة العربية السعودية رقما هاما في معادلة السياحة والترفيه بالشرق الأوسط بفضل الخطة الطموحة التي يجري العمل عليها لتطوير المقاصد السياحية القائمة واستحداث المزيد منها والاستفادة من الموقع الاستراتيجي الذي تتمتع به المملكة وإطلالتها الاستثنائية على سواحل البحر الأحمر بما يضمه من جزر خلابة وحياة مائية ليس لها مثيل على مستوى العالم.
وتستهدف المملكة وفقا لرؤية 2030 الوصول بعدد الزيارات السياحية السنوية لنحو مائة مليون سائح بحلول عام 2030 بما يوفر حوالي مليون فرصة عمل جديدة للشباب السعودي ويساهم بنحو 10% من إجمالي الناتج المحلي للمملكة.
وفي سبيل تحقيق هذا الهدف تسارع المملكة في تنفيذ مشاريع ومبادرات تستهدف تدشين وجهات سياحية ذات تنوع جغرافي وتاريخي، وتسلط الضوء على الموارد الطبيعية والكنوز الأثرية والأماكن التراثية، التي تلبي تطلعات السياح.
ونجحت الهيئات المعنية بملف السياحة والترفيه في جعل المملكة نقطة جذب لحركة السياحة الترفيهية والتراثية والثقافية على مستوى الشرق الأوسط، ووضعتها على خريطة السياحة العالمية، عبر استضافة فعاليات رياضية عالمية للمرة الأولى بالمنطقة العربية، توازياً مع الحراك الثقافي والفني الذي نجحت الهيئة العامة للترفيه في تأسيسه.
ويلقي هذا التقرير الضوء على أهم الفعاليات والوجهات السياحية والترفيهية التي تحظى بها المملكة العربية السعودية:
مواسم السعودية
أعلنت المملكة عن إطلاق “مواسم السعودية” في عام 2019 وهي عبارة عن فعاليات واحتفالات على مدار السنة تقام بشكل سنوي بشكل مواسم في مختلف مناطق المملكة وتنقسم مواسم السعودية إلى 11 موسم تتضمن التالي: موسم الرياض، موسم جدة، موسم الشرقية، موسم الطائف، موسم السودة، موسم اليوم الوطني، موسم الدرعية، موسم العلا، موسم حائل، موسم رمضان ثم موسم عيد الفطر.
ونجحت مواسم السعودية في جذب الملايين من الزائرين، حيث تشمل فعاليات كل موسم أكثر من 7500 يوم فعالية، ونحو 10 معارض عالمية، وأكثر من 350 عرضًا مسرحيًّا، إضافةً إلى معرض ومزاد سيارات عالمية، وأكثر من 70 مقهى، و200 مطعم، وبطولة ألعاب إلكترونية، وأكثر من 100 تجربة تفاعلية.
سياحة الآثار
تزخر المملكة العربية السعودية بعدد من المواقع الأثرية التاريخية التي تدل على قدم وعراقة هذه المنطقة والتي تروي أروع القصص عبر العصور التاريخية المختلفة، حيث تمتلك المملكة ارثاً حضارياً عريقاً موغلاً في القدم يمتد منذ العصور الحجرية القديمة مروراً بالعصور التاريخية والاسلامية بالإضافة الى أجمل المناطق المزدهرة حضارياً وعمرانياً والمتمثلة في القصور والحصون والمنشآت العسكرية والدينية القديمة والمقتنيات الأثرية، وأروع اللوحات والنقوش التي ابدع بها القدماء في عدد من المناطق المنتشرة في أرجاء المملكة مثل مدائن صالح التي تقع في محافظة العُـلا، وتحتل موقعاً استراتيجيا على الطريق الذي يربط جنوب الجزيرة العربية ببلاد الرافدين وبلاد الشام ومصر، ومدينة الدرعية القديمة التي تقع في شمال غربي الرياض وتعد أحد أهم الوجهات التراثية المعترف بها من قبل منظمة اليونسكو.
أما مدينة جدة التاريخية فيمكن لزائريها الاستمتاع بالمباني التراثية ذات الطراز العمراني المتميز لحوض البحر الأحمر، حيث تضم المدينة عدداً من المعالم والمباني الأثرية والتراثية المهمة، من أبرزها المساجد التاريخية ذات الطراز المعماري الفريد.
المزارات الطبيعية
من الصحراء المفتوحة على المدى بكثبانها وأوديتها إلى صفاء سمائها المزينة بالنجوم كالمصابيح، إلى المرتفعات الجبلية التي تزهو بنباتاتها وزهورها ووديانها وينابيعها، إلى الشواطئ البحرية والجزر المنثورة كحبات اللؤلؤ؛ تذخر الطبيعة في المملكة بالكثير من المزارات الطبيعية المتمثلة في العيون والينابيع الدائمة والموسمية المنتشرة في عدد من مناطق المملكة، وتعتبر مصدرًا لمياه الشرب والزراعة، وتجلب الزائرين للتمتع برؤية مياهها المتدفقة، وبالبيئة الطبيعية الصخرية والنباتية المحيطة بها، كما يجد فيها البعض فرصة للسباحة والترويح، بالإضافة للعلاج في الينابيع الحارة التي تمتاز بخصائص طبيعية فيزيائية وكيميائية. ومن أشهرها عين سمحة وعين أم خيسة وعين خفس دغرة وعين فرزان وعين الضلع الواقعة في الجنوب الغربي من السيح، أما الواحات الصحراوية فتنتشر على رقعة الصحاري السعودية التي تحفها الأشجار والنخيل والبساتين الخضراء، حيث تحاط الواحات الصحراوية بغطاء رملي يمنحها منظراً طبيعياً خلاباً، ويسود فيها نمط وأسلوب زراعي متميز لا يوجد إلا في المناطق الصحراوية ومن أشهرها واحة الإحساء.
المحميات الطبيعية
اختارت المملكة مناطق معينة تتميز بخصائص طبيعية لتكون محميات طبيعية لحماية وإنماء النباتات والحيوانات البرية، وقامت بإنشاء مراكز أبحاث تهتم بالحياة الفطرية، ومن أهم هذه المحميات محمية عروق بني معارض في الربع الخالي، محمية الوعل شرقي الرياض، جزر فرسان في مياه البحر الأحمر، بالإضافة لعدد كبير من المحميات الطبيعية الأخرى. ومن أشهرها: واحة بيرين وواحة الحسو.
الشواطئ والجزر
تضم المملكة العربية السعودية عددًا كبيرًا من الجزر التي يصل عددها الى 1300 جزيرة، منها 1150 جزيرة في البحر الأحمر، و150جزيرة في الخليج العربي. تمتلك هذه الجزر والشواطئ مقومات جذب سياحي خيالية، وهي جزر ذات أصول مرجانية، ورملية، وقارية، وبركانية، وتطرز حواف الشواطئ بالرمال الناعمة، والمرتفعات الجبلية، والتجمعات النباتية، إضافة لشعابها المرجانية المتنوعة، مما يؤهلها لتكون مقصدا سياحيا للصيد والغوص والاستجمام في معظم فصول العام. ومن أشهرها: جزيرة أبو علي وجزيرة حرقوص وجزيرة تاروت وجزيرة آمنة وجزر فرسان وجزيرة سجيد (السقيد).
فعاليات هيئة الترفيه السعودية
تهدف الهيئة العامة للترفيه إلى “تطوير وتنظيم قطاع الترفيه، من خلال التعاون مع مختلف الجهات الحكومية والقطاع الخاص، كما تسعى إلى توفير ما يقرب من 267 مليار ريال للاستثمار في بناء البنية التحتية الترفيهية، إلى جانب توفير أكثر من 114 ألف وظيفة مباشرة، و110 آلاف وظيفة غير مباشرة.
وقد انتجت هيئة الترفيه السعودية كثير من البرامج والمسلسلات والأفلام واستقطبت العديد من النجوم العربية والعالمية في فعالياتها الغنائية والموسيقية. وباتت العديد من مواقع الترفيه السعودية مصنفة ضمن الأفضل في منطقة الشرق الأوسط على مواقع السفر، ما يجذب مستقبلاً قطاعاً من السائحين خاصة مع تمتع بعضها بمساحات شاسعة تصل إلى 15 ألف متر، بجانب التنويع في الخدمات الترفيهية المقدمة.
كما تنظم الهيئة عشرات الحفلات الغنائية التي تستقطب كبار نجوم الفن والطرب العربي، وحققت تلك الحفلات نجاحا استثنائيا ويترقبها الجمهور العربي من المحيط للخليج.