د. مني قابل تكتب : مقعد يسير وحيدا
من شرفة مكتبي، أراقبه كل يوم، مقعد وحيد، نزع عنه أحدهم ألواح ظهره الخشبية، مهجور كمقعدي الجلدي الأنيق هذا،ينفق السنوات على مهل وبلا أمل، أظنه يعرف أني لم أحبه يوما.
في كل مكان حولي يجلس مقعد وحيد، في المقهى، محطة القطار، شرفة جارتي العجوز، على سطح العالم.
بعض المقاعد حضن للسائرين أيقاظا ورقود، هدنة تحتاجها أقدام القلوب، فرصة يقتنصها التعب.
على مقعد كهذا سألنى صدى صوت الانتظار ذات يوم عن نفسي،
لم أعرف حينها ما يجب علي قوله، بحثت عن أكثر الأشياء التي فعلتني،اكتشفت أني أمشي داخلي كثيرا،وأضحك كثيرا جدا
وأبكي كثيرا جدا جدا.
لنقل إني امرأة كالموت، لا تحب الانتظار، امرأة لا يتوقف عنها المشي سواء أكانت تضحك أم تبكي
لم تتوقف يوما ولم تدرك أن أهم احتياج لها ( مقعد).
لذا كان عليك أن تحدث فرقا، أن تخصص لي مقعدا في أهدأ زاوية من روحك، يزوره الدفء كل يوم، تداوم على سقايتي، تأمر البكاء أن يكف عني، تصنع لي ضحكات بطعم النجاة. لكنك لم تفعل.
قبل أن أغلق النافذة، وعند النظرة الأخيرة إلى المقعد الوحيد، اكتشفت الحب، هو ببساطة : أن تلتقط أنفاسك، تتنفس الصعداء، وتُخرج نفسك من نفسك كتنهيدة.
الحب أن تستريح فوق مقعد على مقاس قلبك تحديدا،
ما يؤلمني حقا أن هذا المقعد لا وجود له، حتى هنا ….داخل صدري.