” خان جعفر ” .. حكاية شارع من ألف سنة
بقلم/ ياسمين عبده
يعتبر “خان جعفر” من أجمل المناطق التاريخية في منطقة الجمالية بالقرب من الحسين، محافظة القاهرة، وذلك بسبب أنه ظل 1000 سنة دون تغيير منذ عهد الفاطميين.
وعن سبب تسمية “خان جعفر” هو الأمير جعفر أغا، أحد مماليك الجراكسة.
بنى الأمير جعفر في هذا الحي وقف الحرمين وجعلها خاناً أو مكاناً لاستراحة المسافرين والتجار، ومن هنا تم إطلاق اسمه على الشارع.
وتعني كلمة “خان” مبنى مربع كبير وسطه ساحة تشبه الوكالة.
ويشتهر شارع خان جعفر بأرضيته المبلطة بالبلاط البازلتي والذي يعود إلى العصر الأيوبي كما أن أغلب أبنيته تحتفظ بقطع المشربيات أمام نوافذها والتي توضع أمامها صينية عليها القلل المملوءة بالماء بالإضافة إلى عدد لا بأس به من الأزيرة المنتشرة في الشارع لكي تروي ظمأ المارة خاصة في فصل الصيف ومازالت جدران بعض تلك الأبنية تحتفظ بآثار العبارات الصوفية التي إنتشرت في العصر الأيوبي بالإضافة إلى الأبواب الخشبية الكبيرة ذات الحلقات النحاسية المنقوشة يدوياً والتي على شكل بوابات باللون الفيروزي وكان يوجد خلف معظم تلك الأبواب أسبلة للمياه ودواوين وكتاتيب تاريخية.
وتعود قصة شهرة شارع خان جعفر بأنه أكبر سوق لتجارة الاحجار الكريمة، بسبب شجرة الدر التي سحقت أحجارها الكريمة وألقت بها في حديقة قصرها التي كانت ملاصقة لهذا الشارع وذلك حين إستشعرت أن هناك مؤامرة لقتلها بعدما تآمرت علي قتل زوجها السلطان عز الدين أيبك عام 1257م ومن بعدها شهد الشارع طفرة حقيقية في تجارة الأحجار الكريمة وتصنيع الأشكال المختلفة منها ومع مرور الزمن إنتشرت فكرة صناعة الحلي على يد سيدات يقمن بتسويقها وبيعها للسياح الأجانب الذين يزورون المنطقة.
