900
900
الثقافة

“صالون الإعلام”.. بمكتبة مصر العامة: مصر تدير تداعيات العدوان الإسرائيلي على غزة.. بحكمة وكياسة “الوعى والتنوير”.. سلاحنا للحفاظ على الوطن

بعقولنا وسواعدنا.. ننهى ازدواجية المعايير الغربية تجاه قضايانا إصدار قانون "معاداة الإنسانية".. فى مواجهة تشريع الغاب "معاداة السامية".. حل الدولتين.. قادم لا محالة مهما طال الزمن

900
900

كتب- مصطفى ياسين

أشاد خبراء العسكرية والاقتصاد والإعلام، بموقف الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى تعامله مع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وإدارته بحكمة وعقلانية وكياسة، مُجَنِّبًا مصر من السقوط في فخِّ الحرب، ومُحافظاً على مكانة ومنزلة مصر دون التقليل أو التهوين من دورها الإقليمي والدولي.
أجمعوا على أن “الوعى والتنوير” هو سلاحنا فى مواجهة التحديات والمخاطر التي تُحْدِق بنا، وسبيلنا لحماية وحفظ أمن واستقرار الوطن والمنطقة العربية بأسرها.
جاء ذلك خلال لقاء “صالون الإعلام”، بعنوان “الغرب وازدواجية المعايير”، والذى احتضنته مكتبة مصر العامة بالجيزة، برئاسة السفير رؤوف الريدى، وإشراف إكرام يونس- مدير الأنشطة الثقافية- وحضور عدد كبير من الخبراء والمثقفين على رأسهم، د. سلوى ثابت- عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة المستقبل- وأداره الاعلامى أيمن عدلي- رئيس لجنة التدريب والتثقيف بنقابة الاعلاميين ومؤسس الصالون- مُنتقداً همجيّة الكيان الإسرائيلي الذي يتمتّع بحماية أمريكية، فيقتل كما يشاء ويدمّر ما يريد وتسيل الدماء ويُهجِّر ولا أحد يستنكر أو يدين! ولقد أكدت جرائم الحرب الاسرائيلية ضد أبرياء غزّة أن قصة حقوق الإنسان أكذوبة كبرى نعيشها وأن تلك المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان ليس سوى أدوات مُسَيَّسَة تديرها وتوجّهها القوى الكبرى والدول المموَّلة بمعايير تضعها حسبما يحقق أهدافها، مؤكداً أن الجرائم الاسرائيلية فضحت حقيقة هذه المنظمات، التى اصبحت مطالَبة بإثبات جدّيتها وموضوعيتها واستعادة مصداقيتها، واذا لم تفعل ذلك الآن تكون قد كتبت نهايتها.
حجر الزاوية
أشار المستشار أيمن عبدالغني- نائب رئيس هيئة قضايا الدولة- إلى أن الشعب المصري صاحب مواقف مشهودة، وهو حجر الزاوية للعالم كله، فمنذ الفراعنة يلجأ إليها العالم أجمع، وستظل رُمَّانة الميزان، مؤكداً أن القضية الفلسطينية لن تموت أبدا، ولن تُصفَّى، وأن سيناء أرض مصرية وسنعمل على تنميتها ولن نتخلّى عنها، مُبَيِّناً أن المجتمع المصرى لديه وعى بالقضايا المُحَاكَة لنا، ولذا استطعنا تحويل النكسة إلى نصر فى ٦ سنوات.
أرجع القضية الفلسطينية إلى أنها تحكمها الازدواجية فى المعايير الدولية، مُنتقدا استغلال امريكا لحق الفيتو الذي يوقِف ويضيّع الحقوق الدولية، متسائلا: كيف نتعامل مع هذا الموقف المتشابك؟ مع تحمّل أعباء شعب كبير وطموحاته؟ مُجيبا بأن الله تعالى وهب مصر قائدا ذا حكمة يعمل في صمت بعيدا عن الضجيج، بقرارات صائبة، والوقوف مع القضية الفلسطينية بحكمة وهدوء، موجّهاً بإتخاذ الإجراءات القانونية والعقوبات ضد الأشخاص المتّهمين بارتكاب الجرائم الجنائية ضد الإنسانية، اما العقوبات على الدول فتحتاج لدولة قوية لتنفيذ ذلك، وإن كانت هناك مجموعة من المصالح هى الوسيلة المتاحة لفرض إرادتنا على العالم، حينما تكون لدينا القدرة، وقتئذ علينا إعادة تقسيم خارطة التجارة العالمية، خاصة وأننا نمتلك موقعاً جغرافيا متميزاً علينا أن نستثمره لصالح دولنا، وسبيلنا لذلك بالوعى الذي يحقق النتائج المرجوة. مؤكداً أن القضية الفلسطينية هي قضية كل العرب والمسلمين ولن تموت.
“قَلَبَ” المعادلة
وصف اللواء صفوت الديب- رئيس أكاديمية ناصر العسكرية سابقا- ما حدث بأنه “قَلَبَ” المعادلة ولن تعود الأوضاع كما كانت، من إذابة إسرائيل فى المنطقة حيث كانت على وشك التحقّق لولا طوفان الأقصى، وتوقّف مخطط تفتيت المفتَّت وتجزئة المُجزَّأ، والشرق الأوسط الجديد والفوضى الخلاقة- مهما اختلفنا مع حماس- مشيراً إلى أننا تأثّرنا سلباً من تداعيات الطوفان، بغلق باب المندب جزئياً وتأثّر قناة السويس، لكنه قضى نهائياً على التهجير إلى سيناء بنسبة ٩٩ بالمائة. وأكد أن مصر صلبة وقوية وعصية على كل مخططات التقسيم التي دُبِّرَت لها، لأنها ليس فيها تقسيمات ديموجرافية على أسس انتمائية أو عِرقية أو دينية، موضحاً أن محور المقاومة للأسف الشديد ليس كله على قلب رجل واحد، فى حين أن حقوق الدول لا تُمنح بل تُنتزع انتزاعا، خصوصا الحقوق القانونية، وحماس بطوفانها هذا اكتسبت شرعية دولية، لأن الشرعية ليست بالاعتراف فقط بل بالتفاوض وتبادل الاتفاقيات وتوقيع الهُدنة وبذلك لم تعد ارهابية. مُنتقدا الدول الغربية لأنها معدومة الارادة لصالح امريكا! ولزعمائها فضائح تملكها المخابرات الأمريكية، ولن يخرج منها زعماء مثل ديجول! وهذا يجعل معركتنا الحقيقية مع أمريكا، وليس غيرها، فضغوطنا يجب أن توجّه إلى أمريكا ولدينا الكثير من أوراق الضغط.
حلُّ الدولتين
وانتقد اللواء طارق خضر- استاذ النظم الدستورية بأكاديمية الشرطة، محافظ دمياط سابقا- الازدواجية الغربية والكيل بمكيالين للموقف الواحد، مثل التعامل الأمريكى مع أزمة أوكرانيا والعدوان على غزة، مشيراً إلى أن الرأى العام الغربي ونتيجة ضغط الشعوب انقلب على إدارته، لتغيير موقفها المتحيّز ضد الفلسطينيين، مؤكداً أن حلّ الدولتين سيتم حتما مع أخذ وقته وليس بين يوم وليلة.
فوق القانون!
وقال الحقوقى عصام شيحة- رئيس المنظمة المصرية لحقوق الانسان-: هناك اتفاق عام على ان إسرائيل دولة فوق القانون ولم تنفّذ اى التزام قانوني او دولى، مشيداً بدور الدولة المصرية التي أدارت الأزمة بحكمة وهدوء وسرّيّة، مُتهكِّما من الغرب يُسائل ولا يُساءل! وفى ذات الوقت قدّم شهادة للإعلام المصري فإنه لأول مرّة تتحقّق المصداقية ممثّلة فى “قناة القاهرة الإخبارية” التى صارت مصدراً لأخبار وسائل الإعلام الأجنبية، كما قدّم تحية للإعلام الموازى، وهو السوشيال ميديا الذى غيّر المفاهيم الغربية عن القضية الفلسطينية، مشيراً إلى قيام ٣ منظمات حقوقية فلسطينية بتقديم وثائق إثبات جرائم الحرب ضد الكيان الصهيوني، مُنتقداً الموقف الغربي في تعاطيه لقضايا حقوق الإنسان، فهناك فرق كبير جدا فى تعاملهم مع اللاجئين من أوكرانيا أو العرب وأفريقيا، حتى وإن كانت هناك خلافات بين دول وزعماء الغرب إلا أنهم يزايدون فى إجماعهم واتفاقهم لدعم إسرائيل!
الوعى والتنوير
وطالب المهندس هيثم حسين- نائب رئيس حزب شعب مصر، رئيس مجمع عمال مصر الصناعي- بضرورة التركيز على الوعى والتنوير لحماية الوطن، فحجم التطور التكنولوجي سريع جدا وفرض تداعياته على حياتنا اليومية والصناعية، وهذا يجب أن يبدأ من النشء والشباب، مؤكداً أن هذه هى الرسالة السامية لخدمة الوطن وبناء المجتمع، فمن يستطيع امتلاك “لُقْمَة العَيش” يمتلك القرار، مشيراً إلى أن تقدّم الغرب أعطاهم الفرصة “للتَنَاكة علينا”، مطالبا بضرورة خلق طفرة في تصنيع خطوط الإنتاج وإعادة المصانع التي توقفت الى عجلة التنمية والإنتاج ثانية، نظرا لأهمية العمل والإنتاج في كل المجالات، وحتى نتخطّى التحديات، فمصر هى “ساتر أمان” لكل العرب. والقضية الفلسطينية فى وجداننا ولن نتوقف عن دعمها، بكل السبل والوسائل، وهذا الوقت مهم جدا للتكاتف، نشدّ أزْرَ بعض، ونقف خلف قيادتنا الحكيمة صفا واحدا.
نفاق الأدعياء
واستعرض الكاتب الصحفي مصطفى ياسين- مدير تحرير جريدة عقيدتى- “ازدواجية المعايير الإعلامية.. ونفاق أدعياء الحضارة الغربية!”، موضحاً أن مصطلح المعايير المزدوجة بات قديما ومن عصر العدل البائد! فاليوم أصبحت هذه المعايير بمائة مليون وجه وليست مزدوجة فقط! لكنها للأمانة حينما تتعلق فقط بنا نحن كعرب ومسلمين أو حتى أبناء العالَم النامي أو النائم! مشيراً إلى أن هناك كذلك ازدواجية للمعايير الإعلامية أيضا في التغطية والتوصيف، أو التجاهل أو التحيّز وتبَنِّى وجهة نظر معينة! وللأسف الشديد الإعلام يتبنّى نظرية “جوبلز”، وزير إعلام النازى، (اكذِب ثم اكذِب حتى تُصدِّق نفسك ويصدِّقُك الآخرون!) وهذا ما فعله “نتنياهو” مؤخّراً حتّى ردّد “بايدن” خلْفَه أكاذيب قطْع رؤوس ٥٠ طفلاً إسرائيليا على يد حماس! وجود أنفاق ومركز قيادة حماس تحت المستشفيات والمدارس! تحقيق انتصار على حماس! المواطنون دروع بشرية لحماس! وهذا منهج الإدارات الأمريكية المتعاقبة كما فى أكذوبة كيماوى العراق! القاعدة فى أفغانستان ودورها فى هجمات سبتمبر! الإرهاب فى الصومال واليمن وليبيا وغيرها كثير والمسلسلات مستمرة!
وكذا التحيّز الفجّ بل الوقح من وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة التى تحجب أى تعليق يحاول تبنّى او كشف الحقيقة! فبمجرد ظهور كلمات أو أحرف معينة مثل فلسطين، إسرائيل، الصهيونية وغيرها! وكُشِفَت العورة تماما في التعامل مع أحداث أوكرانيا وغزة! وفُضِحَت الازدواجية الأمريكية والغربية عامة! وكلنا شهود على ذلك.
أشار “ياسين” إلى أنه كتب عدة مقالات في هذا الإطار، منها: غطرسة صهيونية.. و”ميوعة” دولية!، “هولوكوست القرن ٢١!”، “طوفان” كشف الحقائق! فقد أسقط “طوفانُ الأقصى” كلّ الأقنعة الزائفة، وكَشَفَ زَيْفَ الادّعاءات الكاذِبة والشعارات الخادِعة التى رَوَّجَها أصحابُ ما تُسَمَّى الحضارة الغربية، عن إنسانيّة ورُقِىِّ وتَحَضُّر ما يدّعون الانتساب إليه!وإنْ كنّا نُوقِنُ بذلك تمام اليقين، فدائمًا ما تتغيّر وتتبَدَّل المعايير والمفاهيم إذا ما تعلَّق الأمر بالمسلمين والعرب، لكن البعض كان يوهِمُ نفسه ويضغط عليها لتَقَبُّل تلك الادّعاءات والشعارات! من باب التعايش والإعجاب بـ”شَكْلِ” الحضارة الغربية، أو قُلْ: الانخداع ببريقها ورونَقِها “المِزَوَّق!”، وكلماتها وألفاظها الفضفاضة والتى تلعب على وَتَرِ العدالة والمساواة والإنسانيّة! حتّى جاء “طوفان الأقصى” ليزيح فى طريقه كل هذه الأقنعة الكاذبة والمُزوَّرة، ليشهد العالَم أجمع “محرقة غزّة” التى ارتكبتها- وما تزال- كلّ الدول التى تدَّعى التحضُّر والديمقراطية، وهى تنتهك كل القوانين السماوية والوضعية، بل تسفك دماء الإنسانية والفطرة السليمة، بل من الظلم وصفها بالسقوط فى وحْلِ الوحشية والبهيمية، لأن الحيوانات لا تصل لما وصل إليه أولئك الأدعياء من دَرَكَات البهيمية! إن ما يرتكبه الاحتلال الصهيونى من جرائم بحقِّ الشعب الفلسطينى عامّة- طوال الخمسة وسبعين عاما الماضية- وبحقِّ سكان قطاع غزّة الذين يعيشون منذ “معجزة السابع من أكتوبر” محرَقَة بكل معنى الكلمة، فاقت محرقة النازية التى يتباكون على أطلالها الواهنة، و”يَحْلِبون” الدول الغربية مادّيا ومعنويا مُسْتَغِلِّين “عُقْدَة الذَنْب” حتى وصلت البجاحة بوضع قانون يُعاقِب من يُنكر تلك المحرقة المزعومة، ودائما ما يُرفع فى وجه أى شخص عاقل يرفض هذا الاستسلام والخنوع لما يدَّعونه من أكاذيب! وإذا قارَنَّا بين المحرَقة النازية المزعومة، وبين ما يرتكبه الاحتلال الصهيونى، وبدعم لا مُتناهى، أو كما يقولون “بضوءٍ أخضر وشِيِك على بياضٍ” من رؤوس الشياطين الكبار فى الدول مُدَّعِيَة التحضُّر، فى عدوانهم على أبناء غزّة، وممارسة كل أشكال وصنوف القتل والتدمير، وإنهاء أى مظهر للحياة بالأسلحة المُحرَّمة دوليا، التى لم تتوقف طوال شهرين تقريباً، فهل يمكننا- كعرب ومسلمين وإذا كان هناك بعض العقلاء والمُنْصِفين- أن نُصْدِر قانون “مُعاداة الإنسانيّة” والذى يُعاقَب بموجِبِه كلُّ شركاء الحرب؟! إن “طوفان الأقصى” فرصة لكل العرب والمسلمين، لإعادة ترتيب الأوراق ووضع خريطة ونظام واستراتيجية جديدة، تحقق مصالحنا، شريطة التحرُّك الإيجابى والفعَّال وبشكل جماعى، نُنَحِّى الخلافات البينيّة، ونُعْلِى من المصلحة العامّة للأُمَّة العربية والإسلامية بل للإنسانيّة جمعاء، حماية لها من الهَمَجِيَّة الصهيونيّة.خاصة وأن هذا “الطوفان المقدّس” قد كشف لنا مدى “هَشَاشَة ووَهَن” ذلك الكيان السرطانى، وأسقط أسطورته الخرافية، كما أسقطها الجيش المصرى العظيم فى حروبه المجيدة طوال العقود السبعة الماضية، وبات واضحا للعيان قُرب نهايته وسقوطه الأخير، فما يظهره من استقواء وغطرسة إنما هو بداية النهاية، وبمجرّد قَطْعِ “الحبل السُّرِّى الأوروبى” الذى يمُدَّه بأسباب الحياة، ستتوقَّف أوْرِدَتُه.
خلاصة القول
وقال “ياسين”: السؤال الأهم الآن: ماذا نفعل تجاه هذا التحيّز الفجّ والازدواجية؟ فأجاب: الخلاصة تكمن فى “مَنْ يملك قُوْتَهُ.. يمتلك قُوَّتَه”. إن الجرائم التى نَبَاتُ ونَصْحوا عليها منذ أكثر من ٥٠ يوما، أحْيَت فى نفوس الناس الأسوياء- وليس المسلمين فقط- المشاعرَ الدفينة والتى حاول البعض تغييرها وتحسينها، تجاه أولئك الثُلَّة القاسية قلوبُهم، لكنهم لن يتغيّروا أبدا، ولن يُنَقُّوا نفوسَهم أو تَسْلَم تجاه أحدٍ، لأنهم جُبْلُوا على القَسْوة والاستعلاء، لذلك يعتبرون أنفسهم “الشعب المختار”! مع أنهم الشعب الوحيد الذى كتب الله عليه “التِيْه” والتفرُّق فى الأرض، بما صنعته أيديهم من تمرُّد وعِصيان لأمر الله. وبالتالى، فمن الصعب جدا، إن لم يكن من المستحيل، أن ترجع نفوسُنا لما كانت عليه قبل السابع من أكتوبر 2023 وما يرتكبه كيان الاحتلال من عدوان غاشم على العزَّل والأطفال والنساء والشيوخ، حتى العاملين تحت المظلة الدولية والإنسانية لم يسلَموا من شرورهم وإيذائهم!والمهم أن تظل ذاكرة البشرية حية متيقظة، لا تنس هذه الفظائع والجرائم اللا إنسانية التى يرتكبها أولئك المجرمين بحق الفلسطينيين، وإن شاء الله سيأتى اليوم الذى “تتعدل فيه الموازين”، لكننا وقتئذ لن نأخذ مكانهم فى الظلم والعدوان، حتى ولو من باب الانتقام، لأننا نؤمن بدين يرفض الظلم والاضطهاد ويحث على التسامح وعدم مقابلة السيئة بالسيئة، بل يعلمنا “فمن عفى وأصلح فأجره على الله”. ويبقى على البشرية جمعاء أخذ الحذر من الوقوع مرة أخرى تحت الابتزاز الصهيوني الدموى. فحديث سيدنا رسول الله “انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا، قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، هذا نَنْصُرُهُ مَظْلُومًا، فَكيفَ نَنْصُرُهُ ظَالِمًا؟ قالَ: تَأْخُذُ فَوْقَ يَدَيْهِ”. ويقول أيضا: “يا أيُّها الناسُ إنَّ ربَّكمْ واحِدٌ ألا لا فضلَ لِعربِيٍّ على عجَمِيٍّ ولا لِعجَمِيٍّ على عربيٍّ ولا لأحمرَ على أسْودَ ولا لأسودَ على أحمرَ إلَّا بالتَّقوَى إنَّ أكرَمكمْ عند اللهِ أتْقاكُمْ”، وتذكر كتب السيرة أن سيدنا عمر بن الخطاب كان يسير يوماً في الطريق فرأى رجلاً يتسوّل، فقال له: مالك يا شيخ؟ فقال الرجل: أنا يهودي وأتسوّل لأدفع الجزية، فقال عمر: والله ما أنصفناك، نأخذ منك شاباً ثم نضيُّعك شيخاً! والله لأُعطينَّك من مال المسلمين. وأعطاه عمر من مال المسلمين، راتبا شهريا ثابتا. وأكثر من هذا، فقد ادَّعى يوماً يهودىٌّ على سيدنا علىٍّ بن أبى طالب بحضرة عمر بن الخطاب، رضى الله عنهما، فقال عمر: قم يا أبا الحسن ساو خَصمك، فظهر على وجهه- الإمام علىّ- أثر الغيظ ثم قام وجلس بجانب اليهودى، وبعد انتهاء المحاكمة، قال الخليفة عمر لعلىٍّ كرم الله وجهه: لعلّك اغتظت من قولى لك: «قم يا أبا الحسن ساو خَصمك» قال: لا، وإنما اغتظت لأنك كَنَّيْتَنى أمام خَصمى، فكان ينبغى أن تقول: قم يا علىّ ساو خصمك، يعنى لم يرد على رضى الله عنه التعظيم بجانب خصمه.
الاصطفاف الوطنى
وطالب د. شريف الحداد- استشارى الإدارة والتطوير- بضرورة الاصطفاف الوطنى خلف القيادة السياسية لمواجهة التحديات المختلفة التي نعاني منها في الوطن، مشيراً إلى أن امريكا تدعم إسرائيل عَقَدِيًّا و”غَصْب عنها”، مؤكداً أن الدول العربية والإسلامية كلها سند لمصر، وإن لم يكن هذا ظاهرا للعلن، فلنحذر من الوقيعة والفتنة بين الأشقاء، ولنُنَحِّى خلافاتنا جانباً.
مداخلات قيّمة
شهد اللقاء مداخلات قيّمة أثْرَت المناقشة، فقدّم اللواء محمد عبدالقادر- من اوائل عابرى قناة السويس فى نصر أكتوبر- الشكر للقيادة السياسية الحكيمة فى مواجهة ومعالجة الأمور بحكمة وعقلانية وكياسة بما لا يخل ولا يقلّل من حجم وإسم مصر. مشيداً بدور الشباب الذي عبّر عن منتهى الوعى والتنوير.
ووصف الشاعر مراد أبو جبل، الكيان الإسرائيلي بأنه إلى زوال، لأنه لا جذور بدون بذور، ولا نبت فى الهواء.
وتساءل الاعلامى وائل راغب: كيف يمكن تقييم الأمور بحكمة فى ظل التحديات الخطيرة؟
وأشاد محمد انور- مجمع عمال مصر- بحملات المقاطَعة فهى مهمّة، ويجب الاستمرار فى دعم المنتَج الوطنى وتطويره وعدم الانتكاس كالسابق!
واستنكر عبدالقوى عبدالغنى، مظاهر البذخ والتبذير فى بعض المجتمعات العربية والإسلامية، متسائلا: ماذا لو توجهت تلك النفقات لدعم القضية الفلسطينية؟
وكان المايسترو أحمد حسام- قائد فرقة دو رى مي- قدّم فقرات فنية وطنية بمصاحبة طلبة مدرسة النصر، قائلاً: اخذت عهداً على نفسى بتسخير مِهنتى الموسيقية لخدمة الوطن والدين.

اترك تعليقك ...
900
900
زر الذهاب إلى الأعلى