بالتعاون مع الخارجية وكبار رجال الدولة.. جامعة بدر تنفذ أول نموذج محاكاة لمبادرة دول حوض النيل فى الجامعات المصرية
كتبت / مريم حسن صلاح الدين
.
نظمت “كلية الإدارة والعلوم المالية والاقتصادية” بجامعة بدر فى القاهرة، أول نموذج محاكاة لمبادرة دول حوض النيل “الأندوجو”، داخل الجامعات المصرية سواء أكانت الحكومية أو الخاصة، ويأتى ذلك فى إطار دور الكلية فى نشر الوعى بين الطلبة عن الموضوعات الاستراتيجية التى تهم جميع المواطنين بمختلف تخصصاتهم وانتماءاتهم عن طريق عمل ندوات تعريفية ونموذج محاكاة للوصول فى النهاية لتوصيات لحل الأزمة وجاء نموذج المحاكاة، برعاية الدكتور مصطفى كمال رئيس الجامعة، وإشراف الدكتور إبراهيم القلا نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب.
أعلن الدكتور فريد محرم الجارحى، عميد كلية الإدارة والعلوم المالية والاقتصادية بجامعة بدر فى القاهرة، أنه تم تنفيذ نموذج المحاكة لما تحتويه بأمور تتعلق بموضوعات تهم كل المصريين، وتعزز الوعى لدى الطلاب بهموم الوطن ودعم القيادة السياسية فى مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.. مشيراً إلى أن نموذج محاكاة “الأندوجو” هو أول نموذج من نوعه يتم فى جامعة مصرية سواء أكانت حكومية أو خاصة وبالتعاون مع وزارة الخارجية وكبار المسئولين السابقين والحاليين من الدولة الذين عملوا فى ملف مبادرة حوض النيل “الأندوجو”.
من جانبه تحدث الدكتور حسين العطفى، وزير الموارد المائية الأسبق وأمين عام المجلس العربى للمياه، عن المياه فى إفريقيا وتقسيماتها ودور الدبلوماسية تجاه أزمة “المياه، وسد النهضة” بالنسبة الى (11) دولة.. كاشفاً عن أن الدولة تسعى حالياً إلى تحقيق الوعى المجتمعى بقضايا الوطن لدى الشباب، ليكونوا مشاركين فى المسئولية بتضامنهم نحو وحدة الوطن وزيادة الولاء والانتماء والتحصن ضد أى مؤامرات خارجية أو شائعات تستهدف الدولة المصرية.
فى نفس السياق، قال اللواء أركان حرب محمود خليفة، ومستشار رئيس الجمهورية والمستشار العسكرى لأمين عام جامعة الدول العربية، ومحافظ الوادى الجديد سابقًا، إنه على المسئولين شرح السياسة الخارجية المصرية ودوائر الأمن القومى المصرى مع التركيز على الدائرة العربية ودائرة حوض النيل؛ لزيادة وعى المواطنين وخصوصاً الشباب بالأخطار المحيطة بالوطن.. لافتاً إلى أن الشباب ممكن أن يقع ضحية للإعلام المضاد ويجب أن تتم مواجهة الشائعات وسبل تطوير وتحسين العلاقات المصرية الإفريقية، وإلى أى مدى من الممكن أن يسهم الإعلام المصرى كإحدى أدوات القوة الناعمة فى تعزيز المصالح المصرية فى إفريقيا.
فى ذات السياق، شرح الدكتور رامى عاشور، مدرس العلوم السياسية والأمن القومى، وعضو لجنة مصر باليونسكو، للطلاب “أهمية دول حوض النيل بالخرائط، ولماذا أبُرمت اتفاقيات تنظيم استخدامات نهر النيل، مروراً بواقع مصر من حصصها المائية وتقارير الأمم المتحدة المنوطة، وصولاً إلى “سد النهضة” من زاوية السياسة الخارجية الإثيوبية وتحالفاتها مع القوى الكبرى والإقليمية في المنطقة ورسائل النظام الإثيوبى بشكل عام، كيفية تضارب إنشاء “سد النهضة” بالأساس والسلوك الإثيوبى مع قواعد ومبادئ القانون الدولى ومواثيق الأمم المتحدة الهادفة للسلام والأمن الدوليين”.. محللًا خطابات رئيس الجمهورية تجاه تلك الأزمة موضحًا كيفية التزام مصر واحترامها للمواثيق الدولية وانتهاجهاً وترجيحها للحل السلمى لتلك الأزمة كجزء من دورها الإقليمى ومسئولياتها الدولية على مستوى القارة الإفريقية والعالم العربى.
من جانبها، تحدثت الدكتورة نيرة إبراهيم، مدرس العلوم السياسية بجامعة بدر، عن المفاوضات الثلاثية بين “مصر، السودان، وإثيوبيا” في مسألة السد، ودور الوساطة الأمريكية والبنك الدولى فى تهدئة المسار التفاوضى، وألقت الضوء على الدعم العربى ودور مصر خلال عضويتها “غير الدائمة” فى مجلس الأمن الدولى، وحرصها على تسوية تلك الأزمة بشكل سلمى للطرفين
فى سياق متصل، أوضح مصطفى أبو الدهب، مدرس مساعد العلوم السياسية بجامعة بدر، معنى اسم “الأندوجو” باللغة السواحلية وهو: “تجمع الإخاء”، والذى أنشأته مصر؛ ليضم دول “حوض النيل” فى سعى منها؛ لتحقيق تعاون حقيقى يهدف لتعميم المصالح بين كل الأطراف المعنية، فضلًا عن الاتفاقيات المنظمة لذلك التعاون وآليات التعاون نفسها والتى أقرتها واعترفت بها مصر وتتمسك بها تاريخياً، وألقى نظرة على بعض المشروعات الثنائية التى تمت خلال إنشاء هذا التجمع، والتى تعكس دائماً حسن نية مصر وانتماءها الإفريقى وحرصها على التعاون ليس الصراع مع الأشقاء الأفارقة.