أكدها خبير في علم النفس الصحي بجامعة كوليدج بلندن دراسات علمية: تسخين التبغ أخف ضررا من حرقه
كتب / شريف سمير
في ظل التوجه العالمي المتنامي لتخفيض مخاطر التدخين التقليدي، والتحول نحو المنتجات البديلة الخالية من الدخان، يظل التساؤل حول جدوى هذه المنتجات ومدى فاعليتها؟ تساؤلاً مطروحا، خاصة في ظل ظهور أشكال وأنماط متعددة من هذه المنتجات.
الدكتور ليون شهاب، أستاذ علم النفس الصحي في جامعة كوليدج بلندن، أجاب عن هذا التساؤل خلال مشاركته في قمة “السجائر الإلكترونية”، التي استضافتها العاصمة البريطانية “لندن”، مؤخرا وشارك فيها بالحضور الفعلي والمشاركات الافتراضية عدد من الخبراء والأكاديميين في المجالات الطبية والبحثية، وممثلي الجمعيات الخيرية والناشطين في مجال الصحة العامة، بالإضافة للعاملين في مجال مكافحة التبغ، بهدف تعزيز الحوار حول مفاهيم الحد من أضرار التدخين اعتمادًا على الأدلة العلمية، وتوفير منصة محايدة لتقديم الاستراتيجيات الصحية الأكثر فاعلية لتخفيض عدد الوفيات والأمراض المرتبطة بالتدخين.
قال “شهاب”: “هناك تشابه بين منتجات التبغ المسخن، والسجائر الالكترونية، وهذا التشابه يكمن في أن كليهما تمد المدخن بمادة النيكوتين التي يرغب فيها ولكن من دون عملية الحرق التي تتم في السجائر التقليدية، لكنه في الوقت نفسه أكد أيضا على وجود فرق شاسع بين منتجات التبغ المسخن، التي تحتوي على أوراق التبغ في صورتها الاعتيادية والذي يعد النيكوتين أحد مكوناتها، والسجائر الالكترونية التي لا تحتوي على نبات التبغ إطلاقا، وانما على سائل يتم إعداده بطريقة معينة تضاف إلية مادة النيكوتين، مشيراً إلى أن كلا النوعين يعتمد على تكنولوجيا التسخين لاستخلاص مادة النيكوتين التي يرغب فيها المدخن، مع إقصاء كامل لعملية الحرق التي تتم في السجائر التقليدية.
ووفقاً لما أكده خبراء وأطباء أمراض القلب والجهاز التنفسي والاورام والادمان ممن شاركوا في فعاليات علمية متعددة على مدار العام الماضي حول العالم، فإن التدخين يعد السبب الرئيسي في الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي والقلب وأورام الرئة، موضحين أن المدخن يسعى دائما إلى الحصول على مادة النيكوتين الموجودة في ورق التبغ الموجود في السيجارة، ولكنه عندما يحاول الحصول عليها بإشعال السيجارة ينتج عن ذلك ما لا يقل عن 6 ألاف مادة كيميائية شديدة الخطورة يحملها الدخان الناتج عن عملية الحرق، وهو نفس الدخان الذي يستنشقه المدخن مباشرة ويُدخله الى جهازه التنفسي، ثم يزفره بعد ذلك من أنفه وفمه الى المحيطين به، مما يُعرضم للإصابة بأمراض التدخين، وهو ما يعرف بالتدخين السلبي.
واتفق العلماء والخبراء على أن الدراسات والتجارب العلمية المثبتة أكدت أنه حتى وإن كان النيكوتين مادة إدمانيه بطبيعتها ومحظور تعاطيها على بعض الفئات مثل الحوامل والمرضعات ومرضى القلب والسكر وضغط الدم، إلا أنها بريئة من اتهامها بالتسبب في الأمراض المرتبطة بالتدخين، وأن السبب الأول والرئيسي في ذلك هو عملية الحرق التي تتم في السجائر التقليدية، لذلك تعد المنتجات البديلة الخالية من الدخان، بديلا أفضل للمدخنين البالغين من الاستمرار في التدخين التقليدي.
وأكد العلماء أن عملية تسخين التبغ التي تتم في درجة حرارة 350 درجة، تمنح المدخن النيكوتين الذي يسعى إلية، مع إقصاء كامل لعميلة الحرق، وبالتالي يتجنب المدخن ما يقترب من 95% من المواد الكيميائية الضارة الموجودة في دخان السجائر، والتي تسبب الأمراض المرتبطة بالتدخين، حيث أن عملية التسخين لا ينتج عنها دخاناً من الأصل، غير أن ذلك لا يعني بالضرورة تخفيضاً للأمراض الناتجة عن التدخين بنفس النسبة، فهذه المنتجات ليست أمنة تماما ولا تخلوا من المخاطر.