الدوحة للأفلام تعلن عن قائمة خبراء النسخة العاشرة من ملتقى قمرة السينمائي 2024
كتب – شريف سعيد
أعلنت مؤسسة الدوحة للأفلام أنّ خمسة سينمائيين دوليين سيشكلون خبراء قمرة في النسخة العاشرة من ملتقى قمرة السينمائي التي ستقام من 1 إلى 6 مارس 2024 في الدوحة. ويعدّ ملتقى قمرة السينمائي أحد الفعاليات المستقلة القليلة في العالم المصممة لدعم صانعي الأفلام الناشئين ومنحهم فرصة فريدة للحصول على التوجيه من قبل أساتذة السينما العالميين وخبراء الصناعة، بينما تقدم أيضًا فرص التواصل والتعاون مع المتخصصين في صناعة السينما.
يشكل خبراء قمرة السينمائيين جوهر برنامج المشاريع، ويعدون من الشخصيات اللامعة في عالم السينما، حيث يقدمون التوجيه الفردي لصانعي الأفلام المشاركين، ويقدمون رؤى تساعدهم على صقل مهاراتهم والارتقاء بمشاريعهم، وتطوير التجربة العامة لصناعة الأفلام بدءاً من كتابة السيناريو وصولاً إلى عرض الفيلم على الشاشة.
تضم قائمة خبراء قمرة لهذه النسخة كل من ليوس كاراكس، كلير دينيس، أتوم إيغويان، مارتين هيرنانديز، وجيم شيريدان، حيث سيشاركون خبراتهم الإخراجية مع المشاركين.
يُعرف ليوس كاراكس بأعماله التي تتحدى الحدود التقليدية للسرد والأسلوب، وتتميز مسيرته المهنية بالسعي الدائم للابتكار الفني، بينما تتميز أعماله السينمائية بثراء الأفكار والأساليب الفنية المبتكرة. من أعماله البارزة: “دم فاسد”، “العشاق على الجسر” (1991)، وفيلم “المحركات المقدسة” في عام 2022 الذي تم اختياره للمشاركة في المسابقة الرسمية في مهرجان كان السينمائي. كما حقق فيلمه الأخير “أنيت” (2021)، وهو ميلودراما بوب روك من بطولة ماريون كوتيارد وآدم درايفر، الفوز بجائزة أفضل مخرج في مهرجان كان السينمائي.
كلير دينيس معروفة بأفلامها ذات النهج الفريد، حيث تتحدّى المشاهدين لمواجهة حدود الثقافة والهوية. تتضمن مجموعة أعمالها أفلامًا مشهورة مثل “عودي إلى منزلك أميركا” (1994)، “نينيت وبوني” (1996)، “عمل جيد” (1999)، “المشاكل اليومية” (20021)، “ليلة الجمعة” ((2002، “35 روم” (2009). حظيت دوني بعام ناجح جداً في 2022 مع فيلمها العاطفي “كلا جانبي النصل” الذي فاز بجائزة الدب الفضي في مهرجان برلين السينمائي الدولي، وفيلمها الغامض “النجوم عند الظهيرة” الذي رُشّح لجائزة السعفة الذهبية، وحصل على الجائزة الكبرى في مهرجان كان السينمائي.
اشتهر أتوم إيغويان (الآخرة الحلوة، 1997) بأدواره ككاتب ومخرج ومنتج، وفاز بخمسة جوائز مرموقة في مهرجان كان السينمائي وترشيحين لجائزة الأوسكار. يعدّ إيغوان أحد القوى الدافعة للموجة السينمائية الجديدة في تورونتو. سيعرض أحدث أفلامه، “الحجب السبعة”، لأول مرة عالميًا في مهرجان برلين السينمائي في هذا العام، ما يشكل إضافة قيمة إلى إرثه في السرد القصصي والبصري. ومن خلال إظهار موهبته في رواية القصص في كل الأنماط الفنية، حقق إيغويان شهرة مماثلة في الأوبرا والمسرح.
مارتين هيرنانديز معروف عالمياً بمنتج الصوت المشرف ومصمم الصوت، وقد حظي عمله بترشيحين لجائزة الأوسكار لأفضل مونتاج صوت عن فيلمي “الرجل الطائر” (2014) و “العائد” (2015)، من إخراج أليخاندرو جي إيناريتو. حصل هيرنانديز أيضاً على جائزة بافتا عن فيلم “العائد”، وتم ترشيحه لهذه الجائزة عن أفلام “متاهة بان”، “بابل”، “الرجل الطائر”. في الصيف الماضي، صمّم هيرنانديز وشارك في الإشراف على الموسم الرابع من “المحقق الحقيقي: بلد الليل” للمخرج عيسى لوبيز. كما صمم مع فريقه الصوت لفيلم “راديكالي” للمخرج لويس زالا الذي عرض للمرة الأولى في مهرجان صندانس السينمائي 2023، وشارك في الإشراف على “باردو، وقائع كاذبة لمجموعة من الحقائق” من إخراج أليخاندرو غونزالس إيناريتو، “السماء في كل مكان” من إخراج جوزفين ديكر، و “إيملي المجرمة” للمخرج جون باتون فورد. في 2020، أعاد إنتاج الصوت لفيلم “أموريس بيروس” الذي أصدرته مجموعة كريتيريون بمناسبة الذكرى العشرين على إصدار الفيلم.
الكاتب المسرحي وكاتب السيناريو والمخرج والمنتج الأيرلندي البارز، جيم شيريدان (“قدمي اليسرى” (1989)، “باسم الأب” (1993)، “في أمريكا” (2002)، حصل على ست ترشيحات لجوائز الأوسكار ويعتبر شخصية رئيسية في تعزيز ثقافة أيرلندا على الساحة العالمية. تعاونه المثير مع الممثل دانييل داي لويس في ثلاثة أفلام بما في ذلك الفيلم الفائز بجائزة الأوسكار “قدمي اليسرى”، ساهم على إبراز موهبته في الإخراج، وكان له دور أيضاً في تقديم داي لويس كممثل، حيث وصفته مجلة تايم بأنه “أعظم ممثل في العالم”. تتجلى مهارات شيريدان الإخراجية بشكل أكبر من خلال أعماله في إنتاجات الاستوديوهات ذات الميزانية الكبيرة، مثل “أغتني أو مت وأنت تحاول” (2005)، “الإخوة” (2009)، “بيت الأحلام” ( (2011.
وفي هذا السياق، صرّحت فاطمة حسن الرميحي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام: “ملتقى قمرة السينمائي هو الحاضنة الأولى من نوعها للمواهب في العالم العربي، ويعد منصة بارزة للمواهب الناشئة حيث يمنحهم فرصة فريدة لتطوير مشاريعهم والتفاعل مع خبراء الصناعة في جلسات تواصل قيّمة ومفيدة. ويتيح لهم هذا التوجيه الذي يحصلون عليه في قمرة، مقاربة مشاريعهم بأفكار أكثر ثراءً، واستكشاف التحديات العديدة التي يمكن أن تواجههم خلال رحلة صناعة فيلمهم.”
وأضافت: “ما يجعل هذه التجربة مجزية هو فرصة التواصل المباشر مع خبراء قمرة الذين أعادوا تعريف معايير السينما من خلال الابتكار الجريء والإبداع الاستثنائي. نفتخر ونتشرف أن نرحب بكل من ليوس كاراكس، كلير دينيس، أتوم إيغويان، مارتن هيرنانديز، وجيم شيريدان بصفتهم خبراء قمرة لهذا العام المميز. فمساهمتهم في السينما العالمية استثنائية، ويمكن للمشاركين في الملتقى في نسختنا العاشرة المميزة أن يتطلعوا إلى تجربة ثرية تحت إشرافهم”.
بدوره صرّح إيليا سليمان، المستشار الفني لمؤسسة الدوحة للأفلام: “خبراء قمرة هم صنّاع أفلام جريؤون وذوو رؤية، وقد تركوا بصمة لا تمحى في السينما العالمية بفضل اعتمادهم أساليب فريدة ومبتكرة في سرد القصص. تتميز أعمالهم الفنية بجرأتهم في استكشاف السينما بكامل أبعادها. ونهجهم في صناعة الأفلام سيعود بالفائدة على صانعي الأفلام الشباب، وسيساهم في إثراء أعمال المواهب الناشئة في المنطقة وخارجها”.
على مدار تسعة أعوام، شكّل ملتقى قمرة السينمائي ركيزة أساسية لنجاح صناع الأفلام من المنطقة العربية والعالم ولدعم الأصوات السينمائية المستقلة المهمة في السرد القصصي العالمي. وسيتم قريباً الإعلان عن المشاريع المختارة لملتقى قمرة السينمائي 2024. سيحظى صناع الأفلام بفرصة حضور جلسات توجيهية مع خبراء قمرة والمشاركة في جلسات تعارف ولقاءات مع المختصين في مختلف قطاعات السينما.
سيتم الإعلان قريباً عن المزيد من التفاصيل حول قمرة 2024، بما في ذلك الفعاليات والأنشطة المحددة. وفي هذا العام، تم إتاحة العديد من البرامج للجمهور، بما في ذلك ندوات قمرة السينمائية، وعروض قمرة، التي تقدم مجموعة مختارة من الأفلام الطويلة الرائعة من المنطقة وخارجها والتي حظيت بدعم المؤسسة.
خبراء قمرة 2024:
ليوس كاراكس مخرج أفلام يتحدى في أعماله المبادىء التقليدية للسرد والأسلوب. بدأ كاراكس كناقد سينمائي، ثم انتقل بسرعة إلى صناعة الأفلام، حيث قدم أول فيلم روائي طويل له بعنوان “صبي يلتقي فتاة” في عام 1984 في أسبوع النقاد في مهرجان كان، والذي كان إيذانًا بوصول موهبة مذهلة. عزز فيلم “دم فاسد” (1986) سمعته كمخرج بأسلوب بصري وسرد مميز. وقد تبع ذلك فيلم “العشاق على الجسر” (1991) وهو فيلم يجمع بين الواقعية الجريئة والرومانسية الشعرية التي أظهرت قدرة كاراكس على مزج العناصر المتناقضة في عمل متناغم. ربما يكون فيلم كاراكس “المحركات المقدسة” (2012)، والذي تم اختياره في المسابقة الرسمية في مهرجان كان السينمائي، أكثر أعماله جرأة، وحاز على إشادة النقاد. أحدث أفلامه الطويلة “أنيت” (2021)، وهو ميلودراما بوب روك من بطولة ماريون كوتيار وآدم درايفر، هو تتويج لمبادئه في الأسلوب والأفكار. كانت مسيرة ليوس كاراكس المهنية عبارة عن سعي دؤوب للابتكار الفني، والتزام لا يتزعزع بالأصالة العاطفية، والجرأة التي تتحدى وتتخطى حدود السينما.
أعمال كلير دينيس متجذرة بعمق في ذكريات طفولتها، وتغوص في تعقيدات الحقبة الاستعمارية في غرب إفريقيا وفي فترة ما بعد الاستعمار، وفي فرنسا المعاصرة. لقد أصبحت مؤرخة شجاعة للحياة في إفريقيا في حقبة الاستعمار وما تلاها، وهو ما يظهر جلياً في أفلامها مثل “المادة البيضاء” (2009). عًرض فيلمها “الأوغاد” (2013) في قسم نظرة ما في مهرجان كان السينمائي 2013. في 2017، عادت دوني إلى مهرجان كان مع فيلم “دع الشمس تشرق”، وكان الفيلم الافتتاحي في قسم أسبوعي المخرجين وفاز بجائزة جمعية المؤلفين والملحنين المسرحيين. تعتبر مسيرتها المهنية شهادة على موهبتها الاستثنائية في تصوير التجارب الإنسانية الدقيقة من خلال الأفلام، وهي مشهورة بقدرتها على استكشاف التفاعل الدقيق بين الأفراد، وكيف يمكن لروابط تبدو تافهة أن تغير حياة الناس بشكل عميق. في جوهر أعمال دينيس السينمائية، تظهر الدسائس مع الفرح وتحديات الانتماء والاختلاف، مع التركيز في كثير من الأحيان على تدخلات الدخلاء، سواء كانوا من الغرباء أو الأجانب، وضرورة التعايش بين التقليدي وغير التقليدي. لم يقتصر عملها على إلهام السينما الفرنسية وتطويرها فحسب، بل قدم أيضًا انعكاسًا عميقًا للموروثات الاستعمارية والهويات الشخصية. في عام 2023، حصلت على جائزة الإنجاز المهني من جمعية نقاد السينما في لوس أنجلوس، مما سلط الضوء على مكانتها كواحدة من أفضل صانعي الأفلام الأحياء، وأظهر براعتها في تصوير الذات الداخلية والخطوط التي تفرقنا.
بدأ مارتن هيرنانديز مسيرته المهنية في عام 1985 كمضيف ومنتج إذاعي في محطة WFM969 في مكسيكو سيتي، حيث عمل جنبًا إلى جنب مع أليخاندرو جي إيناريتو وكتب قصصاً إذاعية قصيرة. دخل في تصميم الصوت للأفلام من خلال أول فيلم طويل لإيناريتو، “أموريس بيروس” (2000)، والذي حصل على ترشيح لجائزة جولدن جلوب وترشيح لجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي. تمتد مشاركاته لتشمل مخرجين مثل فرناندو ميريليس في فيلم “مدينة الله”، وغييرمو ديل تورو في “متاهة بان”، وشون بن في فيلم “إلى البرية”، ووالتر ساليس في فيلم “على الطريق”، وجو سوانبرغ في “البحث عن النار” و”الفوز بكل شيء”. إن إتقان مارتن هيرنانديز لصياغة التجارب السمعية التي ترتقي بالجوهر السردي للأفلام، جعله رائدًا في هذا المجال. يُعد عمله الذي نال إشادة واسعة من النقاد بمثابة شهادة على قدرته الاستثنائية على نقل الجماهير إلى قلب القصة. وفهمه الدقيق للصوت كأداة سردية لم يكسبه جوائز مرموقة فحسب، بل أثر أيضًا بشكل عميق على فن الصوت السينمائي. ومن خلال جهوده الدؤوبة، يواصل هيرنانديز إعادة تعريف حدود التجربة السمعية في الأفلام، ما يجعله خبيراً حقيقيًا في تصميم الصوت.
أتوم إيغويان شخصية مشهورة في عالم السينما، يُحتفل به لأدواره ككاتب ومخرج ومنتج. تشمل مسيرته الواسعة 18 فيلمًا روائيًا والعديد من المشاريع، يتميز كل منها بلمسته الفنية الفريدة. نالت موهبة إيغويان شهرة عالمية ما أكسبه 5 جوائز في مهرجان كان السينمائي هي الجائزة الكبرى، وجوائز النقاد الدولية، وجوائز لجنة التحكيم المسكونية، إلى جانب ترشيحات لجائزتي أوسكار و25 جائزة جيني (جوائز الشاشة الكندية)، من ضمنها 3 جوائز أفضل فيلم. عُرضت أفلامه في مهرجانات سينمائية كبرى في جميع أنحاء العالم، من ضمنها البندقية، تورنتو، نيويورك، سان سيباستيان، وبوسان. من خلال إظهار موهبته في مختلف أنماط السرد القصصي، حقق إيغويان أيضًا شهرة في الأوبرا والمسرح. حصل إيغويان على وسام فارس من الحكومة الفرنسية، وهو حاصل على وسام الاستحقاق الكندي، وهو أعلى وسام مدني في البلاد.
جيم شيريدان كاتب مسرحي وكاتب سيناريو ومخرج سينمائي ومنتج أيرلندي بارز، أثّرت أعماله بشكل كبير على السينما والمسرح على مدى العقود الأربعة الماضية. بدأ رحلته الرائعة بإخراج فيلمين حازا على إشادة النقاد في أيرلندا، “قدمي اليسرى” (1989) و”باسم الأب” (1993)، ثم تبعهمها بفيلمي “الملاكم” (1997) و “في أمريكا” (2002). كان شيريدان شخصية محورية في المشهد الثقافي الأيرلندي، حيث شارك في تأسيس مسرح المشروع الطليعي في دبلن مع المخرج نيل جوردان، وعمل مديرًا لمركز الفنون الأيرلندية في نيويورك. حصدت أفلامه 16 ترشيحًا لجائزة الأوسكار، و14 ترشيحًا لجائزة جولدن جلوب، و3 جوائز في مهرجان برلين السينمائي الدولي، و3 جوائز من نقابة الكتاب الأمريكية، و8 جوائز بافتا، و8 جوائز من أكاديمية السينما والتلفزيون الأيرلندية. أنتج شيريدان إنتاجات بميزانيات كبيرة وساعد في دعم أصوات العديد من المواهب الأيرلندية الصاعدة الأخرى.