رواية أرض المُجمدين للأديب عماد الدوماني
كتب / طلعت طه
صدر حديثا رواية أرض المجمدين للأديب عماد الدوماني والتي يستعرض من خلالها
الحياة الاجتماعية والتغيرات التي تحدث بسبب تغير متطلبات الحياة
بعد الحادث المروع الذي تعرضت له كامل أسرة “ياسين” ولقوا على إثره حتفهم، أصبح الوريث الوحيد لكامل ثروة أبيه من عقارات واستثمارات وشركات وأرصدة بنكية، كما أنه صار شريكا لعمه في شركتين أسسهما أبيه قديما، ولم تنقص ثروتهم سوى مصنع الأدوية والمستحضرات الطبية الذي انتُزعت ملكيته لأسباب لم تُعلن، لكن تلك الثروة الطائلة لم تشفع له حين تحرش بالسيدة “لين” في محل عملها فعوقب بالتجميد في أحد طوابق المول.
كان استياء العم “طلال” واضحا من ابن أخيه ومع ذلك تدخل سريعا لإنقاذه من مصير قاس أسود وقدم الترضيات الكافية لإطلاق سراحه، لكن ذلك لم يمنع مواجهة ساخنة دارات بينه وبين “ياسين” حول الفتاة التي أحبها وتدعى “لين” وحذره من استمرار علاقته بها ومن مغبة إصراره على الارتباط بها بعد أن قامت بخلع زوجها مما دفع الزوج إلى الانتقام منه وتجميده.
أصر “ياسين” على موقفه من الارتباط بحبيبته لكنه في ذات الوقت قدم الشكر لعمه على صنيعه ووعده بأخذ الحيطة تجاه طليق “لين” وفي طريق عودته لبيته جاءه اتصال من الطبيب الذي فك تجميده وطلب منه التوجه فورا إلى الطابق الثاني السفلي من المول وأن ينتظره في الغرفة 666 لأمر هام جدا لا يحتمل التأجيل، فسارع “ياسين” إلى حيث طُلب منه فكانت المفاجأة أن الذي فتح له الباب هو أبيه الذي نجا من الحادث واختفى لعام كامل هربا من الذين دبروا الحادث لقتله وزوجته وابنه “أنس”.
حين رأى أبيه وُلد الأمل في قلبه لكنه وحين سمعه يقول: أنا حي توقع أن بقية عائلته بخير وعلى قيد الحياة، لكنه خلال ثوان قليلة سحق ذلك الوليد داخله، وما أن سمعه يقول البقاء لله حتى ارتفع صوت بكائه وقال: ماتا
– بل قتلا
– كيف وأين؟ من قتلهما؟ ألم تسقط بكم الطائرة؟
– موضوع طويل شائك، سأقصه عليك
طرقات على الباب قطعت حديثهما، نحاه أبيه جانبا وفتح الباب ربع فتحة وأدخل ذلك الطارق فإذا به الطبيب “قاسم”، نظر إلى “ياسين” وقال مرحبا يا ابن الحبيب، ما رأيك بهذه المفاجأة؟
– أشكرك جزيل الشكر حضرة الطبيب أنك دللتني على مكان أبي بعد نجاته من حادث الطائرة
تحدثت بهذه الطريقة لأنني لا أعرف أهو على علم بما أخبرني به أبي قبل قليل أم لا؟ لذا لم أصرح سوى بالمشهور عن الحادث ثم تركته ليخرج ما في جعبته، فقال:
– يبدو أنني جئت قبل أن يخبرك أباك التفاصيل، لم يكن هناك حادث طائرة من الأساس
– لم يخبرني بعد، ما هي التفاصيل التي أشرت إليها؟
– والدتك السيدة “مايسة” وأخاك الشاب “أنس” قتلا بالغاز ثم أحرق قاربهم وأغرق بهما.
تدخل أبي مشيرا إلى “قاسم”، وقال: مهلا، رجاء دع هذا الأمر لي سأخبره بكل شيء بنفسي، أخبره بما تريده منه وانصرف أنت واتركه معي، فأحضر “قاسم” معقدا وأشار لي بالجلوس وذهب وعاد حاملا كوب ماء وأعطاه لي، صعقتني الصدمة، هل حقا فُعل ذلك بعائلتي؟ لم؟ ولمصلحة من يقتلون بهذه الوحشية؟ أسئلة كثيرة تعصف بي، أجلسني ورفع الماء إلى فمي فشربت ثم قال: سأختصر الحديث حتى لا أطيل فيلحظوا غيابي، أما حكاية عائلتك فأبيك كفيل بها، وأما ما أريده منك فهو العودة إلى التجميد مرة أخرى.
– ما هذا الهراء؟ أتطلب مني العودة للموت؟
– مصير المجمدين ومستقبلهم متوقف على موافقتك
– ما علاقة مصير المجمدين بموافقتي على التجميد مرة أخرى؟
– سنحقنك بمواد تساعدك على التخاطر معهم
– التخاطر!!!!!