المملكة العربية السعودية تستعرض شراكتها الثرية مع “اليونسكو” في النشاطات التربوية والعلمية والثقافية
كتب / محمد فتحي
شاركت المملكة العربية السعودية ممثلةً بوفدها الدائم لدى اليونسكو، في أعمال الدورة 219 للمجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو”، التي انطلقت جلساتها الافتتاحية أمس بمقر المنظمة في العاصمة الفرنسية باريس، وبمشاركة من اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، ومختلف الجهات الوطنية ذات الاختصاص، وتستمر حتى 27 من الشهر الميلادي الجاري.
ويرأس وفد المملكة في أعمال الدورة الـ219 للمجلس التنفيذي لليونسكو سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية فرنسا وإمارة موناكو، المندوب الدائم المكلف للمملكة العربية السعودية لدى اليونسكو، فهد بن معيوف الرويلي، حيث ألقى كلمة المملكة بحضور الدول الأعضاء في المجلس، وبحضور كل من رئيسة المجلس التنفيذي ورئيس المؤتمر العام لليونسكو والمديرة العامة لليونسكو.
وأشار الرويلي إلى ما تبذله المملكة من جهود موسعة ومستمرة بالتعاون مع شركائها في المنطقة وفي العالم لإيجاد حل للأوضاع الإنسانية المتدهورة ومعاناة المدنيين في قطاع غزة، مؤكداً موقف المملكة في ضرورة وقف الاعتداءات الإسرائيلية وانتهاكاتها للقانون الدولي وإنهاء معاناة المدنيين، داعياً اليونسكو إلى بذل جهود أكبر في هذا الشأن.
ونوه الرويلي بالتعاون المستمر بين المملكة واليونسكو، وذلك في مختلف النشاطات التربوية والعلمية والثقافية، مشيراً إلى المعرض السعودي الذي أقيم بالتزامن مع يوم التأسيس في المقر الرئيس لليونسكو تحت عنوان “ما حكاه الطين” تقفي إرث الدرعية، الذي استعرض التراث الثري للدرعية، وحي الطريف المدرج كموقع مسجل في قائمة التراث العالمي لليونسكو منذ عام 2010م.
وأوضح السفير الرويلي إلى مشاريع الصندوق السعودي في اليونسكو التي دشنتها المملكة واليونسكو لصون التراث الثقافي بقيمة 10 ملايين دولار، والتي تسعى لتحقيق التآزر بين اتفاقيات اليونسكو الست المعنية بالثقافة لإيجاد بيئة ثقافية حيوية.
كما أشار إلى التقدم المحرز في الشراكة التي تجمع الهيئة الملكية لمحافظة العلا مع اليونسكو، حيث وقع الطرفان اتفاقية ثالثة ضمن الشراكة طويلة الأمد التي تربطهما، وذلك بهدف تعزيز التحولات الاجتماعية الإيجابية في العُلا، وتفعيل خطة التواصل للشراكة التي تجمع الطرفين.
وأعرب عن مباركة المملكة للخطوة التي اتخذتها الدول ممن تولت رئاسة قمة العشرين بعد المملكة، وذلك بمبادرتها في استدامة الخطوة التاريخية للمملكة بإضافة البعد الثقافي في جدول أعمال مجموعة العشرين إبان رئاسة المملكة لقمة مجموعة العشرين للعام 2020م.
وفي إطار التعاون على المستوى التربوي؛ تضمنت كلمة المملكة ما تحققه منظومة التعليم السعودي، حيث انضمت حديثاً ثلاث مدن سعودية ضمن شبكة اليونسكو العالمية لمدن التعلم، ليكون عددها خمس مدن سعودية، إضافة إلى انضمام المملكة إلى عضوية القيادة بلجنة اليونسكو التوجيهية العليا رفيعة المستوى للهدف الرابع من أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وعضوية الخبراء في اللجنة الفرعية المنبثقة منها والخاصة بالبيانات والرصد.
كما أشار السفير الرويلي إلى انتخاب المملكة في شهر نوفمبر الماضي لاستضافة المعرض العالمي إكسبو 2030 في الرياض، مجدّداً الشكر للدول التي منحت ثقتها لترشيح المملكة، ومؤكداً تطلعات المملكة لتنظيم معرض عالمي متميز يعزز تعاون ثقافات العالم أجمع وعلومها وشراكاتها.
مما يُذكر أن المجلس التنفيذي لليونسكو هو أحد الأجهزة الدستورية الثلاثة للمنظمة، إضافة إلى المؤتمر العام والأمانة العامة، ويتم انتخاب أعضاء المجلس في المؤتمر العام للمنظمة، الذي يُقام كل عامين, ويقوم المجلس التنفيذي وفق توجيهات المؤتمر العام بتقييم أداء عمل اليونسكو، وتقييم برامجها وتقديرات الميزانية للمنظمة، ويتكوّن المجلس التنفيذي لليونسكو من 58 دولة عضواً تُنتخب لعضوية المجلس كل أربعة أعوام.