حنان البشلاوي تكتب : الأخلاق والثقافه صفات إنسانيه وإجتماعيه مكتسبه
تنتقل من جيل لآخر بالتفاعل.. فالأخلاق والثقافه والعمل صفات تميز الإنسان عن الحيوان وتحتاج لفهم عميق لجوهر العلاقه بين الإنسان والبيئه وهم فريضه عصريه وضرورة تربويه٠٠
البيئه اذا كانت صالحه صلح الفرد وتساعد علي تقوية القيم وعدم إنطفائها ورسوخها فحال الفرد من حال بيئته.. وإذا كانت فاسده تنزل بالإنسان العلل والأمراض النفسيه وتدمره جسدا وقلبا وفكرا٠٠
الاسره بمفهومها الضيق والمجتمع بنطاقه الأوسع يطالعنا بقصص لحالات بائسه سلوكها منحرف أدي الي عدم التوافق الإجتماعي والنفسي وهم نتاج لبيئه عشوائيه مفتقده القوانيين والمبادئ والتشريعات غير قادرين علي مواجهة الحياة بمشاكلها المعقده٠
القيم هي وحدة بناء المجتمع ولا تستقيم المجتمعات بدونها وبدون القيم تفقد المجتمعات مكانتها وهيبتها٠٠
وانعدامها لا تضر بالفرد فقط بل تضر المجتمع كله٠٠
في المجتمع بنطاقه الواسع المدرسه هي المنوط بها والتعليم وتأصيل القيم .. ثم علي مستوي الاسره بنطاقها الضيق الأم هي المنوط بها التربيه و التعليم والتوجيه قال الشاعر :
الام مدرسه اذا اعددتها ٠٠٠أعددت شعبا طيب الأعراق ٠٠
الام حينما تتبني إيدلوجيه منحرفه تعرض أولادها لمخاطر سلوكيه وصحيه بالإضافه إلي إصابات تنتهي بإعاقتهم نفسيا وفكريا وتصبح نصائحهم بلا معنى.. لأن افعالهم تكذبها ويصبحون معاول هدم لأولادهم ..
وأهمية الأم تأتي من الدور الذي تؤديه في مجتمع لا يعترف إلا بمن له القدره علي تغييره للأفضل ٠
الأم يتأثر بها أولادها ودائما تعطي رسائل واضحه ومستمره لهم.. ومن البديهيات اذا أشرقت الام بأخلاقها أشرق أولادها وإذا أفلت الام بأخلاقها أفل أولادها ٠٠
الطفل في مرحله ما تكون علاقته الإنفعاليه والإجتماعية محصوره في دائره أبويه أوكل لهما المجتمع مهمة تربيتهم وتعليمهم بشكل مقصود وفقا لنظم تربويه معينه بعيدا عن العشوائيه المفتقده للضوابط والقيود التي قد تحدث خرابا للعالم عندما تحاول العبث أو المساس بالقيم او التفريط فيها أو إهدارها.. وهذا يعد جريمه في مجتمع تجاوز حدود الزمان والمكان يواجه تحديات كثيره الإنسان هو العنصر المؤثر بكل ما يحيط به.
لا أستطيع إيقاف الزمن أو التحكم في عودته.. أحن دائما لطفولتي العالقه بذهني ولا أزال أتذكر مدرسة المستشار يوسف شمس الدين البشلاوي حيث أنه دارس للقانون وقارئ جيد للتاريخ أشتهر بمكتبته الواسعة التي تحوي كتب في جميع التخصصات.. أستصدر قرار من وزارة التربيه والتعليم بتشغيل مدرسة القريه ليلا أثناء فترة الصيف مثلما فعل محمد فريد ليست لمحو الأميه الكتابيه فقط بل لمحو الأميه الكتابيه والعقلية وكان لديه عقيده أن المدرسه دورها أكبر بكثير من مجرد الحفظ التلقين.. لذا أهتم بتعليم القيمه أكثر من تلقين الدروس.. لأنها تضبط التنظيم الداخلي للطارئيين عليها الذي يملي علي الإنسان أقواله وأفعاله..
تعلمنا في هذه المدرسه أن الاخلاق القويمه السويه هي التي تبني علاقات ناضجه وتحقق للإنسان مكانه وترفع من قيمته الذاتيه ومركزه الإجتماعي وسط الناس ٠٠
تعلمنا فيها أن الكذب أخطر صفه في الإنسان.. من يكذب يخون ويتآمر ومنحط أخلاقيا حاقد وناقم تملأ قلبه الضغينه ٠٠علمتنا المدرسه ان الكذابين يتصفون بسوء الذكر في الخلائق وينفضح أمرهم وحينما يذكرهم الآخرون يلقبوهم بالكذابين ٠
الكاذب الخراص عاهر بل أكثر من عاهر وعقابه عند الله أكثر من العاهر بدليل الحديث الشريف حينما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم هل يزني المؤمن؟قال صلي الله عليه وسلم قد يكون ذلك ٠٠هل المؤمن يكون جبانا ؟قال نعم .. هل يكون بخيلا قال صلي الله عليه وسلم نعم قيل هل يكون المؤمن كذابا؟ قال لا) هذا الحديث يؤكد أن عقوبة الكذب اشد من عقوبة الزنا والسرقه والبخل والجبن والدليل انه لم يضع حدا للكذب ولكنه وضع حدا للزنا والسرقه لأنهما جرائم من المحتمل ان يفعلها المؤمن.. اما الكذب فلا يجوز للمؤمن أن يكذب لأن الكذب يجانب الإيمان قال تعالي (إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله )صدق الله العظيم.
