جاتين: الثقافة أحد الجسور المهمة للتواصل بين الشعوب
كتبت / داليا فاروق
فى اطار عام التعاون الانسانى بين مصر وروسيا الذى جاء بمبادرة من الرئيس عبد الفتاح السيسى والرئيس فلاديمير بوتين، نظمت قناة المدار ندوة أدارها “سعيد ياسين” بحضور كل من “مراد جاتين” مدير المراكز الثقافية الروسية فى مصر، و”شريف جاد” مدير النشاط الثقافى بالبيت الروسى بالقاهرة ورئيس الجمعية المصرية لخريجى الجامعات الروسية والسوفيتية.
من جانبه صرح “جاتين” أن الفترة الحالية تعتبر من أفضل الاوقات لتدشين التعاون متعدد الجوانب بين مصر وروسيا، كون الرئيسان بوتين والسيسى يتمتعان بنفس الفكر، فهناك الكثير من تبادل الوفود بين الجانبين لمناقشة كافة أوجه التعاون فى جميع المجالات وتبادل المعرفة بين الشباب من خلال الفعاليات المتبادلة، خاصة وأن الشعبين متشابهين فكلاهما منفتح وكريم، ولفت الى أن روسيا لديها مركزان ثقافيان فى مصر بمدينتى القاهرة والاسكندرية، الا انهم يرغبون فى توسيع انشطتهم لتشمل جميع المحافظات المصرية، حيث تعتمد استراتيجية العمل على اتجاهين الاول: الفعاليات مثل عرض الافلام واقامة المعارض والحفلات الموسيقية والثانى: تقديم دورات اللغة الروسية واللغات الاخرى الى جانب استديوهات تعليم الباليه والرسم، وعن الأدب الروسى وتأثيره فى الثقافة المصرية قال “جاتين” أن التأثير متبادل لدى الطرفين، فقد كنت اشعر بالسعادة عندما التقى بالجاليات المختلفة وأجدهم يعرفون الأدباء العظماء من الروس مثل بوشكين وجوجل وغيرهم، وعندما كنت اتحدث مع الروس كانوا يعرفون نجيب محفوظ وطه حسين، وعن السياحة الروسية قال “جاتين” أن الرحلات السياحية بدأت منذ منتصف الصيف من روسيا الى مصر، والان مايقرب من 60 طائرة اسبوعياً تصل الى شرم الشيخ والغردقة، مؤكداً على أن المواطنين الروس يحبون مصر وطبيعتها وبخاصة منطقة البحر الأحمر، كما انهم يحبون ايضاً السياحة التاريخية فهم يهتمون بزيارة الاقصر والقاهرة وجبل موسى ودير سانت كاترين والاسكندرية وغيرها، لرؤية التغييرات التى تشهدها البلاد خلال هذه الفترة فى ظل اهتمام الدولة بالتطوير وإنشاء الطرق والمرافق العامة والمدن والجامعات الجديدة، التى ستؤدى الى ازدهار البلاد فى المستقبل، واختتم “جاتين” بالتعبير عن سعادته بوجوده فى مصر واعلن استعداه للتعاون مع جميع المؤسسات والهيئات المصرية لتعزيز العلاقات بين روسيا ومصر.
وقال “شريف جاد” انه كان أول مدير عربى للمركز الثقافى السوفيتى عام 1988، وبعد اعادة افتتاحه اصبحت مديراً للنشاط الثقافى فى المركز الثقافى السوفيتى وحتى الان بعد تغيير المسمى الوظيفى، وعن السينما الروسية أشار “جاد” الى أنها مع الاسف تشغل مكانة أقل مما تستحق بسبب قضايا التوزيع السينمائى الأمر الذى أثر على حضور الفيلم الروسى فى مصر، على الرغم من أن الكثير من هذه الأفلام يتم عرضها فى جميع دول العالم وتشارك فى المهرجانات الدولية بل وتحصد الجوائز ايضا، خاصة وأن الجمهور المصرى ذواق للسينما ويستحق أن يشاهد هذه الافلام، لافتاً الى أن السينما الروسية تتميز بأنها ذات طابع انسانى مرتبط بالمجتمع السوفيتى سابقاً والروسى حالياً، فهى تعبر عن التغيرات الاجتماعية المهمة التى مرت بهم وجعلتهم يهتمون بتقديم سينما متميزة جدا يتم تدريس بعض افلامها الكلاسيكية فى معاهد السينما فى انحاء العالم بما فيها مصر، وعبر عن سعادته بقرار “جاتين” عودة عرض الافلام الروسية بالمركز، وتمنى أن يتخذ التليفزيون المصرى نفس النهج، خاصة مع تنامى اهتمام الشباب المصرى بتعلم اللغة الروسية للحصول على فرص عمل فى ظل عودة السياحة الروسية الى مصر والافتتاح القادم لعدد من المشروعات الروسية مثل المنطقة الصناعية فى بورسعيد، وعن الترجمة اضاف “جاد” الى أن هناك مستشرقين عظماء قاموا بترجمة الأدب المصرى الى الروسية على رأسهم “فاليريا كيربتشينكو” التى ساعدت الشعب الروسى فى التعرف على الثقافة المصرية، كما تمت ترجمة الكلاسيكيات الروسية الى اللغة العربية، ولكنها ليست كافية فنحن نحتاج الى المزيد من المبادرات من اجل ترجمة العديد من الاعمال لجيل من الادباء الشباب لم يتم تسليط الضوء عليهم بعد، وعبر عن أمله فى تفعيل المزيد من التعاون المشترك.