د. محمد مهنا يشرح أهمية اليقظة والحضور مع الله في درسه الأسبوعي بمسجد إبن عطاء الله السكندري
كتب /عبد الله حسن
ألقى فضيلة الدكتور محمد مهنا أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر وخادم البيت المحمدي للتصوف درس الجمعة الأسبوعي بمسجد ابن عطاء الله السكندري في كتاب (تاج العروس الحاوي في تهذيب النفوس) متحدثًا عن أهمية اليقظة والحضور مع الله، مشيرًا إلى أن ذلك لايتحقق إلا من خلال ضبط الأنفاس ومراقبة الله عزوجل، وأن الطريق يحتاج إلى اليقظة، واليقظة تحتاج إلى حراسة الأنفاس، فقد قال ابن عطاء الله: لا تنفق أنفاسك في غير طاعة الله، ولا تنظر إلى صغير النفس ولكن انظر مقداره، وما يعطي الله للعبد في أنفاسه من تجليات الحياة، وتجليات الرزق،و تجليات العطاء، وتجليات الهداية، وتجليات الأنوار، و تجليات العلوم، و تجليات القرب، من تجلياته التي لا تتناهى.
فالكون بتجليات الحق، ولو توقفت تجليات الحق عن الأكون لحظة لهلك الكون، فلاتترك هاجس النفس يجول في خاطرك فإن تركته جال في خاطرك، وإن تركت جولان الخاطر تحول إلى هم، فإذا انعقدت النية للتخلص من هذا الهم بدأ الحساب.
وأضاف د. مهنا: أن كل من ألهاك عن كسب طاعة فهو عدو لك وإن كان في الظاهر الصديق المصافي، ولعدو تصل به إلى الله خير لك من صديق يقطعك عن الله، فكل ما جمعك على الله تعالى فهو خير لك وإن بدا لك في الظاهر غير ذلك، وكل ما قطعك عن الله تعالى فهو وبال عليك وإن بدا لك في الظاهر غير ذلك.، مستشهدًا بماذكره ابن عطاء الله السكندري في قوله: أفتصلح ظاهرك وتفسد باطنك، فأنت تصلح ما ينظر إليه الناس ولا تصلح قلبك الذي ينظر إليه ربك، فواعجبا ممن يهتم بوجهه الذي هومحل نظر الخلق فيغسله ويزينه وينظفه من القذر والدنس لكي لا يطلع فيه مخلوق على عيب، ولا يهتم بقلبه الذي هو محل نظر الخالق، فإن إزالة النجاسة المعنوية المتعلقة بالباطن كالحسد والكبر والغل والعجب وغير ذلك من المعاصي الباطنة أولى لأن المولى سبحانه وتعالى يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.