حوار مع الأديبة الشاعرة والكاتبة المغربية فاطمة معروفي
تقول شاعرتنا فاطمة معروفي:أيها العمر…سأوقف رقص الأنفاس، لأعزف خيوط الأيام غيمة صيف، بألوان طيف، وانطق جنون الأشعار، في كف الليل والنهار، الشاعرة والكاتبة المغربية فاطمة معروفي، أديبة تتصف كتاباتها بالجمال والرقي، وتتمتع شخصيتها بالذكاء والجمال، وتحمل فكراً أدبيا مستنيراً، تشدك كثيراً كتاباتها الأدبية والشعرية خاصة، حيث تقول : القصيدة هي رئتي الثالثة، حديثها ممتع وشيق، ولا يخلو جميعه من الصيغ الأدبية المعبرة، تقول الشاعرة فاطمة: وتبقى الكتابة هوسي الدائم مع القراءة والاطلاع على كنوز المعرفة. وتتابع وتقول: لا تتجسد الحرية في مواطن الحياة، إلا عن طريق المبادئ الفكرية السليمة، هدفها الصلاح والنفع للبشرية جمعاء،:كعادتي مع كل من التقيهن من الأديبات والشاعرات كان سؤالي الأول لها هو:
@-الرجاء التعريف بشخصيتك من حيث جنسيتك ومكان إقامتك، وطبيعة عملك والعمر والحالة الاجتماعية والمستوى التعليمي وهواياتك المفضلة؟؟؟
فاطمة معروفي، صرخة بوح بعمق الوجد، يحمل بين طياته نوراً منبثق من فتيل جوهر الروح؛ تأملاً وإحساسا؛ ليترجم بحبر؛ يكسر حواجز الذات الزائلة، والإبحار بتأمل فكري ؛ إلى المدى اللا محدود. وجدت نفسي رهينة مداد يفيض، ويتدفق بإحساس فطري؛ يغوص في أعماق الوجدان؛ بروح صافية، محبة للخير، وقريبة من معاناة الغير. أرفع ستار الحروف بوحاً لتكتحل سطوري عبقاً منسياً في جوف الكلمات… ورحيق العتمة عاكفاً، يلتف من حولي كسحر يعانق الحكايات…واسكب مدادي الأحمر ليسقي أوراقي المتناثرة، على ضفاف النهايات…واجعل بيت القصيد مسكنا….احتمي به، من تيه ينتفض من أوهام الذات، موطني، هو حبك أينما حللت وارتحلت، هو ذاك التراب الذي يمثل علمي الأحمر، والنجمة الخماسية الخضراء، مغربية الأصل والجنسية، هناك المقام والإقامة، اعمل مديرة فرع لصحيفة سمو الالكترونية، فرع الرباط، تخصصي منبر سمو الكلمة، الذي من خلاله يتم التعريف عن الشواعر او الشعراء، وكل ما يتعلق بروض الفنون الأدبية، ترعرعت بمدينة الرباط، من مواليد 1977م متزوجة حاصلة على شهادة بكالوريا أولى علوم اقتصادية، تبقى الكتابة هوسي الدائم مع القراءة والاطلاع على كنوز المعرفة.
@-ما هي الأفكار، والقيم، والمبادئ، التي تحملينها، وتؤمني، بها وتدافعي عنها؟؟ وهل شخصيتك قوية وجريئة وصريحة ومنفتحة اجتماعياً ومتفائلة؟؟؟
اقطف حلما فوق المحــــال، أراقص أقدام تائهة على صدر الأثير، جدائل القوافي تسرد خفايا لها عجب المنال، أحرض أنين المساء، أروض النسيم، انثر أنغام الروح لرجف الطبول، أنا يا صوت حشرجة قطع وترها، فقدت معابر البلابل، فلا فضاء ولا ظل يسكن دروب الوصال…مطالب التمني، عبرت أفق السبع الطباق، أناجي عروش ممالك النداء، اغتسل بضوء البياض، ليكشف الداء والدواء، ارتباط وطيد يحمل وهج الأفق، الذي يحتوي الإنسان الكامل، حينما يناجي لؤلؤ البياض، في روحه النقية، ليكشف الحجاب في داخله، ذلك عن البعث الحي، ذو البريق، غير مقيد بالمعتقدات، اعتقد ان هناك أنظمة ومبادئ لا تتجزأ في شخصية كل إنسان، لتكون ذات منهجية صحيحة، خالية من الترددات التي تصبح عرقلة، وعقبات تعيق الاستمرار في مسار الحياة، فيجب أن تكون مبادئ صحيحة، بعيدة عن أي أفكار ومعتقدات، تقيد الفكر، فلا أجد نفسي سوى تائهة وراء خزائن البوح، ليبقى الإحساس مسلطناً، يعبر عن المشاعر الصادقة، كمقياس كبير للدفاع عن الوتر الحساس، في أعماقي، نسعى دائماً وراء الطمأنينة الذاتية، التي تجعل السلام والنقاء الروحي، من خلال إيصال كلمة راقية، لها بريق يضفي لمسات من الفرح على النفوس، والانتصار على نزعة الشر، وذلك بخلق أفكار سليمة، بمواضيع جادة، تكتسي طابع الإتقان، والإبداع، ليصل إلى المتلقي بصور مختلفة المواضيع، التي معظمها حقيقية، فهذا التفاعل بحد ذاته، يشكل حافز كبير للتواجد داخل بؤرة المجتمع الفكري، وخوض غمار التواجد يتطلب الجرأة، والانفتاح الثقافي، لإيصال هذا العمل الذي يصبح حقاً فكرياً للجميع، له أهداف ايجابية لصالح الفرد والمجتمع، حين تتطرق لموضوع ما، يشغل قريحة البوح، هنا يأتي التفاؤل وانتظار الأجمل، باحتواء حياة السلام في وجه الأيام، ليأتي الغد مشرقا تحت ظل أفكار سليمة، محبة للخير، وقريبة من معاناة الغير.
@-هل أنت مع حرية المرأة، اجتماعياً، واستقلالها اقتصادياً، وسياسيا، أم تؤمني بان المرأة يجب ان تكون تحت سلطة الرجل بكل شيءً؟؟؟
لا تتجسد الحرية في مواطن الحياة، إلا عن طريق المبادئ الفكرية السليمة، هدفها الصلاح والنفع للبشرية جمعاء، فهي مسيرة تكامل للجنسين، لبناء أسس قوية، عمدها التفاهم، فالإنسان بطبعه يبحث عن الحرية المقيدة، بقفص الذات الزائلة والتفوق الكبير الدنيوي، الانسلاخ والكمال الحقيقي، حينما يسترد نفسه بعيداً، عن جوارح الجسد المعلقة بين الشهيق والزفير، فنحن نتواجد في وجد وجداني نعيشه كحلم من واقع وخيال، يكره العبودية، يكره الظلم والظلمات، خلقنا في ارض سخية تجود للوجود، وسماء لها غيث يحيي الورود، فلما العيش في قهر ومواسم من رعود، فسلام حين تصبح، وحين تمسي أيها الإنسان السوي، الذي يبحث عن الخير لعامة البشر، سواء كان رجل او إمراة. تقول شاعرتنا فاطمة في نموذج من كتاباتها:
بلهجة أبجديات الحروف الحية، رسمتها الأرض، خطها مداد البحر، سأنقش اسمك بريشة السماء، على ثرى الجسد تخلد زرعاً ينعش روح الرياحين.
@-ما هي علاقتك بالقراءة والكتابة ؟؟ وهل لديك مؤلفات؟؟ لمن تكتبي من فئات ألمجتمع؟؟؟ وما هي الرسالة التي تودي إيصالها للقارئ؟؟؟ وما هي طبيعة كتاباتك ؟؟؟ ومن هم الكتاب والأدباء الذين تعتبرينهم في مجال اهتماماتك، سواء عرب أو خلافهم???
علاقة روح تغذي جسد، بأفكار لها بعد من إيحاءات الأفق اللا محدود، وجدت نفسي رهينة بوح يسلب كوامني، لأحلق في صور الجمال الغير ملموس، جمال الإيحاء الأخاذ، هو الرونق المكنون الحقيقي، تتجلى حقيقتها في سحر الحرف والرقم، أسرار بداية الحياة، رتقت حمولة التنهيدات، حروف ومعاني جاءت “بانين الليل “، سكرات الصمت، “ثم “نقطة تحول اعتبرها داوين لها دلالات وبعد فكري جديد، بصيغة سجعية منثورة، بقصائد تزاوج فيها الفصيح والزجل، رسالة جديدة، محتواها جيش اسطر ملكها حرف، خادمها مداداً مازال يسقي أوراق الزمان، قادتني مكامن التنهيدات، نحو القصيد، فأصبحت أحيا بين الفصيح والزجل العامي المغربي، كالماء والهواء، أصبحت رهينة ثقل خاضع لجبروت البوح، الذي أصبح سلطان جائر يقتات من شرايين ذاتي، ويسلب ألأنفاس نحو أغوار القريحة، التي تستهوي معالم الذات الزائلة، وتبعث بعثا يستدرج الأعماق، بحثاً عن الإنسانية الضائعة، لتتجه نحو حبر مبجل عتيد، ينام على بساط الفصيح، ويعفو على بساط الزجل العامي، فقد اعتمدت في معظم الدواوين، على أفكار جديدة، بصيغة سجعية منثورة بدرر من الكلام الذي يعلو ويسمو بالأحاسيس الرفيفة، والتفكر بالإبحار نحو معالم الذات الزائلة، ومواضيع تعالج قضايا لصالح الفرد والمجتمع، تم توزيع الدواوين بالمملكة المغربية بالمكتبات الكبرى للعاصمة، ثم عن طريق المكتبة الوطنية داخل وخارج المملكة البحرينية، ثم من خلال دار الثقافة للطباعة والنشر والتوزيع بالدوحة قطر، والحمد الله، كان الإقبال كبير من طرف القراء على الصعيد الوطني والعربي، لا زالت أثقل كاهل الحرف بالإبحار بمراكب بحور البحث والمعرفة، الغير محدودة، اقرأ واقرأ حتى تستوفي الأنفاس حقها، تقديري الكبير لكل فكر خلف ودون حروف حية، تسري في معارج ندية، وقريباً سيكون لي موعد يتجدد بعشاق الحرف الراقي، بمولود جديد ديوان رابع تحت : عنوان “على هودج من ماء “.
@-كيف تتمخض الكتابة لديك خاصة القصيدة الشعرية ؟ وهل هي من خيالك، أم تعبري بها عن حالة خاصة مررت بها، او تعبري عن معاناة صديقة لك وما هو مضمون كتاباتك ولمن تكتبيها من فئات المجتمع، وهل تكتبي الومضة الشعرية؟؟؟
من رداء التنهيد، وجعجعة انبلاج رتق له غفوة التحليق، نحو رحيق أسميته شعور من مشاعر، نحو الذات التي تسقى من معراج خيال الإيحاءات، تتموسق بروح البوح أللذي يعبر عن مكامن الخوالج، بصور متعدد، فمملكة الكتابة وهج من نبع فياض، يصوغ الإحساس نحو التعبير، عن مواطن مختلفة، سواء الفرح او الحزن وشعلة الوميض، قصيدة موجزة جداً، لها دلالات محصورة في حكمة او مقولة فلسفية، لها دلالا ت عميقة في الومضة، لذا اعتبرها فتيل قصيدة مختصرة جداً، بحروف لامعة لا يمكن نسجها أكثر، وهذه نماذج صغتها كالتالي:
“إذا مقصدي قصيد، فمقصدك رصد مواقيت جنح الليل، ونوايا من بهتان، ورياء في ارض من تراب، دوامها مرصود، وعمرها محدود، “تحت غطاء الأحلام، انتشي نشوة اللقاء، “مازال عهدك يشد وثاق العمر، مازال صراخ الروح يتأرجح بقفص الذات، والحنين يستنجد بالأنين، مازالت تباريح الشوق كريح عاتية، مازال عهدك يستوطن مدافن البدن .
@-ما هي مواصفات الشاعر الحقيقي الذي يمكننا وسمه بأنه شاعراً حقيقيا؟؟؟ ومن هو سيدتي الشاعر المبدع من وجهة نظرك الشخصية؟؟؟؟
للموهبة دور كبير، وجزء لا يتجزأ من حياة الكاتب او الشاعر، مبدع لكل زمان ومكان يبقى الإبداع الفكري الراقي، راسخاً في ذاكرة التاريخ، تتردد عليها منابر التدريس، كمناهج أدبية تغذي الفكر الإنساني، فالعمل الجاد والحقيقي، هو أللذي يرفع من هامة الأديب او الشاعر، كموروث الثقافي جيد يعكس أعماله القيمة، كمرآة حقيقية، لصفاته…وهذا هو المبدع الحقيقي، يسعى من وراء فكره النير، إلى إيصال أفكار ذات طابع سليم، لخدمة شعوب المجتمعات، والارتقاء بها نحو الأفضل . هذا ما تقوله شاعرتنا من نسق قصيدة زجلية:بغيت نعيش حاضر، بغيت نحضر، فكل خاطر
عالي الشان والمرشان، خلاخل خطاوي، من وديان ثقلها ذهب، وجمان
جوال، نجول في كل مكان على ظهري سلهام الخير. وفي مرة أخرى تقول بقصيدة لها معبرة بعنوان: رداء التناسي
تقتات شرايين ذاتي من شوقك الدافئ الذي يراقص خطواتي…يمحي قطرات العتاب الطويلة العهد….فتختفي بغياب الغيم المكدود….في اول لقاء مكسو برداء التناسي
@-ما هي مواصفات القصيدة النثرية، من وجهة نظرك الشخصية، وهل تكتبينها، وهل انت مع الحداثة الشعرية، ام تفضلي كتابة القصيدة العمودية والمقفاة بشكل عام???
لكل زمان ومكان، تبتكر وتستحدث الأفكار، التي تتطور، وخلقها بأرض الواقع على مر الأزمنة والعصور، فنحن في زمن السرعة، نساير التكنولوجيا، بما فيها الإبداع الثقافي، أللذي طال الفكر الإبداعي، باستحداث قصيدة النثر، التي تعتمد على إيقاع النص الشعري الأنسابي الحر، وعدم التقيد بالتفعيلة، صيغتها لا تعتمد على الإطالة، تتم عن إيحاءات انسيابية حرة، غير محدودة برونق الحرف، وجاذبية التعبير، واعتقد هناك العديد من الشعراء والشواعر، الذين ساهموا في إنجاح وتاريخ القصيدة النثرية بإعطائها مكانتها، ونلاحظ هذا الانتشار الشاسع، بجميع أنحاء العالم العربي المعاصر، تبقى القصيدة النثرية عشقي الروحي، الذي يحتوي أنفاسي، التي اعبر من خلالها على حالات متعددة، فهي مربط للسهل الممتنع، أما القصيد الكلاسيكي، خصائصه تفاعل الشاعر على مر العصور، مع مواضيع عاشها، بالاعتماد على الوزن والقافية.
@-هل تعتقدي أن الشبكة العنكبوتية نعمة او نقمة على المواطن؟؟ وهل صفحات التواصل الاجتماعي خدمت الأدباء، والكتاب، والشعراء، والمواطن العربي بشكل عام، وكيف خدمته؟؟؟؟؟؟
الإنترنيت وسيلة تواصل ساعدت في الانحشار السريع، للعديد من الاعمال الإبداعية، وخاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أكثر من السابق، فكلما كان العمل راقياً، باختيار المواضيع التي تشد الانتباه؛ وتخاطب الروح ؛ لتصل إلى الوجدان بكل صدق. لذا أكتب بعض الحالات التي أعيشها، وأشعر بها فعلاً، وأغلب القصائد، سواء كانت باللغة العربية أو اللهجة المغربية العامية، تجسد حالات، أترجم إحساسها إن كانت فرحاً، أو حزناً، ليتسلطن الحرف بالتعبير عما يخالجني من مشاعر. فكل ما كان العمل جيداً، يفرض وجوده، ليصل بعمق إلى القارئ الكريم، المهم هو اختيار الموضوع الهادف، والقريب من الواقع، بإحساس عالي، والاعتماد على الحس والموهبة، التي تفرض تميزه، لتصل إلى المتلقي بذوق عالي.
@-ما هي نصيحتك للشاعرات المبتدئات، اللواتي هن في اول الطريق ويرغبن ليصبحن شاعرات بسرعة، فماذا تقولين لهن حتى تساعدينهن للوصول الى هدفهن؟؟؟
في التأني السلامة، وفي العجلة الندامة، فالتفكير بان تصبح شاعراً بين ليلة وضحاها، ليس بالأمر الهين، وإنما على كل إنسان يصبو لتحقيق ذاته، يجب عليه التروي وأخذ الحذر، بخوض غمار قوي، لمواجهة أمواج الأدب العاتية، يتطلب منك دراية عميقة في مجال الكتابة الإبداعية، التي لها أسس وأنظمة، فهي مادة لغوية لها دراسات وتخصصات، حفاظاً على لغتنا العربية، لغة الضاد، التي نفتخر بها، ونعتز بالانتماء لهذه اللغة السحرية الرائعة، أتمنى لكل مجتهد نصيب، فالسعي وراء طلب المعرفة، والارتقاء بالإبداع الفكري الصحيح، هو هدف نبيل يحقق الإنسانية. هذه قصيدة معبرة لشاعرتنا المتألقة فاطمة معروفي:
من رداء الغسق، تنثر المحبة الدافئة من محراب الرضي مساءكم نور على نور ليحيا الماء والهواء على وتر البوح نغزل درر الكلم من ديوان سكرات الصمت نسق من قصيدة “عجب المنال “للشاعرة الزجالة فاطمة معروفي اقطف حلما فوق المحــــال..أراقص أقدام تائهة…على صدر الأثير جدائل القوافي…تسرد خفايا لها عجب المنال أحرض انين المساء…اروض النسيم انثر أنغام الروح…لرجف الطبول
أنا يا صوت حشرجة…قطع وترها فقدت معابر البلابل…فلا فضاء ولا ظل…يسكن دروب الوصال.
@-ما هو رأيك بالثقافة الذكورية المنتشرة في المجتمعات العربية؟؟؟ والتي تقول: المرأة ناقصة عقل ودين، وثلثي أهل النار من النساء، والمرأة خلقت من ضلع آدم الأعوج، فلا تحاول إصلاحها، لأنك إن حاولت فسينكسر، لذا لا تحاول إصلاحها، والمرأة جسمها عورة وصوتها عورة، وحتى اسمها عورة، وما ولَّى قوم أمرهم امرأة، إلا وقد ذلوا. والمرأة لو وصلت المريخ نهايتها للسرير والطبيخ???
خلقنا من تراب، جمعتنا الحياة للعيش فيها والاستمتاع بجمالها وكمالها، في صور بديع السماوات والأرض، لقد خلق الله الذكر والأنثى في أحسن تقويم، وهبهم نعمة العقل، هذه المساحة الإدراكية التي تجعلنا نغوص في عوالم التفكر والنور، للبحث عن السعادة العظمى، التي تتمثل في السلام القلبي، والطمأنينة، فالعمل الطيب يتوج النفوس العليا، التي لها ايجابيات، سواء رجل او امرأة، هو نبض الحياة، لتستمر بأخلاق عالية بعيداً، عن هذه الحواجز السلبية، التي تخلق عالماً من العوائق، لا يخدم الفكر الإنساني، لقد خلقت المرأة لتكون مع الرجل بمسيرة حياتية، ملؤها المحبة والتفاهم والتعاون، في نطاق إصلاحي شامل، لبناء مجتمع له فكر سليم.
@-هل أنت مع ظاهرة الصداقة، والحب، والزواج، عبر صفحات، التواصل الاجتماعي؟؟؟ وهل تؤمني بالحب والعشق بشكل عام؟؟ وهل ينتهي أو يموت الحب بعد فترة من الزمن؟ وهل يصبح عبئاً ثقيلاً على أطرافه؟ أم يبقى الحب مستمراً ؟؟؟
مع كل إنسان صادق في نية عمله، تتحقق بؤرة الوصول إلى المبتغاة، فالعمل نية خالصة، سواء في الحب السامي، او أي مقصود مطلوب، اعتبره نعمة، تجمع القلوب العظيمة التي تبحث عن الاستقرار او الزواج، فالتواصل أصبح سهلاً عن طريق الشبكة العنكبوتية، هنا يبقى الاختيار ومتطلبات الشخص، ومقاصده في البحث عن شريك حياته في الحياة.
@ -ماذا تعلمت من تجارب الحياة سيدتي، من نصائح وحكم وأعمال؟؟؟؟
الحياة علمتني ان احترم كل شئ حي، يعيش ليحيا في يد القدر، والمكتوب، وذلك بالإيمان القوي، بانتظار غذ مشرق يحمل الأمل الجميل بالتفاؤل والرضي الذاتي.
وهذا نموذج أيضا من أشعار شاعرتنا المتألقة فاطمة:
دثرني خذني….خذني بعيدا…دثرني أمسك يديا بصدق أغمرني بأحلام السماء أوصلني…إلى خط النهايات أرسم لوحتي اجعلها كما الماء بعثر كوامني…بطوفان الهمسات أرسل خيالي الأحمر بجناح المشرق الأزرق وعلم القمر…بالخسوف القريب .
@هل تعتقدي أن الزواج عن حب، هو عامل أساسي بالزواج الناجح ؟؟؟ أم تعتقدي أن الحب، يتحقق أثناء الزواج؟؟؟؟
تحقق الرؤى والمدارك في عدة أوجه، يرى فيها الشخص عوامل عدة، تساهم في إنجاح الاستقرار او الزواج، وما يصبو إليه الإنسان عن طريق الوصول لمبتغاه، فيعتمد على تفكير الشخص، وكيف يختار شريكه، ولكن الزواج الناجح والمتكامل بين الشريكين، يعتمد على الثقة المتبادلة، والتعامل بالطيبة والاحترام، الذي يخلق الحب الحقيقي.
@-ما هو في رأيك سيدتي بمواصفات الزوج الناجح والمطلوب للزواج في وقتنا الحاضر؟؟؟ وما هي مواصفات الزوجة الناجحة التي تعتقدي ان الشباب يرغبون بالزواج منها هذه الأيام؟؟؟
مملكة الزواج او العقد المقدس، رباط متين يجمع بين الزوجين، فبكل معان النبل والأخلاق السامية والمحبة الصادقة، يبنى ذاك العهد الطيب، من طيب الأخلاق بين الرجل والمرأة، لزرع حياة سعيدة، يحصد من ورائها زرع طيب، وبذور يفوح عطرها روح وريحان، تنثر السعادة في معان راقية للحياة السعيدة، ذرية صالحة من شريكين، لهم فكر صافي نقي، لا يفكر الا في الأشياء الإيجابية والخير.
@-هل أنت سيدتي مع نشر وتعليم، الثقافة الجنسية بين الجنسين؟؟ خاصة على المقدمين على الزواج، ؟؟؟
الثقافة والعلوم بالمعارف، لها تغير جذري ليصبح الفكر نيراً قادراً على مواجهة أي مشاكل، فهذا الانفتاح الثقافي، اعتبره للزوجين خطوة جيدة، ومعرفية لصالح الشريكين والمقبلين على الزواج. وفي نموذج آخر من قصائدها تقول شاعرتنا:
اقطف حلما فوق المحــــال أراقص أقدام تائهة على صدر الأثير جدائل القوافي تسرد خفايا لها عجب المنال…أحرض انين المساء اوض النسيم انثر أنغام الروح لرجف الطبول أنا يا صوت حشرجة قطع وترها فقدت معابر البلابل فلا فضاء ولا ظل يسكن دروب الوصال.
@-قناعاتي الشخصية تقول:وراء كل عذاب وتخلف امرأة رجل، ما هو تعليقك صديقتي؟؟؟
أصبح اليوم للمرأة حضور قوي، يرافق درب أخيها الرجل، ألذي يشجعها ليكتمل العيش السوي، بحمل مشعل الثقافة والتواجد، في عدة مجالات، نفتخر بها، فخدمة الفكر، تجمع العقول النيرة، لخدمة المجتمعات بعيد عن العذاب.
@-يقولون:اذا كنت في المغرب فلا تستغرب، كيف توضحي لنا شاعرتنا مفهومك لهذه المقولة الشعبية عن المغرب؟
الاستغراب سيدي نوع من الانبهار بالشيء، الذي ينفرد بطابع التميز، نعم لا تستغرب بلد تنوع الثقافات، بلد السحر والجمال، تتجلى في عظمة الخالق، الذي حباه بطبيعة خلابة من الشمال إلى الجنوب، وعاداته التي تأسر قلوب كل من زار تراب بلدي الحبيب، من ثقافته التي تتجلى في تعدد الفنون، والعادات، والتقاليد، والمآثر التاريخية الشاهدة على مكانته عبر العصور، يزخر موطني الحبيب، على تراب سخي، وكرم كبير، بوجود ناس المغرب الكرماء، والمحبين للخير، لجميع الناس، هذا الطابع السحري المتميز، ينفرد به المغرب الكبير، الذي يحتوي القاصي والداني، والمغاربة هم الشعب الوحيد الذي ينطق بنحو 51 لغة ولهجة، كما تؤكد تقارير أخرى. ما يدل على قدرة المغاربة، على التعايش مع الآخرين والترحيب بهم، تحت قيادة رشيدة، وهذا هو المغرب الذي الذي يبهر العقول، مغرب الأمن والأمان والسلم والسلام، ومغرب يسع الجميع.
@- ما هي طموحاتك وأحلامك التي تدوي تحقيقها ؟؟؟
لازال صيرورة البوح تختزل ضوء الأفق، تمتطي أجنحة التحليق في عوالم التفكر والإيحاء، ونحن خدام الحرف، نسقى من نبع دافق متعطش للمزيد المزيد، فلا ترتوي القريحة مهما امتد بحر عوالم الإيحاء والتفكر، يظل خادم الحرف يبحث عن شئ مفقود موجود، وراء صيرورة البوح التي تكتمل عند الصفاء الروحي، الذي لا يمكن الوصول إليه، إلا عن طريق التوازن النفسي مع الجسد الفاني، فهي ذروة الحياة السرمدية، التي يبحثة عليها الباحث عن الشيء المفقود، او الضائع وراء عالم الجوارح، بعيداً عن دنيا الشقاء والفناء، فطموحاتي لخدمة الأدب مستمرة إن شاء الله، وأتمنى كسب رضي القارئ الكريم، بكل ما هو راقي لخدمة الفرد والمجتمع، بمواضيع مختلقة وهادفة. أمنياتي غير محدودة بالعمل الأدبي، كلما ينبض حرفي في جوف ذاتي، فسوف أعانق سحر الحروف، وأمتطي عوالم النور، نحو السعادة الدائمة في خيام الجنون، اكتسي مذاهب هب من خوالج الخفاء، ابسط بها عوالم الخطى، في ثوب السماء، والبس غطاء الرحيل في جوف التنهيدات، فارحل بصرختي، هناك أجد أمنياتي…شكرًا للأستاذ القدير الدكتور احمد القاسم على هذا الحوار الشيق مع تمنياتي لكم بالعطاء المثمر.