” الفاو” تشيد بجهود سلطنة عمان في اتخاذ التدابير الفعالة التي تعكس أهمية المياه الجوفية
كتب /رأفت حسونة
أشاد مكتب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ” الفاو ” بسلطنة عمان بالدور الحيوي والجهود الذي تقوم به سلطنة عمان ممثلة في وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه في اتخاذ التدابير الفاعلة التي تعكس أهمية المياه الجوفية في صنع سياسات التنمية المستدامة من خلال مشروعات مختلفة في مجالات الزراعة والصناعة والنظم البيئية والتكيف مع تغير المناخ في كافة أنحاء سلطنة عُمان.
جاء ذلك بمناسبة اليوم العالمي للمياه الذي يُصادف 22 من مارس من كل عام ويأتي هذا العام تحت عنوان / المياه الجوفية – جعل غير المرئي مرئيا/.
وبين مكتب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ” الفاو ” بسلطنة عمان أنّ مشروع / بناء بيئة مرنة وموارد زراعية ومائية مستدامة في سلطنة عمان / الذي نفذته وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بالتنسيق مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة وهيئة الطيران المدني وجامعة السلطان قابوس وبتمويل من صندوق المناخ الأخضر يعد الأول من نوعه في السلطنة.
وأشار إلى أن المشروع يتناول إحدى أنشطة مصادر المياه التقليدية الرئيسة هي المياه الجوفية بما في ذلك أنظمة الأفلاج التقليدية وتحليل مدى آثار تسرب مياه البحر على جودة المياه الجوفية وتوفرها مؤكدة أن هذا النشاط سيسهم في تحديد الحلول المتكاملة المناسبة لإدارة المياه ما سيساعد مستقبلاً على اتخاذ القرارات السليمة لإدارة المورد على نحو مستدام.وذكر أن النمو السكاني والتوسع الحضري السريع والتنمية الاقتصادية تعد من العوامل التي تسبب زيادة في الطلب على المياه والطاقة والغذاء مبينة أن الزراعة تعد أكبر مستهلك لموارد المياه العذبة في العالم حيث يتم استهلاك أكثر من ربع الطاقة المستخدمة عالميًا على إنتاج الغذاء وإمداداته.
وأفاد إنّ توفير الطعام لسكان العالم المتوقع أن يصل عددهم إلى 9 مليارات نسمة بحلول عام 2050 سيتطلب زيادة في إنتاج الأغذية بنسبة 60 بالمائة، مؤكدة أن استكشاف المياه وحمايتها واستخدامها على نحو مستدام سيكون أمرًا حاسمًا للبقاء والتكيف مع تغير المناخ وتلبية احتياجات الأعداد المتزايدة من السكان.
وأوضح أنّ الأمم المتحدة حددت في عام 1993 يوم 22 مارس اليوم العالمي للمياه بهدف الاحتفال بالمياه وزيادة الوعي بضرورة مواجهة التحديات التي يواجهها 2 مليار شخص يعيشون دون الحصول على المياه الصالحة للشرب إضافة إلى أهمية اتخاذ إجراءات لمعالجة أزمة المياه العالمية موضحة أن ينصب التركيز الأساسي ليوم المياه العالمي على دعم تحقيق هدف التنمية المستدامة السادس الذي يعنى بضمان إتاحة المياه وخدمات الصرف الصحي للجميع بحلول عام 2030.
وأضاف أن مشاركة / الفاو/ في أهداف التنمية المستدامة (SDGs) تتناول تحسين إدارة موارد الأراضي والمياه مبينة أن أهداف التنمية المستدامة بشأن زيادة إنتاج الغذاء تأتي باستخدام كميات أقل من المياه كما تركز المنظمة على محركات تحسين إدارة الموارد من بينها صغار المزارعين والمرأة الريفية والاستثمار الريفي إضافة إلى تحسين المعلومات الفنية لصنع السياسات.
وأشار مكتب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة / الفاو / بسلطنة عمان إلى أن المياه الجوفية تشكل عنصرا أساسا لضمان الأداء السليم للنظم الإيكولوجية مثل: الأراضي الرطبة والأفلاج التي تعد من أنظمة الري التقليدية في سلطنة عُمان حيث تتكون من قناة محفورة في الأرض تجري من خلالها المياه مشيرة إلى أن الاستغلال المفرط للمياه الجوفية يمكن أن يؤدي إلى العديد من التحديات التي تتراوح من عدم استقرار الأرض وهبوطها إلى تسرب مياه البحر تحت الأرض داعية الجميع إلى حماية المياه الجوفية من التلوث واستخدامها بشكل مستدام وتحقيق التوازن بين احتياجات الناس والكوكب.