900
900
الثقافة

وثيقة الحرمين في الفتوى خارطة طريق للتيسير على القاصدات: تخصيص مرشدات من عضوات هيئة التدريس للتوجيه والإرشاد تجنب خطاب العنصرية والكراهية

900
900

كتب-اسامة زايد
اختتمت ندوة الفتوى في الحرمين واثارها على التيسير على القاصدين امس في المسجد الحرام بجملة من التوصيات أوصى بها المتحدثون، متقدمين بأصدق آيات الشكر لله تعالى على جزيل النعم، رافعين شكرهم وتقديرهم لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – على الدعم غير المحدود للحرمين الشريفين ومنظومة الحج والعمرة والزيارة وعلى الموافقة والرعاية الكريمة، واصلين شكرهم وثناءهم لمقام ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان – على ما يقدمه من متابعة ورعاية واهتمام في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما.
مثمنين تشريف وحضور ورعاية سمو أمير منطقة مكة المكرمة سمو الأمير خالد الفيصل
وقد أوصى المتحدثون بما يلي:  
أولاً: إبراز مكانة الفتوى ومنزلتها، والتزام المملكة العربية السعودية منهج الوسطية والاعتدال في شتى المجالات، وخصوصًا في الفتوى، وعنايتها ببناء المفتين، وحرصها على توعية ضيوف الرحمن لتحقيق مقاصد العبادة.
ثانياً: أهمية استثمار التقانة والذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي ومواقع التواصل في ربط الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن مع الطاقات الاستيعابية مع الأحكام المتغيرة بتغيرها؛ لبيان الإجابة للسائلين عن الأحكام الشرعية في الحرمين الشريفين.
ثالثاً: العمل على إنشاء مركز معلومات يُعنى بجمع فتاوى المتعلقة بالحرمين الشريفين في قاعدة بيانات، مع العناية بترجمتها وتحويلها رقمياً لتعم بنفعها العالم الإسلامي.
رابعاً: إعداد موسوعة تكون معلمة للفتوى، ورقية ورقمية، ذات تشجير علمي، تراعي تنوع الأحوال واختلاف المذاهب، وتفيد من الذكاء الاصطناعي في التعرف على حال المستفيد -المستفتي-، وإيصاله للسؤال وجوابه المناسب لحاله، وجمع المسائل والنوازل في الحرمين الشريفين والفتوى الصحيحة فيها.
خامساً: تفعيل الجانب التوعوي بإعداد مقاطع مرئية؛ توضح الأحكام المتعلقة بالحج والعمرة والزيارة، وتكون مترجمة بلغات متعددة تخاطب ضيوف الرحمن بلغاتهم.
سادساً: إعداد أدلة الكترونية ترشد ضيوف الرحمن وتوعيهم بأحكام المسائل التي تعرض لهم في محطات رحلتهم، وتتفاعل بنظام الذكاء الاصطناعي معهم بحسب المكان والتوقيت وخصائصه الديموغرافية.
سابعاً: أهمية توعية وتأهيل العاملين في خدمة ضيوف الرحمن عمومًا بالأحكام المتعلقة بالخدمات التي يقدمونها، وما يطرأ عليها من أحوال.
ثامناً: الالتزام بعدم السماح بأن يفتي أو يجيب السائلين عن المسائل الشرعية إلا المؤهل بالعلم الشرعي، الوسطي في منهجه، المعتدل في فكره، وأن تيسير الفتوى وتغيرها سائغ لأسبابه المقررة عند أهل العلم لكنه يؤخذ من العلماء الراسخين، والتحذير من المواقع المجهولة أو غير الموثوقة والعناية بالفتاوى الجماعية عند النوازل العامة من الهيئات العلمية والمجامع الفقهية.  
تاسعاً: التزام من يجيب السائلين عن الأحكام الشرعية في الحرمين الشريفين بالأنظمة المرعية، حفاظًا على انتظام خطط تقديم الخدمات وإدارة الحشود، دون تحزب أو تعصب لمذهب أو طائفة.
عاشراً: الإفتاء وإجابة السائلين عن المسائل الشرعية بالفتاوى المشهورة وتجنب الفتاوى الشاذة، وتوحيد الاجتهاد في المناسك ما أمكن، ومراعاة التيسير في الفتوى، فيما لا يخالف نصًّا أو إجماعًا قطعيًا، ولا ينطوي على تتبع الرخص، ومراعاة أسلوب الخطاب في الفتوى واتصافه بالسعة والتسامح وآداب الاختلاف بين العلماء، وتجنب خطاب العنصرية والكراهية.
الحادي عشر: يراعي من يفتي ويجيب السائل إيضاح الفتوى وسهولة عرضها وفهم المستفتي لها؛ مراعاةً لتعدد ثقافات المستفتين في الحرمين الشريفين ومذاهبهم، وإفهام المستفتي أن تغير الفتوى واختلاف المذاهب هو في المسائل التي يسوغ فيها الخلاف وفق أدلة معتبرة، والإرشاد للحلول الشرعية لمن وقع في مشكل، ومراعاة التدرج خاصة مع حديثي الإسلام، والحرص على جمع الكلمة والحذر من الفرقة والخلاف.
الثاني عشر: تعزيز دور الفتوى في حفظ الأمن في المجتمعات وحقوق الأوطان والسمع والطاعة لولاة الأمر، ومكافحة التطرف والتشدد والعنف والإرهاب.
الثالث عشر: تعزيز الشراكة بين الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي والرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء والجامعات العريقة؛ لبناء خطة استراتيجية للفتوى، وبرامج تأهيلية تجمع بين البناء العلمي والتطوير المهاري واستثمار التقانة من خلال أكاديميات متخصصة، يمولها القطاع الثالث؛ تؤهل من يمارس الفتوى وإجابة السائلين عن المسائل الشرعية ليتحصن بالعلم المؤصل مع مواكبة الوسائل واطلاع على واقع المستفتين والسائلين.
الرابع عشر: الدعوة إلى إقامة مثل هذه الندوة العلمية في المسجد النبوي الشريف، وإقامة مؤتمر علمي عالمي يزخر ببحوث وأوراق عمل، ضمن جلسات متعددة، تخدم الفتوى بالحرمين الشريفين، وتحمل فروعا في النوازل الشرعية.
الخامس عشر: تكوين فريق عمل مشترك من الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، والرئاسة العامة للبحوث العلمية والافتاء؛ لجمع الشروط والضوابط التي ذكرت في هذه الندوة، وإخراجها في لائحة تنظيمية.
السادس عشر: التعاون مع جامعاتنا العريقة واهتمامها بطرح مشروعات بحثية ورسائل علمية وإقامة كرسي بحثي للعناية بفقه الفتوى وما يتعلق به من علوم ومسائل لا سيما ما يختص به الحرمان الشريفان وأثر الفتوى في التيسير على القاصدين.
السابع عشر: تخصيص مرشدات من عضوات هيئة التدريس بالكليات الشرعية بالجامعات بالمملكة؛ يقمن بمهمة التوجيه والإرشاد للسائلات بالحرمين الشريفين خدمةً للقاصدات في الفتاوى ولاسيما التي تخص المرأة.
الثامن عشر: الاهتمام بالفتوى في مناهج التعليم، ومن ذلك: إدراج مادتين مستقلتين بمسمى: “أصول الإفتاء” “الأحكام والنوازل المتعلقة بالحرمين الشريفين”، تدرس ضمن مقررات الكليات الشرعية بالجامعات على أن تعكف لجنة متخصصة على وضع المنهج العلمي.
التاسع عشر: استقبال المبادرات النوعية للإسهام في خدمة الفتوى في الحرمين الشريفين، من خلال بريد الكتروني هو: ([email protected])، تستقبل من خلاله الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي طلبات مبادرات كبرى في خدمة الفتوى بالحرمين الشريفين وأثرها في التيسير على القاصدين، على أن تتضمن الضوابط المتبعة في طرح المبادرات النوعية.
العشرون: تكوين فريق عمل إشرافي من الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي والرئاسة العامة للبحوث العلمية والافتاء، ينبثق عنه فريق تنفيذي لمتابعة تنفيذ هذه التوصيات بعد اعتمادها.
وفي الختام تشرف جميع المشاركين برفع برقيات شكر وتقدير لمقام خادم الحرمين الشريفين ولسمو ولي عهده الأمين ولسمو وزير الداخلية، ولمستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، ولسمو أمير منطقة المدنية المنورة، ولسمو نائبيهما على الجهود العظيمة وعلى الأعمال الجسيمة في خدمة الحجاج وقاصدي الحرمين الشريفين.
كما يتقدم المنتدون بالشكر والتقدير والدعاء لأصحاب المعالي والفضيلة العلماء والمشايخ ولمنسوبي الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي كفاء جهودهم المبذولة طيلة العام وبالأخص بالمواسم، سائلين الله للجميع التوفيق والسداد وأن يحفظ بلاد الحرمين الشريفين من كل سوء ومكروه وأن يجزي ولاة أمرنا وعلماءنا خير الجزاء وأوفره، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وقد تُوجِّت هذه الندوة بالعناية الكريمة من مقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده – حفظهما الله – وامتازت بشرف الزمان والموضوع والمكان، وتلألأت بمشاركة كوكبة من أعضاء هيئة كبار العلماء على رأسهم سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وأعضاء اللجنة الدائمة للفتوى الشيخ عبدالعزيز بن عبد الله آل الشيخ، وسماحة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان، عضو هيئة كبار العلماء.
وقد تحدث أصحاب المعالي والفضيلة عن الفتوى في الحرمين الشريفين وآثارها وتطبيقاتها، مبينين أهمية الفتوى ومنزلتها وخطورتها، وحقيقة تغير الفتوى وأسبابه وضوابطه، مع أهمية استثمار التقانة في العصر الحاضر، وقد حظيت الندوة بمشاركات ومداخلات نخبة من العلماء وكوكبة من المهتمين بشأن الفتوى وإرشاد السائلين في الحرمين الشريفين.

اترك تعليقك ...
900
900
زر الذهاب إلى الأعلى