أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على حاجز “سالم” العسكري غرب جنين، مساء اليوم الخميس، عن الأسيرة أنهار الديك بكفالة مالية قيمتها 40 ألف شيقل، مع الإقامة الجبرية بمنزل عائلتها في قرية كفر نعمة غرب رام الله.
وقالت الديك فور الإفراج عنها، إنها تلقت خبر الإفراج عنها عبر تلفزيون فلسطين، بفرحة لا يمكن وصفها عمت كافة الأسيرات في سجن الدامون.
وأدت أنها كانت تعيش لحظات غاية في الصعوبة، لمجرد التفكير بأنها قد تنجب طفلاً بعيدًا عن والده، ليعيش معها في ذات الزنزانة ويتقاسمان ذات المعاناة وذات الظلمة والعتمة، بينما تعيش بعيدة عن ابنتها التي لم يتجاوز عمرها عامًا ونصف العام.
وتقدمت الأسيرة المحررة أنهار الديك بالشكر للرئيس محمود عباس، ولرئيس الوزراء محمد اشتية، ولكل من بذل جهودًا لضمان الإفراج عنها قبل حلول موعد الإنجاب.
وقالت: “كافة الكلمات تعجز عن شكر كل من تضامن مع قضيتي وطالب بالإفراج عني، وأنا أطالب بدوري ببذل كل الجهود الممكنة للإفراج عن كل الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال”.
وقامت طواقم إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني، بنقل الأسيرة المحررة الديك إلى مستشفى الشهيد خليل سليمان الحكومي في جنين، حيث أجريت لها فحوصات طبية، قبل نقلها إلى منزلها في قرية كفر نعمة.
وكانت هيئة شؤون الأسرى والمحررين قد أعلنت في وقت سابق اليوم، أن محكمة “عوفر” العسكرية قررت الإفراج عن الأسيرة أنهار الديك بكفالة مالية قيمتها 40 ألف شيقل، مع الإقامة الجبرية بمنزل عائلتها في قرية كفر نعمة غرب رام الله.
وأوضحت الهيئة أن محكمة عوفر عقدت يوم أمس الأربعاء جلسة للنظر في طلب إخلاء السبيل المقدم من قبل محامي الهيئة للإفراج عن الأسيرة الديك، وأرجأ قاضي المحكمة القرار النهائي ليوم الأحد المقبل، وبجهود قانونية من قبل وكيل الدفاع تمكن من انتزاع قرار بإخلاء سبيلها من سجن “الدامون”.
وفي سياق متصل، أوضح نائب مدير الوحدة القانونية في الهيئة المحامي جميل سعادة، أن قرار إخلاء السبيل بكفالة الذي انتزعته هيئة شؤون الأسرى من محكمة الاحتلال، لا يعني انتهاء المحاكمة التي تخضع لها الأسيرة أنهار الديك.
وأضاف في تصريح لـ “وفا” أن جلسة ستعقد للأسيرة في الـ 22 من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، وقد لا تشترط المحكمة حضورها شخصيًا لهذه الجلسة والاكتفاء بتمثيلها من قبل المحامي.
وتابع: “في اليوم الذي يسبق جلسة المحاكمة، سنخاطب المحكمة لمعرفة ضرورة حضور الأسيرة الديك للجلسة المقررة في 22 من تشرين ثاني المقبل، وقد تكتفي هيئة المحكمة بتمثيلها من قبل المحامي وعدم حضورها الشخصي، حيث جرت العادة أن يقوم محامو هيئة شؤون الأسرى والمحررين بتمثيل المعتقلين ممن يخلى سبيلهم بكفالة دون حضورهم للمحاكمات”.
وأكد أن المحكمة لم تشترط في قرار إخلاء السبيل الذي صدر مساء اليوم، حضورها جلسات المحاكمة.
وبيّن سعادة، أن قرارات إخلاء السبيل بكفالة التي تصدر عن محاكم الاحتلال تتيح للمعتقل التنقل لغايات طبية. وفي حالة الأسيرة أنهار الديك، حسب المحامي سعادة، فإن خروجها من الإقامة الجبرية للحصول على الرعاية الطبية أو بغرض الولادة برفقة أفراد من أسرتها، لا يتعارض مع القرار الصادر عن محكمة “عوفر” العسكرية.
يشار إلى أن الأسيرة أنهار الديك (26 عامًا)، اعتقلت في الثامن من آذار الماضي الذي يمثل يوم المرأة العالمي، وكانت حاملا في شهرها الثالث وقبعت في ظروف قاسية دون مراعاة حالتها الصحية.