في لقاء حول: علاقة المخرج بالممثل، كيف تجعل الممثلين شركاء في العمل الفني
المخرج والممثل أحمد مجدي في ضيافة "كايرو فيلم فاكتوري"
كتبت /أميرة لطفي
استضافت “كايرو فيلم فاكتوري” مساء الثلاثاء ٤ أكتوبر، المخرج والممثل أحمد مجدي في لقاء بعنوان “علاقة المخرج بالممثل، كيف تجعل الممثلين شركاء في العمل الفني”، وأدار اللقاء الناقد السينمائي محمد سيد عبد الرحيم.
تضمن اللقاء نقاشًا حول تجربة أحمد مجدي في التمثيل والإخراج، والتي تمتد إلى منتصف الألفية . وقال مجدي إن العلاقة بين المخرج والممثل هي رحلة طويلة من التطور يخوضها كلاهما خلال العمل، حيث يطور الممثل أدواته، بينما يزداد المخرج خبرة في كيفية التعامل مع الممثلين من عمل لآخر. وأشار إلى أنه على المخرج أن يدرك أنه لا يتربع على قمة الهرم منفردًا، لأن التفاعل بينه وبين الممثلين يضيف للعمل “من المستحيل أن يصل المخرج إلى الكمال الذي يتصوره، لكنه سيصل إلى آفاق أوسع وأرحب وإلى نتيجة قد تفوق تصوراته عندما يعطي المساحة للممثلين للإبداع”. وأضاف مجدي أن التوافق هو أهم عناصر بناء علاقة صحية بين المخرج والممثلين لصالح العمل الفني، وقال “يجب أن يعمل الممثل في عمل هو مؤمن به، لأن الإيمان بالمشروع الفني يضمن مواصلة الرحلة الطويلة التي يخوضها في العمل عليه، حتى في لحظات فقدان الحماس” مشيرًا إلى أن دور المخرج هو تفهم دوافع ومخاوف الممثل وتقديم الدعم له، وإدراك أنه جزء من المشروع وليس مجرد أداة لتنفيذ رؤيته.
وأضاف مجدي أن أحد أوجه القصور التي يقع فيها الكثير من المخرجين في أعمالهم الأولى هو اهتمامهم بالفكرة، والتركيز على الجوانب الفنية للعمل، دون الإهتمام بعنصر الإدارة المثلى للممثلين، وبالتالي يكون العمل ناقص. مشيرًا إلى أن الممثل هو واجهة العمل الفني وهو الذي يترجم أفكار المخرج إلى صورة حية من لحم ودم للجمهور.
من جهته أشار الناقد محمد سيد عبد الرحيم إلى أن أهمية أحمد مجدي في أنه تمكن من أن يثبت وجوده في مجال التمثيل والإخراج، وهو ما منحه رؤية أوسع كممثل وكمخرج. وأضاف عبد الرحيم أن مجدي أصبح وجهًا من الوجوه الرئيسية في السينما المستقلة، كبطل لمجموعة من الأفلام المهمة مثل فيلم “ميكروفون”، و”باب الوداع”، و”علي معزة وإبراهيم” وكذلك من خلال ظهوره في العديد من الأفلام المستقلة مثل فيلم “ليل خارجي”، بالإضافة إلى إخراجه لفيلم “لا أحد هناك” الذي شهد عرضه الأول في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وهو ينتمي للسينما المستقلة. وأضاف “أحمد مجدي أيضًا ممثل يتحلى بالشجاعة في اختيار الكثير من أدواره السينمائية، ومن بينها على سبيل المثال دوره في فيلم مولانا”.
من جهتها قالت المخرج ناهد نصر مؤسسة “كايرو فيلم فاكتوري” أن استضافة أحمد مجدي هي جزء من مواصلة العمل على ربط صناع الأفلام على أول الطريق بالمحترفين، وهو ما يمثل إضافة عملية ومهمة يحتاجها المشهد السينمائي “تبادل الخبرات والتجارب التي تتم على أرض الواقع وفتح المجال للتساؤلات والمناقشات أمر حيوي للربط بين صناع الأفلام وضروري لتطورهم”. مشيرة إلى أن اللقاء هو جزء من سلسلة لقاءات تنظمها “كايرو فيلم فاكتوري” والتي تهدف إلى مشاركة الخبرات والتجارب والدعم بين مجموعة متنوعة من الفنانين البصريين وصناع الأفلام، بهدف استكشاف التحديات والبدائل في صناعة الأفلام.
يذكر أن المخرج والممثل أحمد مجدي التحق في العام ٢٠٠٧ بفرقة الطمي المسرحية كممثل ومساعد مخرج، قبل أن يخرج أفلامه القصيرة الأولى “مجرى السيل”، و”زيزو”، و”كيكة بالكريمة” الذي حصل من خلاله على جائزة لجنة التحكيم في مهرجان الفيلم الجزائري المستقل، ومهرجان الأردن للفيلم القصير، بالإضافة إلى جائزة الصقر الفضي في مهرجان روتردام للفيلم العربي، ثم فيلم “إلى البحر” ،الذي شارك في مهرجان أبوظبي السينمائي. وفي العام ٢٠١٨ أخرج مجدي فيلمه الروائي الطويل الأول “لا أحد هناك- الزرافة” والذي شهد عرضه العالمي الأول في الدورة الـ٤٠ لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وعُرض في العديد من المهرجانات السينمائية الإقليمية والدولية. وكممثل، شارك مجدي في العديد من الأفلام التي نالت استحسانا كبيرًا، من بينها “عصافير النيل”، “ميكروفون” “باب الوداع” “نوارة” “علي معزة وإبراهيم”، والذي فاز عنه بجائزة أفضل ممثل في جوائز السينما الفرنكوفونية في السنغال، بالإضافة إلى “صيف تجريبي”، و”مولانا”، “ليل خارجي” “بلاش تبوسني”، “حظر تجول” و”٢ طلعت حرب” وهو فيلم من بطولته وإنتاجه وإخراج المخرج مجدي أحمد علي. هذا إلى جانب عدد من المسلسلات التلفزيونية الناجحة ، منها “العهد: الكلام المباح”، “البيوت أسرار”، “لا تطفئ الشمس”، “لأعلى سعر”، “واحة الغروب”، “بالحجم العائلي”، “الآنسة فرح”، “بنت السلطان”، “قصر النيل”، و”المشوار”.