جسد الشوق
بقلم / ناريمان حسن
أيها الشقي المسافر منذ دّهر
في فضاءاتك المعتمة،
لم تكن المعاناة إرثاً أورثته من أحد
لقد اتيت بها من بصيرتك،
جلبت نيازك كثيرة من عوالم الحزانى وجعلتها تنهمر من مقلتيك الحزينة،
أحببت مثلما لم يفعل أحد قط،
جعلت للأشياء صورة مشابهة للشعر
طفت حول المكان،
غفوت على الطرقات متأملاً باوطان ضائعة
تخيلت تضاريس لأجساد باهتة..
فككت بأصابعك جسد الشوق،
ولليالي طويلة عجزت عن تركيبها
فيكَ تبهت العوالم المظلمة،
وتنتحر الفراشات مغشوشة بالضوء
ويصيح الليل صياحه الأخير
متغنيًا بالفجر…
يا من تغنيت بالبلدان في خوائها المميت
انتظر…
انتظر حتى يمتلئ النبع القابع فيك،
فيفيض في أركان الألم الشعر..
انتظر حين يزول
البؤس
الرعب
الألم
فلا تعود للآلام سلطة أو معنى
انتظر
حتى يبهت المعنى الأخير لكل شيء
فلا يعود هناك إلا بريق وجدك
المضطجع هناك في خلوته
منذ دّهر.