بالتزامن مع اليوم الدولي للتسامح.. الأرشيف والمكتبة الوطنية بأبو ظبي ينظم ندوة عن دولة التسامح ويطلق كتاباً عن التسامح في الدولة
كتب /رأفت حسونة ووفاء الشابوري
بالتزامن مع اليوم الدولي للتسامح نظم الأرشيف والمكتبة الوطنية ندوة بعنوان: “دولة التسامح: موروث وسعادة ومستقبل” فتح فيها المشاركون الباب على ماضي دولة الإمارات وحاضرها لتتجلى صورتها الحقيقية؛ واحة للتسامح ونموذجاً عالمياً للتعايش والإخاء الإنساني، وهي تحتضن أكثر من 200 جنسية على أرضها الطيبة.
بدأت الندوة بقول حكيم العرب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- في التسامح: “إن التسامح واجب وإذا كان أعظم العظماء الخالق -عز وجل- يسامح، ونحن بشر خلقنا ألا نسامح؟!…”.
استهل سعادة عبد الله ماجد آل علي مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية الندوة بكلمة أكد فيها أن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان قد جعل التسامح قيمة إنسانية ومساراً جوهرياً في استراتيجيته وهو يشيد الإمارات ويرسي أسس حضارتها، إيماناً منه بأن المجتمعات التي تقوم على مبدأ التسامح هي القادرة على تحقيق السلام والأمن والاستقرار والتنمية المستدامة، وهي التي ترتقي بإنجازات الوطن وتحقق طموحاته وأهدافه، وقد أدركت قيادتنا الرشيدة قيمة هذه الفضيلة؛ فرسّختْ نشر ثقافة التسامح.
وقال سعادته: إن من يتأمل الخريطة السكانية يدرك أن دولة الإمارات العربية المتحدة حاضنة لقيم التسامح والسلم والأمان والتعددية الثقافية؛ وهي تستضيف على أرضها أكثر من 200 جنسية من مختلف أنحاء العالم؛ حيث ينعم الجميع بالاحترام والحياة الكريمة، وقد كفلت قوانين الدولة لهم الاحترام والمساواة، حتى صار الانفتاح على الآخر والحوار الثقافي جسوراً متينة تتواصل عبرها مع العالم.
وأشاد سعادته بمضمون كتاب (التسامح في دولة الإمارات) الذي أصدره الأرشيف والمكتبة الوطنية احتفاء بهذه المناسبة.
تحدثت الدكتورة عائشة بالخير مستشار البحوث، ورئيس لجنة التسامح في الأرشيف والمكتبة الوطنية -في الندوة-عن “التسامح في الموروث الإماراتي” مؤكدة أن للتسامح جذوره في المجتمع الإماراتي، وهو حاضر دائماً بين الناس في الكثير من معاملاتهم وتصرفاتهم، وعاداتهم وتقاليدهم، وفي مختلف أساليب الحياة، وقد اتخذت على ذلك أمثلة عديدة مثل: التسامح أثناء النزاعات، والتسامح في جماليات المكان، وفي أساليب الضيافة … وغيرها.
واستحضر السيد حسن بن ثالث -عضو لجنة التسامح- التسامح من منظور تاريخي حين أكد أن التسامح ليس مقتصراً على الجانب الديني فحسب، فهناك التسامح الاجتماعي والسياسي والثقافي وغيره.
واتخذ ابن ثالث أمثلة على التسامح في المجتمع الإماراتي مما كان يدور في مجالس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان التي حفلت بأنواع التسامح، وقد شهد بذلك المؤرخون والمستشرقون القادمون من خارج الإمارات، مثل: جوليان ووكر، وولفريد ثيسيغر، وإداوارد هندرسون… وغيرهم، وجميعهم أشادوا بما كانت تحفل به تلك المجالس من أشكال الديمقراطية، وحرية الحوار.
وأكدت الأستاذة مَديّة المحيربي -عضو لجنة التسامح- في حديثها الذي جاء بعنوان: التسامح.. سعادة ومستقبل- أننا حتى نصل لأهدافنا يجب أن نتسامح، والتسامح يجب أن يكون أسلوب حياة لأن الشخص المتسامح هو أول المستفيدين، فالتسامح يجعل منه شخصية إيجابية متفائلة معطاءه محبه لذاتها ولوطنها ومجتمعها.
وشهد الحفل إطلاق كتاب (التسامح في دولة الإمارات العربية المتحدة) لمؤلفته الأستاذة إيمان سالم البريكي الباحثة في الأرشيف والمكتبة الوطنية، وقد استعرضت البريكي أثناء حديثها عن الكتاب تجربتها في إنجاز هذا الإصدار الذي يوثق لفضيلة التسامح، التي جعلت من دولة الإمارات نموذجاً عالمياً وواحة للتسامح.
وأشارت البريكي إلى أن كتاب (التسامح في دولة الإمارات العربية المتحدة يتألف من ثلاثة فصول: ماهية التسامح وأهميته، والإمارات وطن التسامح والتعايش، وأقوال القيادة السياسية في دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال التسامح.