ميناء الدقم قاطرة لوجستية عالمية يحقق مستهدفات رؤية عُمان 2040
كتب / رأفت حسونة
تُعدُّ منطقة الدقم إحدى أهم المناطق الاقتصادية والتجارية التي استطاعت سلطنة عُمان خلال الفترة الماضية في الرهان على أن يكون بها أهم المناطق والموانئ العمانية والعالمية في المنطقة القادرة على خدمة التجارة العالمية، بسبب الموقع الاستراتيجي الذي تتميز به بفضل وقوع الميناء على بحر العرب والمحيط الهندي، مما يمهد الطريق مستقبليا ليكُونَ الأكبر في المنطقة، وجعل موانئ السلطنة تتمتع بالقدرة التنافسية عبر الخدمات والمنتجات المميزة التي تقدمها باستخدام أحدث التقنيات الفنية العالية والآليات المتطورة لخدمات تزويد وتوصيل الوقود إلى السفن والتي تطبق أفضل معايير الجودة وقوانين الصحة والسلامة والأمن والبيئة لتستطيع استقطاب السفن إلى الميناء وزيادة الحركة التجارية البحرية في المنطقة، وجعل سلطنة عُمان مركزا عالميا للشحن والخدمات اللوجستية بما يتماشى مع الأهداف المرسومة في رؤية عُمان 2040، كما أن تشغيل هذه المحطة بكامل سعتها سيدفع عجلة نمو وتنويع الاقتصاد الوطني، ويعظم من ثمار الموقع الاستراتيجي لميناء الدقم بالقرب من أبرز طرق التجارة العالمية.
وقد نجح الرهان العُماني وتم الاحتفال الأحد الماضي بتدشين محطة تزويد السفن بالوقود “أومكو لوقود السفن” لتشكِّل ذراع الوقود البحري لشركة النفط العُمانية للتسويق في ميناء الدقم بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم بتكلفة قدرها 11 مليون ريال عُماني، لتكتمل مع هذا الاحتفال مرافق الميناء التشغيلية المتمثلة في التزويد بالوقود وصيانة السفن وتصاريحها وعمليات الإنزال والتصدير وخدمات السفن العابرة وتزويدها بالوقود الذي تحتاجه في كافة المراحل التي تمرُّ بها منذ دخولها المياه الإقليمية العمانية وحتى مغادرتها الميناء، مما يعود بنتائج محفزة على مواكبة التطورات العالمية، فتؤدي في مراحل حالية ومستقبلية إلى مؤشرات تحسُّن حركة الصادرات والواردات، وغيرها من العوامل النافعة اقتصاديًّا، نتيجة زيادة حركة تداول الحاويات وحركة مرور السفن إلى ميناء الدقم، وما يصاحبهما من ازدياد حجم البضائع الواردة أو الصادرة إلى الميناء.
إن ميناء الدقم بموقعة الاستراتيجي يُعدُّ أحد أهم الموانئ الموضوعة على الخريطة العالمية، وكذلك بفضل بُعده عن منطقة الأزمات، وتوفر عناصر الأمن والسلامة الذي تتمتع بها جميع أراضي سلطنة عُمان، وتُعدُّ نموذجا في التعامل مع الأزمات العالمية مما يعطي الميناء بشكلٍ خاص وعناصر التنمية الاقتصادية في السلطنة ميزة لا تتوافر في العديد من الدول الأخرى، تُعد جاذبة للاستثمار بكل متطلباته.
وهذا ما دفع سلطنة عمان لتوفير كل سبل النجاح في إنشاء منطقة الدقم العالمية، وإنشاء ميناء عالمي يتوافر به كل عوامل الجذب العالمية ليكون قاطرة عُمانية جديدة في مجال الاستثمار تتمثل في منطقة لوجستية عالمية تُعد نموذجا من حيث الإمداد والتمويل والمبادلة التي تحقق متطلبات السفن العابرة، سواء تجارية أو سياحية ليدعم حركة البضائع، والأنشطة، سواء الصناعية أو الأنشطة السياحية، كما أن الميناء لم يقتصر على مهامه اللوجستية فقط، بل إن الميناء يتوافر به أيضًا سبل تصليح السفن وصيانتها بتوفير وإنشاء الحوض الجاف الذي يتميز بالمساحة الواسعة والعميقة مع رصيف طويل من أجل استيعاب السفن الكبيرة. بكل هذه النتائج والمُقوِّمات والمؤشرات، سنكرر قولنا إن الرهان نجح، وإن المستقبل سيشهد بذلك وسيكون ميناء الدقم أهم الموانئ اللوجستية العالمية.