بعد مرور 100 عام على إكتشاف المقبرة. الجامعة المصرية الروسية تحتفل بالملك الذهبى توت عنخ أمون
كتبت / ريم رأفت
نظمت كلية الفنون الجميلة بـ”الجامعة المصرية الروسية” إحتفالية تحت شعار “مرور 100 عام على إكتشاف مقبرة الملك المصرى الذهبى توت عنخ آمون”، أقيم الإحتفال بدعم من الدكتور محمد كمال مصطفى رئيس مجلس أمناء الجامعة، ورعاية الأستاذ الدكتور شريف فخرى رئيس الجامعة، وبحضور الدكتور عصام خميس نائب رئيس الجامعة، وإشراف الأستاذ الدكتور محمد عرابى عميد كلية الفنون الجميلة بالجامعة، وبدأت الإحتفالية بعرض موسيقى لشباب الكشافة بقيادة الطبيب ماركو فؤاد المدرس المساعد فى كلية طب الفم والأسنان.
جاءت الإحتفالية بحضور عمداء كليات الجامعة ولفيف من أعضاء هيئة التدريس، وضيوف شرف الإحتفالية من رموز الحركة الفنية والثقافية وهم: الفنان القدير الدكتور حسن عبد الفتاح العميد الأسبق لكلية الفنون الجميلة بالأقصر وأستاذ التصوير المتفرغ بكلية الفنون الجميلة جامعة حلوان، الدكتور أحمد عبد العزيز رئيس قسم النحت الأسبق وأستاذ النحت المتفرغ بكلية الفنون الجميلة جامعة حلوان، الدكتور صلاح المليجى رئيس قطاع الفنون التشكيلية الأسبق وأستاذ الجرافيك المتفرغ بكلية الفنون الجميلة جامعة حلوان، ومؤسس قسم الجرافيك بجامعة الزيتونة بالأردن، الدكتور فكرى حسن مدير برنامج التراث الحضارى بالجامعة الفرنسية وأستاذ الآثار بجامعة لندن، الدكتور حسن متولى عميد كلية الفنون والتصميم بالجامعة البريطانية، الكاتبة الروائية والإعلامية هالة البدرى، والفنانة والإعلامية بثينة كامل.
أعلن الدكتور شريف فخرى محمد عبد النبى، رئيس الجامعة المصرية الروسية، أن “كلية الفنون الجميلة” بالجامعة نظمت إحتفالية كبرى داخل الحرم الجامعى بمناسبة مرور أكثر من (100) عام على إكتشاف مقبرة “الملك توت عنخ أمون” عام (1922) والذى يُعد واحد من أهم وأعظم الإكتشافات الأثرية على الإطلاق.. لافتاً أن الإحتفال جاء إحتفاءً بهويتنا وتاريخنا المصري الذى تركه لنا الأجداد؛ ليكون حافزاً للبحث والتأمل فى واحدة من أهم الحضارات التى مرت على التاريخ البشرى.
فى ذات السياق، أكد الدكتور عصام خميس، نائب رئيس الجامعة المصرية الروسية، أن الإحتفالية ضمت مجموعة كبيرة من كبار الفنانين المعاصرين شاركوا بأكثر من (100) عمل فنى ما بين: “النحت، التصوير، اللوحات الفنية، والرسم المضىء”، والتى تم من خلالها نقل الخبرات للطلاب.. كاشفاً أن تلك الإحتفالية تُساهم فى إطار الحملة الدعائية التى أطلقتها الدولة فى الترويج للمقاصد السياحية المتنوعة فى ظل إمتلاك مصر حوالى ثلثى آثار العالم.
من جانبه، رحب الدكتور محمد عرابى، عميد كلية الفنون الجميلة بالجامعة، بالحضور ودعى المتحدثين لإلقاء محاضرات تعريفية وتثقيفية ضمن الندوة العلمية المتضمنة عدة مجالات منها الفنى والتاريخى والفلسفى فى دعوة لنشر المعرفة حول الكشف الأثرى وتاريخ مصر والفكر الفلسفى للمصرى القديم، وتشجيع شباب الباحثين على الإهتمام بتاريخ مصر القديم والحديث.
أضاف عميد كلية الفنون الجميلة بالجامعة، أنه تم تنفيذ مجسم لتمثال القناع الذهبى للملك توت عنخ امون بحجم كبير تحت إشراف الدكتور جرجس سعيد أستاذ النحت بالكلية وتم نحت قاعدة مكملة له ليصل الحجم الى ثلاثة أمتار، ونحت قناع صغير بالحجم الطبيعى يماثل تماماً شكل القناع الأصلى ونحت قناع آخر بإرتفاع متران للفرعون المفكر والفيلسوف إخناتون صاحب فكرة التوحيد فى إشارة للجانب الثقافى والمعرفى الذى تضمنته الفاعلية.. كاشفاً أن المعرض الذى أقيم على هامش الفاعلية تضمن عرض عشرة أعمال نحتية مستوحاه كلها من الموروث الحضارى المصرى القديم.
فى الموضوع ذاته، أضافت الدكتورة صفية القبانى، مستشار رئيس الجامعة المصرية الروسية للفنون البصرية، أن مقبرة “الملك توت عنخ أمون” من أعظم الإكتشافات الآثرية فى تاريخ البشرية بالكامل، وتحتوى المقبرة على أكثر من (5000) قطعة أثرية.. موضحةً أن الجامعة تهدف من هذه الإحتفالية بأن تكون منارة للثقافة والفنون فى محيطها الجغرافى؛ لكى تساهم فى رقى المجتمع والحفاظ على الهوية المصرية، وإنطلاقاً من إهتمامها فى تقديم أنشطة متميزة ومتنوعة للطلاب؛ ولزيادة التبادل الثقافى والمعرفى داخل وخارج الحرم الجامعى.
فى الموضوع ذاته، ألقى الدكتور فكرى حسن محاضرته عن كيفية إكتشاف المقبرة والعثور عليها بكامل محتواها، ذاكراً بعض أهم وأبرز علماء المصريات ومثابرتهم لتحقيق الريادة وهم “أحمد كمال، وسليم حسن”، وتتلمذ “أحمد كمال” بمدرسة اللغة المصرية القديمة بالقاهرة التى أسسها أحد علماء المصريات الأوروبيين وهو هاينريش كارل بروغش “بروغش باشا”، ورفع الغطاء الحجرى للتابوت فى 12 فبراير عام 1924م، ومنع وزير الأشغال مرقص بك حنا زيارات ضيوف كارتر غير المصرح بها، ورد كارتر بإغلاق التابوت والإتجاه للمحاكم المختلطة، وقيام مرقص حنا بوضع حراسة مصرية على القبر، إنتهاءاً بإعلان سعد باشا زغلول بأحقية مصر فى الإحتفاظ بكنوز الملك توت عنخ آمون.
فى ذات السياق، أشار الدكتور حسين الشابورى، أثناء كلمته فى الإحتفالية إلى شكل المقبرة من الداخل وبعض المشكلات والعوامل التى أثرت بالسلب على المقبرة.. موضحاً كيف تم إيجاد حلول مبتكرة لحل تلك المشكلات.
من جانبها، تحدثت الكاتبة الروائية الدكتورة هالة البدرى، عن تعاقب الغزوات على مصر ومحاولة تغيير التراث الحضارى للمصريين وكيف صمد التراث المصرى وقولب هذه الغزوات لصالحه وأحتفظ بجزء كبير من تراثه وأضاف عليه.
فى سياق متصل، أثنى الدكتور أحمد عبد العزيز، أستاذ النحت المتفرغ بكلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان، على إقامة الجامعة المصرية الروسية لمثل هذه الفاعلية وأن نجاح الإحتفالية بفضل القائمين على الريادة العلمية بـ”كلية الفنون الجميلة” بالجامعة، وذلك يدعو إلى قراءة جديدة لمكونات وصور الحضارة المصرية القديمة بشكل تفسيرى جديد يعتمد على تراث علماؤها وأساتذتها الأجلاء فى التحليل العلمى الذى ينتج لنا رؤية جديدة لتناول الإبداع وتفتح نوافذ وآفاق جديدة للباحثين والطلاب للبحث حول أصول الإبداع التى أفضت لإنتاج كل المكونات التى نراها تراثاً مادياً وروحياً لهذه الحضارة العظيمة.
أهدى الدكتور محمد عرابى عميد الكلية، درع الإحتفالية للدكتور شريف فخرى رئيس الجامعة والذى قام بدوره بتكريم ضيوف شرف الإحتفالية، وبعدها توجه ضيوف شرف الإحتفالية لإفتتاح معرض “فى رحاب ماعت” ضمن فعاليات الإحتفالية، وكان ضيوف شرف المعرض الفنانين: “الدكتور حسن عبد الفتاح، الدكتور أحمد عبد العزيز، والدكتور صلاح المليجى”.
الجدير بالذكر أن مجموعة من كبار الفنانين قد شاركوا بأعمالهم الفنية في المعرض وهم: “د. محمد عرابى، د. محمد ثابت بدارى، د. جرجس سعيد، د. حسن فداوى، د. عمر عبد الظاهر، د. حنان سمير، د. شريف شكرى، د. شيماء بغدادى، الفنان أحمد عيد، الفنان أشرف الصوينى، الفنان إياد عرابى، الفنان نديم عرابى، الفنان حسام الدين مصطفى، والفنان مايكل وحيد” وشارك فى تنظيم المعرض كلاً من: “الفنان نديم عرابى والفنانة يمنى شريف”.
مما يذكر، أن المعرض تضمن بين أعماله الفنية عملاً مركباً مقاس “٣x٣متر” بعنوان “كبسولة الزمان”، وترجع فكرة العمل إلى الدكتور محمد عرابى، ونحت الدكتور جرجس سعيد، وتنفيذ فريق أساتذة وطلاب كلية الفنون الجميلة بالجامعة المصرية الروسية، وهذا العمل المركب هو مزيج بصرى مكون من أقنعة وجوه الأوشابتى متمثلة فى أوجه “توت عنخ آمون” التى تهمهم بالدعاء للمتوفى والتى تتداخل مع فكرة الزمن المصرى السرمدى وإيمان المصرى بالخلود فى تناهى مع الوحدة الكونية التى يمثلها “آمون” الخفى الذى لا تدركه الأبصار، وفى مقدمة العمل هرم من المرايا الناعمة يعكس صور الجمهور ويدخلهم فى الرحلة الزمانية تربطهم بأصولهم الإدريسية التحوتية فيندمج الجميع فى سباحة روحانية متناغمة للتواصل مع المطلق من بوابة المحدود الذى تعكسه بوابة المرايا الزجاجية، وبالحديث عن تنفيذ العمل إجتمع الطلاب حول إمكانية المشاركة فى صناعة الأقنعة الخاصة بالمجيبين، تحت إشراف الفنان الدكتور جرجس سعيد، ومعاونة الفنان مايكل وحيد، والفنان حسام الدين مصطفى وفقاً؛ لرؤية الفنان الدكتور محمد عرابى عميد كلية الفنون الجميلة.
يذكر أن، الدكتور شريف شكرى، شارك فى المعرض بتنفيذ عمل فنى تفاعلى إستخدمه كخدعة بصرية فى حجرة مظلمة، وأضاف له إمكانية تحريك العمل بمحرك كهربى من خلال الجمهور حيث يظهر العمل على شكل بئر أو نفق تحت الأرض من خلال شكل دائرى علوى يظهر فى جدرانه المحيطة رموز وعلامات متعددة للعديد من الثقافات التى تحتويها الأرض ومنها مفتاح الحياة للدلالة على كل أشكال الحضارات والثقافات التى أعتلت تلك الأرض وجذورها الممتدة بنهاية النفق والمقبرة التى تظهر بشكل لا نهائى، فيظهر الشكل النهائى للعمل بصورة ممتدة لأنبوبة أو أسطوانة متحركة يميناً ويساراً، وفى كل الإتجاهات يقوم بتحريكها زوار قاعة العرض من خلال دوائر كهربائية، وقام الفنان بطلائها على شكل قنوات وشرايين مضيئة بالحبر الفسفورى المضىء بالأشعة فوق البنفسجية UV وبالتالى فإن العمل يمنح زوار القاعة الإحساس بدخول مقبرة توت عنخ آمون فى اللحظات الإستكشافية الأولى.
تضمنت الإحتفالية بين فاعلياتها مسابقة بين طلاب الجامعة شارك فيها طلاب من كليات “الألسن، الهندسة، طب الفم والأسنان، والفنون الجميلة” بإجمالى (40) عمل فنى و قد تم تقييم وعرض أعمال الطلاب المشاركين ضمن فعاليات الإحتفالية.
وأعلنت أسماء الطلاب الفائزين فى مسابقات الإحتفالية وجاءت كالتالى:
1)- مسابقة التصوير:
• الطالبة ريم محمود مصطفى، من كلية فنون جميلة الجائزة “الأولى”.
• الطالبة منة الله وردانى، من كلية الهندسة الجائزة “الأولى مكرر”.
• الطالبة نور سيد، من كلية فنون جميلة الجائزة “الثانية”.
• الطالبة أفنان فتحى محمد، من كلية الألسن الجائزة “الثالثة”.
2)- مسابقة الإعلان:
• الطالبتان خديجة محمد، وربى رياض من كلية الفنون الجميلة الجائزة “الأولى”.
• الطالب أحمد حاتم، من “كلية فنون جميلة” الجائزة “الأول مكرر”.
3)- مسابقة الوسائط المتعددة:
• الطالبة مريم وائل، من “كلية فنون جميلة” الجائزة الأولى.
4)- جائزة خاصة فى مسابقة “النحت البارز”:
• الطالبة تبارك حسين، من “كلية فنون جميلة” الجائزة الأولى.
5)- مسابقة الميديا:
• الطالبة ندى محمد، من “كلية فنون جميلة” الجائزة الأولى.