تدفق متصاعد لزوار معرض مسقط الدولي والتراث العُماني والثقافي محور رئيسي
كتب / رأفت حسونة ووفاء الشابوري
شهد معرض مسقط الدولي للكتاب حضورا كبيرا مع التدفق المستمر للزوار من مختلف الأعمار، وسط حضور كبير للطلبة والمؤلفين والمهتمين بالكتب والثقافة، ويحظى المعرض الذي يضم آلاف العناوين الحديثة من مختلف دور النشر المشاركة بتوقيعات بعض الكتب من قبل بعض أبرز المؤلفين العمانيين والعرب، الذي يقدمون إصداراتهم الحديثة للمكتبة العربية، وأخرون يقدمون باكورة أعمالهم الأدبية والعلمية في الإصدار الأول، كما تتواصل الأنشطة الثقافية والبرامج المتنوعة التي انطلقت منذ اليوم الأول للمعرض وتستمر حتى ختامه، وقد عززت الأنشطة الثقافية حضورها المتنوع ما يجذب الزائر بمختلف الأحداث وتنوعها في الشعر وعروض الموسيقى الحية والفنون التشكيلية والخط العربي وعروض مسرح الشارع وبرامج وفعاليات ركن الطفل وغيرها الكثير من البرامج المتنوعة.
وكان قد شهدت الجمعية العُمانية للكتّاب والأدباء إقامة محاضرة تاريخية غاصت في التعريف بإسهامات فيصل بن علي آل سعيد ودوره في حماية التراث الثقافي العُماني، قدمها الأستاذ الدكتور سعيد بن محمد الهاشمي أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة السلطان قابوس في محورين، تناول الأول حياة فيصل بن علي آل سعيد، والثاني «دوره في حماية التراث الثقافي العُماني.
وقال «الهاشمي»: إن فيصل بن علي سمّي كاسم جده السلطان فيصل بن تركي، وولد بمسقط في عام 1346هـ / 1927م، حيث تدرج في التعليم بدءًا من المدرسة السلطانية ثم المدرسة السعيدية النظامية، وأكمل تعليمه بها، وعند تخرجه منها عام 1942م، عُيّن مدرساً بها، واستمر في التدريس حتى عام 1954م، حيث نُقِل إلى الشؤون الخارجية كسكرتير، وظل في وظيفته بوزارة الخارجية قرابة ثلاث سنوات، ثم غادر عُمان إلى القاهرة، وعند بزوغ النهضة المباركة في عام 1970م عاد لشغل مناصب وزارية؛ كوزارة الاقتصاد، والتربية والتعليم، ووزارة التراث القومي والثقافة، كما عمل مندوبًا لسلطنة عُمان في منظمة الأمم المتحدة
وحول المحور الثاني «دور فيصل في حماية التراث العُماني»، قال الهاشمي: إن فيصل بن علي قد أسدى خدمة كبيرة إلى التراث والثقافة في سلطنة عُمان منذ أن أُسِّست وزارة التراث العُماني، التي غُيّر اسمها إلى وزارة التراث القومي ثم وزارة التراث القومي والثقافة، وقال: إن فيصل سعى إلى جمع المخطوطات العُمانية من الملّاك والمكتبات الخاصة من أسرة آل سعيد وغيرهم، فتجمّع بالوزارة أكثر من أربعة آلاف مخطوطة، فضلًا عن الوثائق العُمانية، وكتب في الأدب والتاريخ والطب والفقه، والفلك وغيرها من فنون المعرفة
وفي مجال التراث الثقافي بقسميه المادي وغير المادي، كانت جهوده واضحة؛ فحصر المخطوطات والمؤلفات، واهتمّ بالقلاع والحصون وحصر معظم حصون وقلاع سلطنة عُمان وأبراجها، ثم رُمِّم عدد منها كحصن الرستاق وصحار ونزوى ونخل وسمائل وجبرين وغيرها، بل أصبحت قلعة بهلا من قلاع التراث العالمي، حيث أُدرِجت في قائمة اليونسكو عام 1987م كمعلم ثقافي، وكذلك آثار بات – موقع أثري في محافظة الظاهرة – إذ سُجّل بالتراث الثقافي العالمي منذ عام 1987م، كما اعتنى بالمسوحات الأثرية لمواقع كثيرة في عُمان، منها: حضارة البليد الواقعة بالشريط الساحلي لولاية صلالة، وموقع شصر (وبار الأثري) بولاية مقشن، وآثار خور روري (سمهرم) بولاية طاقة، وآثار رأس الجينز بولاية صور.