900
900
فتاوي وأحكام

المشاركون فى مؤتمر أصول الدين بالقاهرة يطالبون بإنشاء موسوعة علمية لمواجهة الآثار السلبية لوسائل التواصل الحديثة

900
900

كتب -د. أسامة زايد

أكد المشاركون في المؤتمر العلمى الدولى الرابع بكلية أصول الدين بالقاهرة على أن المسلمين ليسو مجرد مستهلكين لوسائل التواصل الحديثة وإنما لهم إسهامات جليلة في ابتكار منجزات علمية رفيعة أثمرت اختراع الغرب لوسائل التواصل الحديثة.
واشاروا إلى أن سائل التواصل الحديثة لا تحمل الخير المطلق ولا تحمل الشر المطلق، وإنما لها إيجابيات ومنافع ولها سلبيات ومضار.وهى أداة فعالة فى تحقيق مقصد التواصل بين الناس في أرجاء المعمورة، وتحقيق الحوار الحضارى مع غير المسلمين وتعريفهم بتعاليم الدين الحنيف الذى بعث به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذى أرسله الله رحمة للعالمين.
ورأى المشاركون أنه على الرغم من كل التيسيرات والإيجابيات التي وفرتها وسائل التواصل الاجتماعي، فإن هناك العديد من الدراسات أكدت أن وسائل التواصل الحديثة يتم استغلالها بشكل كبير في نشر الرذيلة والفساد الاخلاقي، وتشويه صورة الاسلام وإلقاء الشبهات حول القرآن الكريم والسنة النبوية والتاريخ الإسلامي.
من شأن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بعيداً عن منظومة القيم والأخلاق المجتمعية في العالم العربي والإسلامي التأثير سلبًا على سلوكيات الأطفال، خاصة ما يترتب عليها من العزلة وضعف العلاقات الاجتماعية والأسرية نتيجة تفضيلهم المجتمع الافتراض عن المجتمع الواقعي.
أكدوا أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي له تأثير سلبى على المعتقدات الدينية واللغة كما يؤثر سلباً على الجوانب الأخلاقية. مطالبين بضرورة أن تبنى المناعة التربويةُ للفرد فى مواجهة وسائل التواصل الاجتماعى على أربعة أركان هي: المناعة الجسدية ، والنفسية، الإيمانية ، والمهارية. كما أن الخلوة الإلكترونية بين الجنسين أحيانا يعتريها الكثير من المفاسد وتنتهك مقصد حفظ العرض وقد يترتب عليها انتهاك مقصد حفظ النفس.وكذلك وسائل الاتصال الحدیثة وخاصة الألعاب الإلكترونیة كثيرًا ما ترسخ للعنف والعدوانیة في نفوس مستخدميها بما تشتمل علیه من أعمال قتل و تفجیر و تخریب.
أكد المشاركون أن الأبحاث والدراسات اثبتت ان الألعاب تترك آثاراً سلبیة على عقیدة الكبار والصغار، وسلوكهم وأخلاقهم لكونها تعتمد بالأساس في عالمها الافتراضي على العنف والممارسات العدوانیة. وهى من الظواهر المستجدة التى تهدد مكانة الفتوى وقدسيتها: الفوضى التي تتسم بها تطبيقات التواصل الاجتماعي، وما يرافقها من تطفل على منصبها، واعتداء على حرمتها، و قصور في فهم حقيقتها.
أوصى المشاركون ضرورة التنسيق بين المؤسسات الدينية الكبرى – الأزهر الشريف ودار الإفتاء ووزارة الأوقاف وسائر المؤسسات الدينية الرسمية – فيما بينها لتقديم عمل متكامل يقدم صورة صحيحة للإسلام ويدرؤ الشبهات المثارة حوله باستخدام وسائل التواصل الحديثة.وكذلك ضرورة تطوير المناهج الدراسية بصورة تواكب المستجدات المستمرة في وسائل التواصل الحديثة.
وطالب المشاركون بسرعة اجتماع الكليات الشرعية بجامعة الأزهر على إنتاج مشروع سنوي رقمي في العقيدة والتفسير والسنة والدعوة، يكون جسرًا علميًا رقميًا يجمع بين الأصالة والمعاصرة، وهذا هو واجب الوقت.
ضرورة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي فى ظل منظومة القيم والأخلاق المجتمعية في العالم العربي والإسلامي كى تصبح وسائل الاتصال الحديثة إضافة للإنسانية وليست سبيلا لهدمها.
ونبه المشاركون على حظر الألعاب الإلكترونیة التى ترسخ للعنف والعدوانیة في نفوس كل من يستخدمها. و وضع ضوابط للفتوى الإلكترونية وتخصيص منصات لمراقبة ومتابعة وعلاج آفات تطبيقات التواصل الاجتماعي لحظة بلحظة.لبيان الآثار السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي، والعمل على إصلاحها في إطار القيم الدينية، وتحت مظلة الرقابة الأسرية والتعليمية والمجتمعية، حفاظاً على أجيالنا من انهيار البنيان البدني والتعليمي والأخلاقي.

اترك تعليقك ...
900
900
زر الذهاب إلى الأعلى