وزير الداخلية الفرنسي :45 ألفاً شرطي بشوارع باريس تحسّباً لليلة رابعة من أعمال الشغب إحتجاجاً على مقتل شاب برصاص شرطي
كتب / عبد الرحمن مصطفى
أعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان أمس الجمعة تعزيز انتشار قوات الأمن في كلّ أنحاء البلاد وتعبئة 45 ألفاً من عناصر الشرطة والدرك تحسّباً لليلة رابعة من أعمال الشغب احتجاجاً على مقتل شاب برصاص شرطي خلال عملية تدقيق مروري.
وسمحت الحكومة الفرنسية للدرك بإنزال عربات مصفّحة إلى الشوارع، من دون أن تذهب إلى حدّ إعلان حالة الطوارئ، نقلا عن فرانس برس.
وقامت الشرطة الفرنسية في إخلاء ساحة الكونكورد الشهيرة في وسط العاصمة باريس من المحتجين، الجمعة، بعد أن بدأت فيها مظاهرة دون تخطيط مسبق، وسط اضطرابات في أنحاء البلاد نجمت عن مقتل شاب برصاص الشرطة.
وأضافت الشرطة في بيان أن “عملية الإخلاء جارية في ساحة الكونكورد”.
وفي وقت سابق أعلنت الشرطة الفرنسية مقتل شاب إثر سقوطه من أعلى سطح خلال الاحتجاجات المندلعة منذ أيام في فرنسا.
وأعلن مصدر في الإليزيه مساء أمس أنه لا توجد ضرورة حتى الآن لفرض حالة الطوارئ التي كانت فُرضت عام 2005 خلال ما سُمّي حينها ب”أزمة الضواحي”، وذلك إثر الاحتجاجات التي تعم البلاد تنديدا بمقتل الشاب نائل (17 عاماً) على يد الشرطة الفرنسية.
وأضاف المصدر أنه ليس هناك قرار حتى الآن بتأجيل زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون إلى ألمانيا، والمقرّرة غدا الأحد.
وأكد أنه “لا يوجد شرطي فوق القانون، وأنه على كل شرطي أن يحترم القانون وينفذه.. والرئيس ماكرون يدعم الشرطة، والقضاء لا يحاكم الشرطة، بل يحاكم شرطياً، والشرطة تبقى لها شعبيتها”. وتابع: “القضاء اعتبر أن مبادرة الشرطي إلى إطلاق النار على الشاب الذي قُتل لا تتلاءم مع ما ينص عليه القانون”.
كما أوضح المصدر أن الرئيس ماكرون كلّف رئيسة الوزراء بالاتصال بعائلة الضحية.
وأعلن أمس الجمعة الرئيس ماكرون، أن اجتماع خلية الأزمة سيتواصل طالما تطلب الأمر، مشدداً بالقول: “سنقوم بإجراءات إضافية للتصدي للاعتداءات والعنف في باريس”. كما أعلن نشر تعزيزات إضافية للسيطرة على أعمال الشغب التي تواصلت لـ3 أيام تنديداً بمقتل الشاب نائل (17 عاماً) على يد الشرطة، فيما أعلنت الحكومة الفرنسية أنه سيتم استخدام العربات المصفحة لمواجهة أعمال الشغب.
واختصر ماكرون، الموجود في بروكسل منذ الخميس لحضور قمة أوروبية، مشاركته حيث عاد قبل انتهاء الاجتماعات مع نظرائه.
وكانت رئيسة وزراء فرنسا اليزابيت بورن، قالت في وقت سابق إنه يجب تهدئة الوضع مهما كلف الأمر، مؤكدة أن كل الخيارات مطروحة لإعادة النظام في البلاد، مضيفة: “كل الخيارات خلال الاجتماع مع ماكرون بما في ذلك فرض حالة الطوارئ”.
وأعلنت وزارة الداخلية الفرنسية إصابة 249 شرطيا ودركيا في أعمال الشغب في فرنسا ليل الخميس. وأوضح المصدر نفسه أن السلطات نشرت 40 ألف عنصر من قوات الأمن على كامل الأراضي الفرنسية من بينهم خمسة آلاف في باريس. ولم تكن أي إصابة في صفوف عناصر الشرطة والدرك خطرة.
وكان الرئيس الفرنسي عقد صباح الخميس، اجتماعا أول لخلية الأزمة الوزارية ضم الوزراء ومدراء الإدارات المعنية في المركز الخاص بها في وزارة الداخلية قبل أن يتوجه إلى بروكسل. وندد خلال الاجتماع بأعمال عنف “غير مبررة”. وفي العاصمة البلجيكية لم يدل ماكرون بأي تصريح علني.