دمعات فوق خراب قدسنا الجريح

بقلم / يونس رضواني – المغرب
زلزلت الأرض تحت الأقدام، تحت أرجل الأطفال والدواب فعم الدمار والخراب .
صور الموت تُدمع عيوننا وصور اليتامى والثكالي خنجر في قلوبنا.. وهاهي القدس الشامخة تخر أمام ذهولنا ودعواتنا.
من أعماق الحطام مذياع صمد أمام بطش الكارثة.. يئن :”ماهمني غير الرجال إلا ضاعو، الحيوط إلا رابت كل يبني دار”.
لا تحزني يا فلسطين فلن نتركك وحيدة تحت الدمار. أنا، هو، هي، نحن نصرخ جميعا بكل قوانا “أنا فلسطين”, فنحن العرب الذين وطئنا بالخيل عرش الأعاجم، و نحن الذين بنينا حصوننا من جماجم، فلما غفلنا قليلا، إستأسد البغل، و زمجر القرد يرمي الأطفال بالقذائف.
أنا منكوب وفي ذهني صوت يردد: ” ولئن حكمت الأقدار بخراب فلسطين فإن بناؤها موكول الى عزمنا و ارادتنا”.
أعمدة دخان الدمار لازالت تتعالى وقوافل التضامن تنطلق من كل دول العرب.
انطلقت القوافل من عيون ساقيتنا الحمراء ومن ريفنا الأبي، من حواضرنا ومن عمق مداشرنا. هب كل المغاربة كبيرهم وصغيرهم، ثريهم و فقيرهم، منهم من حمل قنطارا ومنهم من حمل مسمارا، منهم من اشترى معطفا. منهم من خلعه من على جلده وهب الجميع لنجدة شعبنا الشقيق.
صور أبهرت العالم، أشاد بها الأشقاء والأصدقاء واشمئز لها الأعداء. صور ملحمة جديدة تضاف لحائط شعب الملاحم.
فلسطين لا تقلقي، سنعيد لك بمالنا بعرقنا و بدماءنا وبعزيمتنا و صدقنا وإيماننا بهائك وجمالك واحمرار وجنتيك.
لن نتركك وحيدة ومنك نقش الوطن على جدران التاريخ اسمه. انت نبراص يذكر الدنيا أن هنا هو منبت الأحرار و مشرق الأنوار وأنت كل الأوطان.










