الثقافة

صدر حديثا ” هناك شيء يلزمني ” .. لــلكاتبه شرين زين الدين

نصوص شعرية تتميز بالبوح الإنساني العميق وتأملات في الحب والإغتراب والذات

صدر حديثًا عن دار النخبة للنشر والطباعة والتوزيع، الطبعة الثانية من المجموعة الشعرية «هناك شيء يلزمني» للشاعرة شيرين زين الدين.

تقع المجموعة في 86 صفحة من القطع المتوسط، بغلاف للفنان التشكيلي حسين جبيل، وتضم نصوصًا شعرية تتميز بالبوح الإنساني العميق، حيث تطرح الكاتبة من خلالها تأملات في الحب والاغتراب والذات، بلغة رصينة وصور شعرية مكثفة تعكس فرادتها في المشهد الشعري المعاصر.

من نصوص المجموعة
«غرفة من كولاج»

تَجاهَلتُ وزنك الخفيف

وكتبتُ أشعارًا في رجلٍ ثقيل الوزن

صرت أكتب فيه وأكتب..

حتى صار بحجم الكون

تذبحني حينما أرى لك لوحة جديدة

..لا توجد بها ملامحي

أنت تُمسِك بالريشة وأنا أسبح في دمي

كأني لا أُلهِمُك بشيء.. كأني عديمة اللون

ذكريات حبك القديمة

ما زالت تَنقُش نفسها بأوضاعٍ عنيدة على الحيطان

حتى الأنتيكات الثلاث وجدت مكانها لديك

الفيل والحصان والكلب..

وأنا لم أجد لي مكانًا

كأن شيئًا لو تغيّرَ مكانه لأجلي..

سيحدُث شيء سيء

لو كنت تهتم لأمري

لصنعت لي غرفة جديدة ولو كانت من “كولاج”

لا أدري كيف يمكنني الحياة فيها

إنها لفكرة لئيمة عَضَّت خيالي فآلمتني

كي لا أفكّر مرة أخرى بها .

بيني و بينك حواجز كبيرة ومسافات ..

قَطَعتُها رغم أنك بقُربي

جِئتُكَ كي أخبرك أني لست دميمة

أنا امرأة جميلة، مثيرة وشاهقة الأنوثة

أتُفضِّلها عليّ تلك البدينة؟!

ذات الأفخاذ والأكتاف العريضة؟!

ما الذي بحق موهبتك يُغريك فيها ؟

راهنِّي على كل ما أملك إن نَجَح المعرض

وأُعجَب أحد باللوحات .

نَفَسي قَصير.. بفضلِك صرت مُدخِّنة عظيمة

أُمسِكُ الولاعةَ بيد وباليد الأخرى السيجارة

واحدة تلو الأخرى..أكاد أشعلها جميعها

وأشربها في نفس الوقت..

كم صار مزاجي سيئًا!

كم كنت ماكر مثل الذئب

قُل لحبيبَتِك السَّمينة

أن تَكُف عن النّظر إليَّ من اللوحات

بَلِّغها ألا تُكرِّرها

وألا تحدّق بنظراتها الشّامِتة فيّ تلك الملعونة

بلِّغها أنك صنعت مني إنسانة مجنونة

و يمكن أن أحرقها بولّاعَتي

كم رَسَمتَها بمهارة وبقلب!

ألهذه الدرجة تَراني باهِتة وكئيبة

وكنت تعيش معها حياة سعيدة ؟

قل لي بحق تلك الزجاجة وهذه الكأس

أين ذَهَبَت؟

.. هل هَجَرَتك أم ماتت؟

وما دامت في كلتا الحالتين تملأ حياتك

.. لماذا نَشَرتَ كل هذا الخراب في قلبي؟!

أجِبني..

لماذا لم تُحِبّني أيها التيس الغبي ؟؟
Screenshot ٢٠٢٥٠٩٠٢ ١١٤٢٢٥ Messenger

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى