مقالات

حكايات من زمن فات

القبة الفداوية

بقلم / محمد فتحي

القبة الفداوية أنشأها عام ٨٨٤ه‍ – ١٤٧٩م، الأمير المملوكي الجركسي يشبك من مهدي، أستادار السلطان المملوكي الأشرف قايتباي -أستادار: صاحب الوزارة-.
هذة القبة وإن كان مُنشئها هو الأمير يشبك، إلا أنه كُتِب في النص الإنشائي لها اسم الملك الأشرف قايتباي، وذلك لأن الأمير يشبك توفي سنة ٨٨٥ه‍ – ١٤٨٠م، ولم تتم بعض الأعمال بداخلها -كما يقول المؤرخ ابن إياس- فأمر السلطان الأشرف قايتباي بإتمامها.
كان الأمير يشبك محباً للعلوم والفنون شغوفاً بالعمارة والتنظيم، فعمل على إصلاح الطرق وتوسيعها وتجميل الواجهات المطلة عليها.
وكان بالمنطقة التي أنشأ فيها القبة، الكثير من المقابر والدور، فأمر يشبك بهدمها ثم أقام منشآت عديدة لم يبق منها سوى تلك القبة.
بناء القبة من الخارج بسيط غير مزخرف، عبارة عن قاعدة حجرية مربعة تعلوها قبة مبنية بالطوب، فتح المعماري برقبتها صف من الشبابيك المعقودة.
وتخطيطها من الداخل فريد، لأنها بُنِيَت على دور أرضي مكون من ٣ قاعات مستطيلة مغطاة بأقبية، ثم أُقيم عليه بناء مربعا تعلوه منطقة انتقال مكونة من ٤ عقود بداخل كل منها ٣ مقرنصات تعلوها رقبة ترتكز عليها القبة.
وفي كتاب تاريخ الجوامع الأثرية يذكر العلَّامة حسن عبدالوهاب:
(وفي سنة ١٩٠٧م عنيت لجنة حفظ الآثار العربية بإصلاح منبر مسجد “كاتم السر” المندثر بدرب الجماميز، وهو منبر صغير طُعِّمَت حشواته بالسِن والأبنوس، وبناء على اقتراح هرتس باشا وُضِع في القبة الفداوية بالعباسية، وكان اختيارا موفقا لأن صناعته تتفق وعصر القبة)، التي تحولت لمسجد القبة الفداوية.
وعن سبب تسمية قبة يشبك ب (الفداوية) فلا يوجد نص صريح لسبب التسمية وإنما قيل:
نِسبَة الي”طائفة الفداوية” وهي طائفة من الشيعة الإسماعيلية، كانوا محل عناية ملوك مِصر من المماليك، وذلك لأن أتباع هذة الطائفة يرون إتلاف نفوسهم في طاعة كل مَن مَلِك مِصر لأنهم يعتبروه ظهيراً لهم معِينا لهم فقد كان من اختصاص رئيس ديوان الإنشاء النظر في أمرهم، وممن عَني بهم الظاهر بيبرس البندقداري.
وهناك بسبب سكن أتباع الطائفة الفداوية حولها حيث كانت قديما تقع في أطراف القاهرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى