مقالات

في داخل الغابة

ترجمة / حنين الصايغ

للكاتب “أنيس مزكاني”

بداخلي …
هناك منزل وفي داخله رجل
هناك منازل أخرى في الغابة
كانت تأوي جيراناً
بجوار منزل الرجل
ولكنهم غادروا جميعاً
وأصبح الرجل محاطاً
بكل تلك المنازل الفارغة.

في يوم أتت امرأة لتسكن إحداها
أتت فجأة!
أرسلت طائراً من نافذتها إلى نافذته
يحمل حجر نهر بقدميه
وأعاد هو الطائر لها بحبّة بلّوط ملمّعة
أخذا يتبادلان الهدايا ذهاباً وإياباً…

في يوم أتت إلى منزله لتقدّم نفسها
تكلّما وضحكا
ثم عادت الى المنزل الذي تقطنه
بعد يوم أو إثنين عادت…
وعادت ثانية بعد يوم أو اثنين
ثم أصبحا يترافقان كل يوم
يغنيان ويطهيان الطعام سويّاً
ويسيران في الغابة سوياً
بعد فترة قصيرة توقفت عن العودة إلى منزلها
أصبحا ينامان في السرير نفسه
يرسم هو لوحات
بحيث يكون شعرها أحمر
لأنه يملك طلاء أحمر
ولأنها تجلس ساكنة بابتسامة
وكأنها تراقب سرّاً يتشكّل أمامها
تتعرّى وهو يحرك فرشاته فوق ظهرها
تجلس بصمت تقرأ فوق أريكته
تمسك كاحلها بيدها
ثم تلف يدها اليمنى حول يده اليسرى
بعد مدة أصبحت أريكتها هي أيضاً…

في الليل
لا تتمكّن من النوم بسهولة
تركل ساقيها بلا هوادة
هو يجد صعوبة في البقاء نائماً
ويستيقظ لاهثاً كي يتنفس.
ذراعاهما تجدان بعضها البعض
البوم يحوّم بصمت.

وفي يوم رحلت…
ومرة أخرى الرجل عاد وحيداً
في وسط غابة المنازل المهجورة
يجلس مع كومة من الحطب وعيدان الكبريت
ويفكر اي منازل تستحق أن تُحرق
يفكر إذا ما كان أحدها يستحق هذا…
وإن كان الأمر كذلك
هل يجب ان يحرق منزله أيضاً؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى