مقالات

أبويا وصاني

ثورة 30 يونيه

بقلم / حنان البشلاوي

لن أسرد أحداثها التي يعج بها الانترنت لمن اراد الي المعرفه سبيلا وانما اسرد نتائج ثوره حتميه الحدوث لا ينكرها إلا جاحد او غافل او خائن اواعمي او ضال فهي تعد نقطه فاصله بين حقبه تاريخيه غير بعيده
توغل بها الاستعمار في الوطن العربي وفي قلب افريقيا وقسمهما لدويلات ووضع حدود استعمارية غيرت من خريطة العالم السياسيه محاولا طمس معالمها مما زاد من صعوبة انتقال المواطن العربي بحريه بين الأقطار العربية كما حاول الاستعمار القضاء علي القوميه العربيه التي نادي بها الرئيس جمال عبد الناصر وحارب بكل شراسه التعليم وقاوم بشده المبدعين والمفكرين وأصبحت لغتهم هي لغة التعليم حتي ينسي العرب اللغه العربيه التي هي لغة القرآن الكريم واثقين انه بضياع اللغه العربيه تنحيه للدين الاسلامي واستهزاء بالمقدسات وضياع لاحساسنا وزيادة المساحات الصامته ٠٠هي حقبه تحمل فيها العرب الكثير من المعاناه وصبر علي اشد أنواع البلاء حتي حدثت ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢ التي تسربت مبادئها إلي كل الدول العربيه والأفريقية المستعمره مسانده كل حركات التحرر من الاستعمار حتي تم جلاء المستعمر و نالت استقلالها واحده تلو الاخري ولولا ثورة يونيه لعادت مصر إلي هذه الحقبه التاريخيه القاحله وبدلت حياتنا من السعاده للشفاء ومن النعيم للبؤس ٠٠
ثورة ٣٠ يونيه أذهلت العالم بقوتها حينما قام بها شعب مثقف واع يمتلك قوه جوهرية مطلقه خرت له كل القوي العظمى سجدا لاصراره علي تصحيح المسار والرجوع إلي الطريق السوي حتي عادت مصر إلي مركز القياده بالمنطقة ولولاها لاختل توازن القوي في منطقة الشرق الأوسط ٠٠
٣٠ يونيه أنقذت الوطن العربي و مصر من التبعيه لامريكا التي لن تسمح بتفوقها سياسيا وعسكريا واقتصاديا وتوسيع نفوذها مهما كلفها ذلك وانا لا أزال اشعر بالحسره والضيق كلما تذكرت مشهد أوباما الرئيس الأمريكي الأسبق وهو يترقب وينتظر بكل شغف سقوط ثورة يونيه واستمرار مرسي بالحكم حتي يتمكن من تعديل وتغيير الأنظمة والقوانين والعبث ببلادنا وتدميرها كما فعلوا بالعراق ولكن القدره الالهيه ثم القدره المصريه جعلتهم اول المنهزمين وركنت إلي اسلوب المسالمه بعد أن وجه لمصرتهديد بقطع المعونة الامريكيه إذا ترك مرسي الحكم ولكن الجيش والشعب المصري لم يعبأوا بهذا التهديد وواصلوا ثورتهم وأعادوا ترتيب حساباتهم السياسيه واسقطوا نظام مأساوي ظهرت عيوبه وسيئاته انتهي به المطاف ان يقف عاجزا امام قوة شعب تكررت معاناته هذا النظام تطلع لمزاولة سلطاته بعيدا عن مصلحة الشعب حتي اوقعه هذا التطلع في سقطات تسببت في التشوش والارباك لدوله أصبح سلامها وامنها مرهونا بإبادة جماعه متناميه وصلت لحكم مصر بأصوات المأجورين والجهله الذين يعانون من اميه كتابيه وعقليه لا يعرفون شيئا عن جيش مصر ولا شعب مصر الذي استثمر قدراته النفسيه والجسديه في هدم نظام متسلط ديكتاتوري حكمهم ثلاثون عاما عرف بنظام القبضه الحديديه فليس صعبا عليه أن يتخلص من جماعه أصبحت عبئا ثقيلا عليه
ثوره حمت مصر من التبعيه للاتراك وعودة الخلافه العثمانية التي تخلصت منها مصر حينما هزمتها انجلترا في الحرب العالميه الثانيه وأسقطت السياده العثمانية علي مصر وسقطت معا فكرة الجامعه الاسلاميه وحلت محلها القوميه العربيه
٣٠ يونيه كشفت قطر الدمل التي ورثت ميراثا ضخما من الخيانه و لها تاريخ حافل بالانقلاب ٠والمزوره٠٠ التي زورت حدودها السياسه بعد انفصالها عن البحرين ٠٠ والتابعه٠٠ وستظل تابعه مهما اقتربت من الرباعي العربي ليس لها قوه حقيقيه وظنت في البدايه ان قوتها في حضن حلفائها إيران وتركيا وأدانت لهما بالولاء السياسي ٠٠الدمويه٠٠ التي كانت تؤمن بايدلوجية الإخوان وادمنت القتل والتشريد وتخريب الدول العربيه وخلقت لها ماضي حزين حينما لعبت دورا اكبر من حجمها جعلت إسرائيل وأمريكا تفتحا ذراعيهما اليها وترحبا بها وتنامي هذا الدور من خلال قناة الجزيره التي أطلقتها لتقسيم المنطقه واعطي ذلك قوه لإسرائيل الخطر الأكبر والعدو الرئيسي في المنطقه
السؤال :هل يثق الرباعي العربي في احفاد الخوارج الذين اغتالوا علي بن أبي طالب وعمرو بن العاص وتجري في عروقهم الخيانه بعد ان قدموا تنازلات حتي يتخلصوا من عزلتهم ومن الحصار الذي فرضوه عليها ؟!!!
ثوره حافظت علي جيش مصر من جره لأحلاف عسكريه غربيه قاومها عبدالناصربشده وحذر ونبه الدول العربيه من خطورة الانضمام لأي حلف غربي مؤكدا أن الجيوش العربيه للحفاظ علي الارض العربيه فقط وليست للدفاع عن الأراضي الغربيه وهذه عقيده تأسست لديه حمته من الانزلاق لأي مخطط غربي هدفه جر مصر في حروب لا دخل لها بها
ثوره أسقطت كل الحواجز وكشفت كل القوى المتآمره واتقذت مصر من التفكك والنفاذ إلي قلب أفريقيا لتقسيمها واستغلال ثرواتها أكثر مما يحدث الآن في دولة جنوب افريقيا وهذا يؤكد علي عنصرية الاستعمار حيث أن سكان الدوله الأصليين هم الذين تمارس ضدهم التفرقه العنصريه من قبل المهاجرين البيض الاستعماريين ورغم انهم اقليه إلا أنهم سيطروا علي ثلاثة أرباع اقتصاد الدوله
٣٠ يونيه قاومت مستعمر بغيض اجتاح العالم بأبشع صور العنصرية منذ الحرب العالميه الأولي وقبلها حينما بدأت ثورتها العلميه العبثيه كما وصفها الدكتور مصطفي محمود التي غيرت من الطبيعه الانسانيه ولجأت إلي كل الأساليب التي تهدد الكرامه الانسانيه حينما صنفت العالم علي أسس جينيه وحتميه جينيه وتفرقه في المعامله وخلقت طبقه من المنحطين جينيا وهذا من احط وابشع انواع العنصريه و ذلك علي عكس ما توصلت إليه الدكتور مصطفي محمود والعالم المصري الدكتور زويل اللذان توصلا من خلال ابحاثهما إلي غير ذلك تماما ونفا ما توصلت إليه الأبحاث الأمريكيه في هذا الشأن وأكدوا أن هذه ثوره علميه عبثيه تؤدي إلي خلق طبقه حاقده وناقمه علي المجتمع ولا تتفق مع الواقع وأكد الدكتور زويل أن الجينات وحدها ليست مسؤوله عن الطبيعه الانسانيه بل البيئه المحيطه به لها تأثير قوي علي تكوين الإنسان ٠٠٠وويل العرب من هذه الثوره العبثيه التي ترسل رسائل منذره بالخطر في حالة فشل الثوره
٣٠ يونيه أكدت علي قوة وإرادة شعب اشتهر بثوراته حينما أرغم كلا من انجلترا وفرنسا اكبر قوتين حينذاك علي الخضوع له وتنفيذ مطالبه أثناء الثوره العربيه التي اتحد الجيش فيها الجيش مع الشعب لصد الاحتلال البريطاني شعب إستطاع أن يخضع اليونان لحكم الدوله العثمانية حينما أراد الاستقلال عنها وكانت هذه اول تجربه له حين استعان بهم محمد علي في حروبه في اليونان وأثبت أنه أكفأ وأخلص من الأتراك والارناؤود الذين تمردوا علي محمد علي وتآمروا عليه
لذا نحن العرب أحوج ما نكون الي خلق مجتمعات قويه قادره لها دور فعال في مقاومة هذه العنصرية وإعداد جيل قوي بل اجيال لا تضطرب خطاها لها آذان صاغيه وقلوب واعيه لمخاطر القوي المتآمره جيل يكون في غاية الحذر واليقظة لا يتأثر بالآراء الرائجه يمحص ويدقق ولا يقبل إلا ما يتفق مع قيم مجتمعه وان يتمسك بهويتة وخصائصه٠٠ يتجه للواقع بعقلانيه وبمنطق رصين وتأسيس عقيده الوحده لديه لحماية نفسه ومجتمعه من التشرذم والفرقة وعليه النهوض الفكري والسياسي والعلمي ٠٠فما زال بأيدينا ان ندافع عن حضارتنا وعن هويتنا العربيه ونحميها ان صحت النوايا ولا نسلم انفسنا لصناع العنصريه بأجنداتهم ليشكلونا ويرسموا خطي مسيرنا لأن وصلت إليه مصر ليس بمحض الصدفة وإنما اقتحمت مصر الأهوال بلا تردد ودفعت الثمن غالي من حياة أبنائها حتي بلغت غايتها وحققت هدفها الذي ينشده الشعب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى