إستراتيجية دولية للإيسيسكو للحفاظ على “العربية”.. ونشرها عالميا
توطين الحرف القرآني.. و"مشكاة" للتدريب "الافتراضى"
كتب /مصطفى ياسين
تولى منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) خدمة اللغة العربية اهتماماً كبيراً، وفى سبيل ذلك تقوم بدور كبير ومترابط الحلقات في مجال خدمة “العربية” ونشرها على الصعيد العالمي، والنهوض بتعليمها وتنمية مهارات العاملين في المجال داخل العالم الإسلامي وخارجه؛ وذلك تماشيا مع ميثاق الإيسيسكو الذي ينص على “وضع الخطط، ودعم المشروعات المناسبة لتطوير الثقافة الإسلامية والتعريف بها، والعمل على نشر تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها”.
وتسخر الإيسيسكو كل طاقاتها وكوادرها المتخصصة من أجل خدمة اللغة العربية في الميادين كافة، وعلى جميع الأصعدة، ومن هنا فقد تنوعت برامجها ومشاركاتها في شتى المجالات.
يشير د. سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، إلى أنه يمكن تحديد أهم إنجازات الإيسيسكو في مجال تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها في: عقد ورشات عمل ودورات تدريبية في مجال اللغة العربية للناطقين بغيرها، حيث نفذت الإيسيسكو منفردة أو بالتعاون مع بعض المؤسسات المهتمة بالمجال على مدى ثلاثة عقود أكثر من (270) ورشة عمل ودورة تدريبية وملتقى تكوينيا، استفاد منها حوالي (7500) مستفيد من المعلمين والموجهين والمشرفين التربويين الوطنيين في معظم الدول الأعضاء الناطقة بلغات غير العربية، وعدد كبير من المؤسسات التربوية والثقافية بالعالم الإسلامي.
شراكات استراتيجية
يضيف د. المالك: كذلك هناك إيفاد مدرسي اللغة العربية إلى الدول الأعضاء، فقد أشرفت الإيسيسكو، بالتعاون مع عدد من الجهات المانحة والمتعاونة، على إيفاد (900) أستاذ متخصص في مجال اللغة العربية للناطقين بغيرها إلى تسع وعشرين (29) دولة في الفترة بين 1985 إلى 2018. فضلاً عن تنظيم مؤتمرات وندوات وملتقيات علمية في مجال اللغة العربية، ففي إطار الشراكة والتعاون مع المؤسسات والمنظمات المتخصصة ذات الاهتمام المشترك باللغة العربية، نفذت الإيسيسكو، منفردة أو بالشراكة، على مدى 30 عاما (50) حدثا ما بين مؤتمرات وندوات وملتقيات دولية.
وكذلك إصدار مؤلفات في مجال اللغة العربية، حيث اهتمت الإيسيسكو منذ نشأتها ببناء رصيد أكاديمي وتربوي في مجال اللغة العربية. وقد أصدرت الإيسيسكو منفردة أو بالشراكة مع المؤسّسات والهيئات العربية والإسلامية ذات الاهتمام المشترك (95) إصدارا لكبار الباحثين والخبراء المتخصصين في هذا المجال. وتنوعت هذه المؤلفات بين الدراسات التحليلية، والدلائل الاسترشادية، والمناهج التوجيهية، والكتب العلمية والتعليمية.
مراكز تربوية
يستطرد د. المالك: وتتوسع أنشطتنا فتشمل إنشاء مراكز الإيسيسكو التربوية والأقطاب التدريبية والكراسي الجامعية المتخصصة، ففي إطار توجهات الإيسيسكو الاستراتيجية الداعية إلى تعزيز الاهتمام بالبرامج التربوية الكبرى التي تلبي حاجات الدول الأعضاء، أنشأت المنظمة مركزين تربويين في تشاد وماليزيا، وقطبين تدريبيين في نيجيريا وبنين، وكرسيين جامعيين متخصصين في غينيا وباشكورتستان الروسية، وهي بصدد افتتاح قطب تدريبي ثالث في أوزبكستان.
وبجانب هذا تم إطلاق جوائز الإيسيسكو في مجال اللغة العربية، حيث أعلنت الإيسيسكو في السنوات الثلاث الماضية عن ست جوائز في مجال اللغة العربية، وهي: جائزة الإيسيسكو “بيان” للإبداع التعبيري باللغة العربية، 2020. جوائز الإيسيسكو الإبداعية في (كتابة القصة القصيرة، والرسم، والموسيقى)، 2020. جائزة الإيسيسكو “بيان” للإبداع التعبيري باللغة العربية في دورتها الثانية، 2021 جائزة الإيسيسكو للخط العربي والزخرفة والمنمنمات، 2021. جائزة الإيسيسكو للشعر النسائي “قصيدة عام المرأة، 2022. المسابقة الشبابية لصناعة محتوى رقمي لتعلم اللغة العربية، 2023.
إضافة إلى إذاعة الدروس المفتوحة لتعلم اللغة العربية على منصات الإيسيسكو، فتعد هذه المبادرة أحد أنشطة البرنامج التعليمي المفتوح على الإنترنت، وقد بدأ المشروع مع انتشار جائحة كوفيد-19؛ بهدف توفير بدائل تعليمية في فترة الإغلاق المدرسي دعما لجهود الدول الأعضاء والمجتمع الدولي في الحد من انعكاسات الجائحة على مجالات التربية والعلوم والثقافة. ويندرج تحت المشروع برنامجان: “تعلم العربية، كن ماهرا بها في بيتك”، وهو برنامج مفتوح لتعليم اللغة العربية عن بعد، موجه إلى طلاب اللغة العربية من الناطقين بلغات أخرى.
“زدني علما”، وهو برنامج موجه لفائدة مدرسـي اللغـة العربية، حيث يتيح المجال لمُدرّسي اللغة العربية لتوجيه أسئلتهم واستفساراتهم إلى نخبة من كبـار الخبـراء المتخصصيـن المتعاونين مع الإيسيسـكو للإجابة عنها ومناقشتها من خلال سلسلة فيديوهات.
وقال د. المالك: لم نكتف بهذا فقط بل أطلقنا مشروع كتابة اللغات الإفريقية المحلية بالحرف العربي، ويهدف إلى توطين الحرف القرآني وترسيخ وجوده وتفعيله في مؤسسات التعليم العامّ ومحو الأمّية وربطه كتابة وقراءة بتعليم اللغة العربية وتلاوة القرآن الكريم وتوظيفه في تنمية المجتمعات الإفريقية، ومن جملة مخرجات المشروع: إعداد (15) دليلاً لتدريس خمس عشرة (15) لغة إفريقية؛ (15) كتبيا للتدريب على الكتابة والقراءة لخمس عشرة (15) لغة إفريقية؛ (15) كتابا للقراءة في الثقافة العالم الإسلامي للدارسين باللغات الإفريقية مترجمة من كتب التراث العربي؛ عقد (15) حلقة تدريبية في كل من: معهد ابن بطوطة بجمهورية بنين، وجامعة الدلنج، ومركز الإيسيسكو في تشاد، وجامعة سنار، وجامعة دنقلا، وجامعة البحر الاحمر، وجامعة نيالا.
أضاف: كما تم إنشاء مركز الإيسيسكو للغة العربية للناطقين بغيرها
إيمانا من الإيسيسكو برسالة اللغة العربية النبيلة ودورها العالمي في التبادل الثقافي والتربوي والمعرفي، ووعياً بما يواجهه مجال تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها وتعلمها من تحدياتٍ، قامت المنظمة، بقرار من مجلسها التنفيذي في دورته الأربعين في أبوظبي شهر يناير 2020، بإنشاء مركز الإيسيسكو للغة العربية للناطقين بغيرها ضمن مراكزها المتخصّصة، ليكون مركز ريادة وبيت خبرة في بناء القدرات الوطنية المشتغلة في مجال اللغة العربية عامة واللغة العربية للناطقين بغيرها خاصة.
كما تم تأسيس منصة “مشكاة” للتدريب في مجال اللغة العربية للناطقين بغيرها، وسعيا نحو الانتقال والتحول إلى منظومات الأتمتة والرقمنة والأنشطة ذات الطابع التكاملي بين الحضوري والافتراضي، تم إنشاء منظومة الإيسيسكو- حمدان بن راشد للغة العربية للناطقين بغيرها “مشكاة” للتدريب عن بعد؛ بهدف تمكين العاملين في هذا مجال تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها، من تحقيق استفادةٍ أشمل من البرامج التدريبية والتأهيلية بالاستعانة بتكنولوجيا المعلومات والاتصال المرئي والتقنيات الرقمية والوسائل السمعية البصرية.