الإعلامى محمد عزيز يحصل على الدكتوراه في تسوية النزاع بين أذربيجان وأرمينيا بجامعة الزقازيق
كتب -د. أسامة زايد
حصل الزميل الإعلامي محمد عزيز كبير المذيعين بالإذاعة المصرية على درجة الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى من كلية الدراسات والبحوث الآسيوية جامعة الزقازيق بعنوان دور الأمم المتحدة فى تسوية النزاعات الإقليمية إقليم ناجورنو كاراباخ
وتكونت لجنة الحكم والمناقشة من الأستاذ الدكتور سلوى فراج استاذ العلوم السياسية جامعة قناة السويس عميد كلية التجارة مشرفا والأستاذ الدكتور .هشام بشير وكيل كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة بني سويف مناقشا والأستاذ الدكتور رشا عطوة عبدالحكيم رئيس قسم العلوم السياسية بكلية التجارة جامعة قناة السويس مناقشا
وتناولت الدراسة جذور الصراع فى إقليم ناجونوكاراباخ بين أرمينيا وأذربيجان والذى بدا في عام 1988م و ما خلفته الحرب من دمار شامل فى الإقليم وسقوط الاف من القتلى و الجرحي ودور القوة الإقليمية الفعالة روسيا وتركيا وفشل المفاوضات أكثر من مرة في أن تقود للتوصل إلى معاهدة سلام دائم ، واعلان كراباخ جمهورية مستقلة، مما أدى إلى تصاعد الصراع وتحوله إلى حرب شاملة ولم يتم الاعتراف بدولة “الأمر الواقع” من الخارج، وصدور عدد من قررات مجلس الأمن وأحكام لمحكمة العدل الدولية، وتم تسوية النزاع بتوقيع اتفاق للهدنة بينهما برعاية روسيا الاتحادية، بعد أن قامت أذربيجان بالعملية العسكرية في سبتمبر 2023م
أهم النتائج التى توصلت لها الدراسة
1- لم يكن التنظيم الدولي وليد العصر الحديث ولكن ظهرت ملامحه في كل العصور التاريخية، من العصر القديم عند الفراعنة في معاهدة رمسيس الثاني مع الحيثيين، وعند الإغريق في علاقات المدن اليونانية مع بعضها البعض، وفي زمن الحضارة الرومانية الذي اتسم بالقوة وفرض معاهدات علي البلاد التي يسيطر عليها جيش الرومان، ومع ظهور الإسلام دين الرحمة والإنسانية والحضارة، كانت علاقات الأمة الجديدة بالدول الأخرى تقوم على مبدأ وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله .
2- تشكلت ملامح التنظيم الدولي في العصر الحديث وتوجت بإنشاء منظمة دولية في عام 1919م بعد الحرب العالمية الأولى وما خلفته من دمار وخراب على الإنسانية في كل مكان، وهي عصبة الأمم .
3- فشلت عصبة الأمم في تحقيق أهدافها، بسبب عدم وجود قوى كبرى من ضمن أعضائها وهي الولايات المتحدة الأمريكية، وانسحاب عدد من الدول الفاعلة منها أضعف الإجماع الذي كان مفترضًا أن يدعم قدرة العصبة للتصرف بفاعلية وحسم، فعجزت عن تسوية النزاعات، مما أدى إلى وقوع الحرب العالمية الثانية 1939م، ليقع العالم تحت وطأة العنف والقتل حيث راح ضحيتها الملايين .
4- عكف قادة الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية وهم دول الحلفاء، على تأسيس منظمة دولية جديدة أكثر فاعلية من عصبة الأمم التي سقطت باندلاع الحرب العالمية الثانية، وبعد مؤتمرات متعددة توصلوا إلى إنشاء الأمم المتحدة عام 1945م، وفق رؤية هذه الدول فظلت منذ إنشائها أسيرة رغبات ومصالح هذه الدول.
5- كان الفصل في النزاعات الدولية هو نفوذ القوى الكبرى في العالم، وليس تدخل وقرارات الأمم المتحدة لتسوية هذه النزاعات، لتكون هذه القوى بديلًا للمنظمة الدولية، كما في نزاع ناجورنوكاراباخ حيث قامت روسيا الاتحادية بهذا الدور في التوصل لاتفاق على هدنة بين الطرفين المتنازعين، واقتصر دور الأمم المتحدة بمباركة هذا الاتفاق .
6- عدم قيام الأمم المتحدة بدورها في نزاع كاراباخ جعله من النزاعات الممتدة منذ مائة عام، وأتاح الفرصة لقوى إقليمية للتدخل ومساندة طرف ضد الآخر مثل دعم تركيا وإسرائيل لأذربيجان في عام 2020م، مما ساعدها في استعادة أراضيها المحتلة منذ عام 1992م في الحرب الأولى .
7- إقليم ناجورنوكاراباخ أرض أذربيجانية باعتراف الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، ولكن غالبية سكانه من الأرمن، وأدت العملية العسكرية التي قامت بها أذربيجان في الإقليم في سبتمبر 2023م إلى حسم النزاع وفرض سيادتها على أرض إقليم كاراباخ، وتمت عملية تهجير اختياري لملايين من سكان الإقليم إلى أرمينيا خوفا من التطهير العرقي رغم رسائل الطمأنة من قبل أذربيجان، وأعلنت السلطة المحلية تفكيك نفسها مع مطلع العام 2024م، لتنتهي مرحلة طويلة من هذا النزاع، لكن ستظل عيون سكان كاراباخ النازحين إلى أرمينا، تتعلق بأرضهم ووطنهم حتى تتسنى الفرصة لهم للعودة إليه مرة أخرى،أو تتدخل القوى الدولية الفاعلة في النزاع لتسويته وفقًا لأحكام القانون الدولي.
توصيات الدراسة
1- ضرورة البدء في عملية إصلاح هيئة الأمم المتحدة، التي أصبحت من الموضوعات المهمّة نتيجة التغيرات التي فرضتها العلاقات الدولية على المجتمع الدولي، فكان من الواجب إصلاح أجهزة الأمم المتحدة اَلمتمثلة بمجلس الأمن بوصفه المسؤول عن حفظ الأمن والسلم العالميين، وإصلاح الجمعية العامة نظرًا لعدم الإلزامية في قراراتها، بناءً على مبادئ سيادة القانون، واحترام المصالح المشتركة .
2- عقد مؤتمر دولي، تشارك فيه جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وذلك من أجل وضع آليات الإصلاح في المنظمة، ومن أجل إجراء تغيير في ميثاق الأمم المتحدة بما يتناسب مع عملية الإصلاح، وذلك من أجل تطويرها و تفعيلها لمواكبة التغييرات والتحولات، التي حدثت وتحدث في العالم، لحماية البشرية من التهديدات الكبيرة التي تفوق الحروب السابقة.
3- إجراء إصلاحات على هيكلة الأمم المتحدة لا سيما العضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي، من خلال إدخال أعضاء جدد إليه من قارات مختلفة، مع الأخذ بعين الاعتبار حجم الدولة وعدد سكانها، إذ إن التركيبة الحالية لمجلس الأمن لا تعكس بالضرورة قوة الدولة أو أهميتها على صعيد العلاقات الدولي، وحق النقض الفيتو للقضايا أو الأمور التي يجب أن يتفق عليها المجتمع الدولي، لأن بقاءه دون تغيير يمثل معوقًا لعمل المنظمة وتطورها.
4- تفعيل دور الجمعية العامة للأمم المتحدة بحيث تكون قرارتها ملزمة وذات طابع شمولي، عندما لا يستطيع مجلس الأمن التوصل إلى حل نهائي في مسألة تمس الأمن والسلم الدوليين، فلا يعقل أن تبقى مجموعة قليلة من الدول تتحكم في مسيرة العلاقات الدولية سيما أن عدد الدول الأعضاء في الأمم المتحدة (193 ) دولة من مجموع العالم، وبالتالي فإن القرارات التي تصدر عن الجمعية العامة هي قرارات أكثر دقة وموضوعية، ولا تستند فقط إلى مصلحة الدولة، بقدر ما تعبر عن حالة قائمة تستدعي الموضوعية، تعطي مصداقية أكبر لهذه القرارات تعبيرًا عن ديمقراطية أممية، هذا إلى جانب أنها تؤكد على مبدأ مهم من مبادئ المنظمة الدولية، والمتمثل في المساواة في مستوياته المختلفة.
5- يجب معالجة كل القضايا سبب النزاع بين الدولتين، وفي مقدمتها المصير النهائي لإقليم كاراباخ الأذربيجاني ذات الأغلبية الأرمينية، بتطبيق الحكم الذاتي على الإقليم مع استمراره تحت السيادة الأذربيجانية، والتوافق على تشغيل الممرات الاستراتيجية خاصة ما يتعلق منها أنابيب الطاقة العابرة، بما يحقق مصالح الدولتين والدول الأخرى في المنطقة، وتوقيع اتفاق سلام دائم بين الدولتين أذربيجان وأرمينيا، يضمن العودة لسكان الإقليم النازحين بالملايين لأرمينيا بعد عملية أذربيجان العسكرية في سبتمبر 2023م، وغير ذلك سيعود النزاع بينهما طبقًا لتغير ميزان القوى لصالح إحدى الدولتين على حساب الأخرى، ومصالح القوى الإقليمية والدولية في منطقة جنوب القوقاز، متمثلة في طرفي النزاع في الحرب الأوكرانية وهما روسيا الاتحادية ومعها الصين ودول المعسكر الشرقي والطرف الآخر هو الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوربي وأوكراني