وزيرة البيئة تبحث مع السفير الهولندي سُبل تعزيز الشراكة في الإستثمار البيئي والمناخي
كتب : أحمد عبد الحليم
إلتقت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، مع السفير الهولندي لدى مصر بيتر موليما، لبحث سبل التعاون الثنائي بين البلدين في مجال البيئة وتعزيز الشراكات في الإستثمار البيئي والمناخي، وذلك بحضور السفير رؤوف سعد مستشار وزيرة البيئة للإتفاقيات مُتعددة الأطراف، والسيدة دنيا توكل مسئول سياسات المناخ بالسفارة، وعدد من قيادات وزارة البيئة.
وأشارت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة خلال اللقاء، إلى التطور الذي شهده قطاع البيئة في مصر مؤخرًا، في إطار توجيهات القيادة السياسية بتغيير لغة الحوار حول البيئة، من خلال دمج بعد البيئة والمناخ والتنوع البيولوجي في مختلف قطاعات التنمية، وتغير النظرة للبيئة لتكون مُحفز للإقتصاد، حيث تعاونت وزارة البيئة عام ٢٠١٩ مع وزارتي التخطيط والمالية لإصدار أول معايير للإستدامة البيئية في مصر، لدمجها في الموازنة العامة بهدف طموح بالوصول إلى ١٠٠٪، من المشروعات القومية خضراء بحلول ٢٠٣٠، وأيضًا إعلان أول سندات خضراء في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لتنفيذ مشروعات خضراء.
وتحدثت وزيرة البيئة، عن خطوات مصر نحو دمج البيئة والمناخ في قطاعات التنمية، وكان أهمها وضع المجلس الوطني للتغيرات المناخية تحت رئاسة السيد رئيس مجلس الوزراء، وبعضوية مختلف الوزارات والجهات المعنية، وأيضًا التركيز على الإقتصاد الدوار في الاستثمار، والبحث عن أفضل الحوافز لتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في مجالات البيئة، حيث تم إطلاق أول منتدى للإستثمار البيئي والمناخي في سبتمبر الماضي، تسليط الضوء على الفرص الواعدة للإستثمار في هذا المجال.
ولفتت الدكتورة ياسمين فؤاد، إلى دور مصر على المستوى الدولي في ضوء إلتزاماتها فيما يخص التنوع البيولوجي والمناخ، حيث إستضافت مؤتمرين هامين وهما، مؤتمر إتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي COP15 في ٢٠١٨، ودورها في وضع مسودة الإطار العالمي للتنوع البيولوجي لما بعد ٢٠٢٠، ومؤتمر المناخ COP27 في ٢٠٢٢، والخروج لأول مرة بصندوق للخسائر والأضرار، لتستمر مصر في القيام بدورها كلاعب إقليمي ودولي، ودعم الأشقاء العرب والأفارقة في البحث عن أفضل سبل حماية البيئة.
كما أشارت وزيرة البيئة، إلى مجالات التعاون ذات الأولوية مع الجانب الهولندي، ومنها مجالات المياه والزراعة التي تعد من الأولويات الوطنية، واحد المجالات الهامة في الإستراتيجية الوطنية للمناخ ٢٠٥٠ وخطة المُساهمات الوطنية المحدثة، وأيضًا في إطار برنامج نوفي لمشروعات رابطة الطاقة والمياه والغذاء، لتشجيع القطاع الخاص على الإستثمار في هذه المجالات بالربط بين مشروعات التخفيف والتكيف مع تغير المناخ، لمواجهة تأثير المناخ على المياه والمحاصيل وصغار المزارعين، مُشيرة إلى قصة النجاح في التعاون المصري الهولندي في تنفيذ مشروع تعزيز التكيف مع آثار تغير المناخ في الساحل الشمالي ودلتا النيل بالاستفادة من التكنولوجيا الهولندية.
وتحدثت وزيرة البيئة أيضًا، عن قطاع إدارة المُخلفات وهو مجال واعد للتعاون وخاصة في مجال تحويل المُخلفات لطاقة، من خلال بحث فرص التعاون مع القطاع الخاص في هذا المجال، وإستكمال قصة النجاح بالإستفادة من التكنولوجيا الهولندية في أول مشروع لتحويل المُخلفات لطاقة في مصر، خاصة مع جهود تهيئة المناخ الداعم بإصدار التعريفة المُغذية وتحديد مواقع تنفيذ المشروعات والإنتهاء من صيغة التعاقد، إلى جانب إمكانية التعاون في مجال الإقتصاد الحيوي.
وفيما يخص رؤية مصر لمؤتمر المناخ القادم COP29، أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد، حرصها على إستكمال العمل على حشد التمويلات وإتاحتها للدول لمُواجهة آثار تغير المناخ، وتفعيل صندوق الخسائر والأضرار أحد أهم ثمار مؤتمر المناخ COP27، من خلال مساعدة الدول النامية على تقييم تأثير المناخ على إقتصادياتها، وتحديد حجم الخسائر والأضرار، وتحفيز الدول المُتقدمة على تقديم مزيد من الموارد المالية، وذلك أيضًا في إطار حرص مصر على دعم القارة الإفريقية ورفع مُطالبها وإحتياجاتها، بالإضافة إلى العمل على الخروج بالهدف العالمي للتكيف.
وأشارت وزيرة البيئة أيضا، إلى إمكانية التعاون في مجال تقليل الإنبعاثات الكربونية، خاصة وأن وزارة البيئة تتعاون مع وزارتي البترول والكهرباء لوضع خطة مستقبلية في هذا المجال، وتشارك وزارة البيئة بيوم الحياد الكربوني ضمن مؤتمر “إيجيبس” مصر للطاقة، حيث أشار السفير الهولندي، إلى إهتمام بلاده بتحقيق هدف الإنتهاء من إستخدام الوقود الأحفوري بحلول ٢٠٥٠ والتحول للطاقة الخضراء وتقليل الإنبعاثات الكربونية، ونحرص على دعم الدول النامية للوصول لهدف الإنتقال العادل للطاقة في ظل التحديات التي تواجهها، إهتمام بلاده بالتعاون مع مصر في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر، وإقتناص الفرص الإستثمارية به، بإعتبارها من الدول الواعدة في هذا المجال.
ومن جانبه، أكد السفير الهولندي بيتر موليما، على إهتمام بلاده بتعزيز التعاون مع مصر، في ظل الدور القيادي الذي تلعبه في المنطقة، وخاصة في مجال صون الموارد والحفاظ على البيئة بإعتبارها المجالات ذات الأولوية على أجندة السياسات الهولندية، والتعرف على الأولويات الوطنية كفرص واعدة للشراكة والتعاون، وفرص خلق شراكات بين القطاع الخاص الهولندي والمصري.
وأشار السفير إلى الفرص الواعدة للإستثمار في مجال البيئة والمناخ في مصر، حيث زار مصر مؤخرًا وفد من ٢٥ شركة هولندية، لبحث فرص الشراكة مع الحكومة والقطاع الخاص المصري في مجالات الزراعة والطاقة وتحويل المُخلفات لطاقة، من خلال تقديم الإستثمارات والتكنولوجيا الهولندية، كما يتم دراسة مُتطلبات السوق وتسليط الضوء على الفرص الواعدة للإستثمار، بالإضافة إلى حرص هولندا على تقديم عدد من برامج الزمالة والفرص التدريبية، لبناء القدرات وتبادل المعرفة ونقل التكنولوجيا.
وبحث الجانبان التعاون في تنفيذ برنامج تعاون ثنائي لدعم المناخ الداعم لعقد شراكات بين القطاع الخاص للبلدين، ودعم نقل المعرفة والتكنولوجيا في إطار إستضافة مصر لمركز التميز الإفريقي للمرونة والتكيف المعني ببناء القدرات والتكنولوجيا لإفريقيا، وفرص التعاون في توطين التكنولوجيا بالمنطقة الإقتصادية لقناة السويس، وأيضًا إعداد خطة عمل الإدارة المُتكاملة للمناطق الساحلية من خلال الدعم بالدراسات وبناء القدرات.