فى المؤتمر الـ12 لـ”الاتحاد العربى للشباب والبيئة”: الأمن المائى والغذائى.. “خط أحمر” لحماية الأمّة
تبادل المنافع.. أفضل وسيلة للتقارب الشعوبى
كتب- مصطفى ياسين
رسَّخ “الاتحاد العربى للشباب والبيئة”، بقيادة د. ممدوح رشوان- أمينه العام- مبدأ “أجيال بتسلِّم أجيال” من خلال إعداده وتأهيله لأجيال جديدة بـ”ضخِّ” الدماء الجديدة فى عضويته وإفساح المجال كاملا أمامهم لإدارة واستنباط التوصيات التى يتولى القادة عرضها على المسئولين وصناع القرار فى الاجتماعات الوزارية على مستوى جامعة الدول العربية.
وبرز هذا المبدأ فى المؤتمر الـ12 الذى أُقيم مؤخرا لمدة أسبوع بعنوان “الماء والأمن الغذائى.. قضايا حياة”، برعاية د. أشرف صبحى- وزير الشباب والرياضة- ومحافظى أسوان والأقصر، تحت مظلَّة جامعة الدول العربية واليونيسيف ومشاركة وزارات البيئة، الثقافة، الموارد المائية والرى، السياحة والآثار، الأكاديمية العربية للنقل البحرى، المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة- الأكساد، شركتى مياه الشرب والصرف الصحى بأسوان والأقصر، ترجمة لتوصيات مجلسى وزراء المياه والبيئة العرب الأخير بالرياض.
بمشاركة 300 شاب وفتاة يُمثِّلون عددا كبيرا من الجامعات والمعاهد العُليا- حكومية وخاصة، مصرية وعربية- فضلاً عن وفود شبابية من ١١ دولة عربية، أبرزها: تونس، الجزائر، السعودية، اليمن، الكويت، الأردن، ليبيا، لبنان، السودان، ومشاركة فلسطينية متميّزة، ليثبت الفلسطينيون أنهم هم الباقون رغم ما يتعرضون له من حرب إبادة من الاحتلال والعدوان الصهيوني بشكل مستمر.
فقد خلص الشباب، بعد استعراض متميّز لمختلف القضايا المتعلّقة بالأمن المائى والغذائى، إلى مجموعة من التوصيات، أهمها: استباط أصناف جديدة من المحاصيل تستهلك مياهًا أقلّ وتعطي إنتاجية أعلى وعائدا كبيرا، استخدام التكنولوجيا الحديثة في الزراعة والري، استكمال مشروع قناة جونجلي في جنوب السودان لزيادة حصة مصر والسودان من المياه لحل مشاكل الأنهار، إنشاء منظمة عالمية “تكتل دولي” لاستثمار موارد المياه العذبة على سطح الأرض.
وأهمية تطوير الصرف الصحي والزراعي لاستخدامها في الري، الاشتراك مع الدول المجاورة في استغلال الأراضي الصالحة للزراعه للمصلحة العامة. توقيع اتفاقيات مع دول الحدود في إمداد مصر بالماء فى مقابل تزويدهم بالمحاصيل. التخلّص من كل أشجار الزينة لأنها تستهلك الكثير من الماء واستبدالها بأشجار مثمرة. التوسع في الزراعة العضوية منتجاتها للخارج بما يزيد من حجم الاقتصاد. عمل حملات توعية للشباب في المدن والقري والجامعات عبر وسائل الإعلام المختلفة حتي نتمكن من نشر الوعي بين الناس.
الهوايات الشبابية
كما أفسح “الاتحاد” المجال أمام مختلف الهوايات لدعمها وتشجيعها- فى قاعات المدينة الشبابية بأسوان والأقصر واللتين يديرهما الشباب بكل كفاءة وتميّز- فألْقَت الطالبة حنين محمود زَعْرب- فلسطينية، بجامعة الأقصى، كلية التربية- قصيدة ألهَبَت مشاعر الحضور الذين ضجَّت القاعة بتصفيقهم ودموع بعضهم، حين قالت: ألم يكفيك أيتها الحرب؟ صَلْبَ أرواحنا تحت نارك مائة وأربعين يوما، وهدر أوقاتنا بالفواجع السوداء! كم تحتاجين من دمنا لتنتهي؟ ترجعين عن حدائقنا المقصوفة! وعن حاراتنا المدمرة! وعن أسماء أحبّتنا الكثيرة! يكفيك أيّتها الحرب، أن تبكي أمٌ على أولادها الأربعة وقَدَمُها مدفونة معهم، دون نعش، دون جنازة، دون عزاء! يكفيك أيتها الحرب ثلاثين ألف روح جندلتها يداك، وخمس مدن طارت بلا أجنحة، يكفيك أيتها الحرب، لترحلي ونعود إلى أحلامنا، لترحلي ونرجع إلى أيامنا، ونعيد للحياة في غزة، ونعيد الأماكن إلى فلسطين. هنا في غزة الآن، يمر نهر الدماء من تحتهم. لا.. لن نموت بصمتنا، ولن نترك للموت شهوة انكسارنا، إما حياتنا كرامة وإما موتنا شهادة
العلاقات العربية
وأكد الوفد الكويتى على الروابط العربية- العربية، وانطلاقاً من العلاقات القويّة بين الشعبين المصرى والكويتى، والتى تُعزِّزها العلاقات الأخويّة بين الزعيمين الرئيس عبدالفتاح السيسى وسمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، قام بتكريم العديد من رموز المنتدى والإعلام المصرى والمحاضرين من الخبراء.
أشار هاني رفعت عبدالراضي- رئيس الوفد الكويتى- أن فريق البيئة وخدمة المجتمع برعاية السيد عبدالله الصايغ- رئيس مجلس إدارة شركة خدمات التعليم الإلكترونى- أوفد مجموعة من الطلبة المتميّزين عِلمياً وسلوكيا، يُمثِّلون أقرانهم الذين يشتركون جميعا في هذا الخُلُق الكريم، وهم: عبدالرحمن نايف، مبارك حمد، بندر الشمرى، عبدالله حسين، عبدالعزيز عبدالله، محمد أسامة زيد، على عبدالعلاوش، ناصر عبدالمحسن، عبدالعزيز خليف، حبيبة أحمد..
فيما أكد وليد أحمد السمان- المشرف- أن الوفد حرص على زيارة بعض المستشفيات والمراكز الطبية المتخصّصة، مثل مستشفى الاورمان، ومركز مجدى يعقوب، والتبرّع ببعض المبالغ المالية، خلال تواجدهم فى مدينتى أسوان والأقصر، تجسيدا لقيم ومبادئ الإنسانية والأديان السماوية من التكافل الاجتماعى والترابط والمواساة فى الأفراح والأتراح، وغَرْس ذلك في الأجيال الجديدة بما يعزِّز العلاقات العربية ويقوّى المشاركة المجتمعية التطوّعية.
بينما أضفى الوفد الأردنى وعلى رأسهم: صلاح أبو صينى، أحمد ربابعة، راشد ربابعة، سفيان الصمادى، حالة خاصة من البهجة والابتسام وتبادل الاغانى التراثية بين البلدين.
فيما كان للوفد الجزائرى حضور قوى ومميز علميا، بمشاركة د. سعيد رمضان، محمد حجام، محمد ندير.
ترجمة عملية
وفى ترجمة عملية لتنفيذ أهداف ورؤى الاتحاد العربي للشباب والبيئة، قام أعضاء المؤتمر بزيارة إلى منطقة غابة الأشجار الخشبية التى تُسَقَى بمياه الصرف الصحى المعالَج، لزراعة بعض الأشجار بيد الوفود العربية المشاركة تعبيرا عن التعاون العربى المشترك، وخاصة في مجال الحفاظ على البيئة وتحقيق التنمية المستدامة. وكنوع من التشجيع وردّ الجميل لمسئولى الغابة الشجرية، وتكريمهم بمنحهم الدروع والميداليات، قدّم د. ممدوح رشوان، أمين عام الاتحاد، د. بثينة الحاجى، عضو مجلس الإدارة عن تونس، عدداً من الدروع والميداليات التذكارية لبعض المسؤولين.
وأشاد اللواء أحمد محمد رمضان- رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحى بالأقصر- بالدور المجتمعى والخدمى الذى يقوم به الاتحاد.
وأشار م. محمد فوزى- مدير عام الصرف الصحى- إلى أن مثل هذه الأفكار الإبداعية في استثمار الثروات الطبيعية والتخلّص الآمن من المخلّفات بكل انواعها، هو ما نحتاجه لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر ٢٠٣٠.
أوضح م. عوض شفيق، استشارى الغابات الشجرية، أن فكر زراعة الأشجار الخشبية كانت بداية تنبع من استغلال مياه الصرف والتخلّص الآمن منها، لأن العائد لا يؤتِى ثماره إلا بعد ٢٥ سنة، رغم كون أشجارها ذات أنواع قيّمة وعالية الجودة والثمن، وهى تتم عبر المعالَجة الثنائية التى سمحت لنا بزراعة بعض الأشجار المثمرة وتوريدها إلى وزارة الزراعة كنوع من تقاوى الإكثار، وهى تحقق عائدا سريعا، ترجمة لاتّجاه الدولة.
وأكد كل من م. محمد علي احمد، مدير الغابات، م. عادل عزب احمد، م. عبدالعزيز، احمد كامل، المشرفين، أن الغابات تحظى بعناية فائقة من قبل المسؤولين نظراً لأهمية التخلّص الآمن والمنتَج لمياه الصرف، وللإسهام فى قضايا الحفاظ على البيئة المحيطة والمناخ.
واستعرضت د. سيلينا- ممثلة اليونيسيف- جهود ودور المنظمة فى مجال الحفاظ على البيئة والتراث.
ووصف د. إيهاب عبدالعزيز- مدير برنامج المياه والإصحاح البيئى بمنظمة اليونيسيف- مشاركى المؤتمر بالجدّيّة والمثابرة ما يزيد الفائدة والنفع خدمة للمجتمع.
وأشاد د. كريم محمد مصطفى- ممثل جامعة الدول العربية- بتبادل الخبرات والتجارب الحياتية بين الشباب لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤية مستقبلية طموحة.
المشاريع العملاقة
ودعا صلاح رشوان- مدير الشباب والرياضة بالأقصر- الشباب للتعرف على المشروعات التنموية العملاقة في مصر حالياً، معلنا بدء مشروع استغلال رَوَث الخيول كسماد عضوى، وشتلات القصب، تجفيف المشروعات الزراعية طماطم، وتبطين القنوات الصغيرة الأقل من الترع، كلها مشاريع حصلت على تمويل لجمعيات صغيرة للتنفيذ، وتنفيذ توجيهات الوزير باستثمار المساحات الشاسعة فى المراكز والمدن الشبابية للزراعة.
تكريم خاص
وتقديرا لجهود الزميل مصطفى ياسين فى تغطية فعاليات المؤتمر قام د. ممدوح رشوان- الأمين العام- بتكريمه وتسليمه درع الاتحاد، كما قامت معاهد العبور بقيادة د. عبدالله الدهشان، م. وليد الدهشان، بتكليف مصطفى البلاسى- مدير عام شئون الطلاب- بتقليد الزميل مصطفى ياسين، ميدالية المعاهد، فى حضور طلاب المعاهد. كما كرَّمته مدارس الدانة الدولية الكويتية بميدالية خاصّة، سلّمها له رئيس الوفد هانى رفعت عبدالراضى، والمشرف وليد السمان.