أمسية رمضانية حول السيرة الهلالية بالأعلى للثقافة
كتبت / علياء عبد الرازق
تحت رعاية الدكتورة نيفين الكيلانى وزيرة الثقافة أقام المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور هشام عزمى مساء أمس الأحد الموافق 31 من شهر مارس المنقضى أمسية رمضانية نظمتها لجنة التراث الثقافى غير المادى “الفنون الشعبية” ومقررها الدكتور محمد شبانة، وحملت الأمسية عنوان: (مدارس أداء السيرة الهلالية : بمصاحبة عروض فنية لفرقة السيرة الهلالية)، وأدار النقاش الشاعر الفنان محمد بغدادى، وشارك فى هذه الأمسية عدد من المتخصصين، من بينهم الدكتور عمرو عبد العزيز، والشاعر والباحث مسعود شومان، كما تضمنت الأمسية فواصل فنية قدمتها فرقة (السيرة الهلالية)، ورواية الشاعر الشعبى عبد المعز عز الدين، وذلك فى بهو المجلس الأعلى للثقافة.
تحدث الدكتور عمرو عبد العزيز موضحًا أن السيرة الهلالية تُعد واحدة من السير الشعبية العربية الخالدة فى ذاكرة الناس وتعتبر الأكثر ارتباطًا بالتاريخ الجماعى، وتضم الآلاف من أبيات الشعر، التى تجمع بين عناصر التاريخ والأدب؛ حيث تروى قصة بطل أو مجموعة من الأشخاص، وتعكس حالة المجتمع وثقافته ومواقفه الفنية والحياتية، وهدفها الأساسى هو الإمتاع والتأثير على القرّاء، دون الاكتفاء بمجرد توثيق الأحداث التاريخية.
ثم تحدث الشاعر مسعود شومان وصفًا السيرة الهلالية بأنها إليازة العرب، وقال أننى لن أكون مبالغًا إذا قلت أنها أهم وأعظم من الإليازة لإنها ليست مجرد حروب وسيرة بدوية أو مجرد قصص تمت أحداثها بين عدد من القبائل فحسب، ولكنها تعتبر مثلما قال أحد الرواة له، حينما سأله كيف استطعت أن تحكى هذه السيرة وتلم بخفاياها، وقال كأنى كنت فى قرية خالية من كل شىء ووجدت بين يدى برتقالة ناضجة، هذا ما حدث؛ فهو فيض من الله لا أعرف كيف ومتى جاء وكأنها اُنزلت على تنزيلًا! وعن أحلامه تجاه السيرة الهلالية قال أنه يريد أن نرسم جميعًا بالتفاصيل والسرد طريق السيرة بكل البلدان التى ذهبت إليها لانها تشمل تفاصيل اجتماعية واقتصادية، ونجد فيها كل الحكمة كما نجد فيها القصيدة والمربع والموال بأنواعه، ويتجلى فيها الشكل السردى، وقال أن السيرة الهلالية لم تنل حظها الكافى؛ فأعظم الرواة الذين توارثوها ذهبوا دون أن يتم الاهتمام بهم وتكريمهم، ودون أن نحفظ لهم تراثهم؛ فنحن بحاجة إلى أن عمل تصنيف وأرشيف يضم كل المواد التى جُمعت من السيرة الهلالية، ونفرغها لكى تتاح للقراء، وأوضح الشاعر مسعود شومان فى مختتم كلمته أن السيرة الهلالية تروى قصة تغريبة بنى هلال وانتقالهم من نجد فى شبه الجزيرة العربية إلى صعيد مصر، ثم إلى بلدان الشمال الأفريقى، وتأتى تلك الرحلة الممتلئة بالتفاصيل والأحداث والحروب والصراعات إبان هذه الفترة، بما في ذلك التفاعل مع القبائل المحلية مثل صنهاجة وزناتة الأمازيغية فى بلاد المغرب، وتعتبر السيرة الهلالية ملحمة طويلة تغطى فترة تاريخية مهمة فى حياة بني هلال، تبدأ من جذورها مع الزير سالم جد الهلالية، وتمتد إلى تجربة تغريبة بنى هلال وخروجهم إلى تونس الخضراء.
وعقب كلمات المتحدثين قدمت فرقة (السيرة الهلالية) عدة فواصل أداء غنائى مع أنغام الربابة، تخللتها رواية الشاعر الشعبى عبد المعز عز الدين، ولاقت هذه الفقرة الفنية التى احتضنها بهو المجلس الأعلى للثقافة استحسان الحضور وتصفيقهم.