أحمد إدربيس حكاية نوبية من إنتصار أكتوبر
كتب : حمدى حسن عبدالسيد
النوبية هي لغة ابناء النوبة التي تنتشر بصفة رئيسية في مصر والسودان وهي لغة للحديث لكنها لا تُكتب ولا تُقرأ بين العوام وتمتد جذورها إلى آلاف السنين كما انها تعد من أقدم اللغات على وجه الأرض.
وكان الهم الأكبر لمصر ان تأمين شبكة الاتصالات بين قيادات الجيوش والمناطق في الميدان خاصة مع اختراقات الإسرائيليين للإشارات ومعرفتهم بالعربية.
فأمر الرئيس السادات قياداتة في ذلك الوقت بايجاد حل تجاة عملية ‘فك الشفرات وكان ‘ الصول أحمد ادريس’ منتدبا مع رئيس الأركان وسمع حديث دار بينة وبين القائد عن هذة المشكلة فتبسم ضاحكا وقال: ‘أنة أمر بسيط فاللغة النوبية هي الحل لأنها تنطق ولا تكتب ولن يستطيع أحد فك الشفرة نظرأ لخلو اللغة من الحروف الأبجدية.
والصول أحمد ادريس’ هو أحمد محمد أحمد ادريس مقاتل مصري من مواليد قرية توماس وعافية بالنوبة في جنوب مصر.
ولد أحمد إدريس عام 1935 وحصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية في عام 1952 وتطوع أحمد إدريس بالقوات المسلحة عام 1954م، وحضر حرب العدوان الثلاثي على مصر، ثم ظل في صحراء سيناء منذ عام 1957 حتى حرب اليمن، وبعدها شارك في حرب 1967، وكان له الفضل في فكرة استخدام اللغة النوبية كشفرة في انتصار حرب أكتوبر.
وفي أثناء خدمته في حرس الحدود في عام 1971م علم بانزعاج الرئيس السادات من تمكن العدو في الكثير من الأحيان من فك شفرة العمليات للجيش حيث طلب من قيادات الجيش بايجاد حل واثناء عودة قائد الكتيبة التي يخدم أدريس فيها لاحظ وجود علامات الحيرة على القائد والضباط ضحك اللصول احمد وقال لهم: «نرطن بالنوبي» لأن اللغة النوبية تنطق ولا تكتب بالحروف العربية، فقاموا بابلاغ قائد الجيش والذي تسائل عن عدد من حضر الحوار وكانوا خمسة فقط[ وعلم انهم لم يسمعه أحد غيرهم فتم تقييد الصول بالأغلال الحديدية كنوع من التمويه والخداع ونقله في سرية إلى جهة أمنية لمقابلة الرئيس السادات وانتظر الرئيس بمكتبة حتي انتهي من اجتماعه مع القادة ، و عندما رأه كان يرتجف نظراً لأنه كانت المرة الأولى التي يري بها رئيسا لمصر واثنى الرئيس السادات على الفكرة وقال فكرتك ممتازة ، لكن كيف ننفذها ؟ فقال له : لابد من جنود يتحدثون النوبية وعليه أن يستعين بأبناء النوبة القديمة وليس بنوبيي 1964، و هم الذين نزحوا بعد البدء بناء السد العالي لأنهم لا يجيدون اللغة وأضاف الصول ادريس قائلاً هم متوفرون بقوات حرس الحدود فابتسم السادات و قال “بالفعل فقد كنت قائد إشارة بقوات حرس الحدود و أعرف أنهم كانوا جنوداً بهذا السلاح”..
وبعد عودته إلى مقر خدمته العسكرية كان عدد المجندين 35 فرداً ، و علم أنه تم الاتفاق على استخدام اللغة النوبية ، كشفرة وأنهم قرروا الاستعانة بالمجندين النوبيين والذين بلغ عددهم حوالي 70 مجنداً من حرس الحدود لإرسال واستقبال الشفرات وتم تدريب الجميع وذهبوا جميعاً وقتها خلف الخطوط لتبليغ الرسائل بداية من عام 1971 و حتى حرب 1973 ..
والسادات طالب منه بعدم الإفصاح عن هذا السر العسكري وهدده بالإعدام لو أخبر به أحدا ً مضيفا أن هذه الشفرة استمرت متداولة حتى عام 1994 و كانت تستخدم في البيانات السرية بين القيادات ..
وكانت الكلمة الأشهر في قاموس الشفرات النوبية بحرب أكتوبر هي كلمة “أوشريا” ومعناها العربي “اضرب”، و كلمة “ساع آوي” تعني “الساعة الثانية” و بتلقي كافة الوحدات كلمة “أوشريا” و كلمة “ساع آوي” بدأت ساعة الصفر لينطلق الجميع كل في تخصصه يقهرون المستحيل و يحققون الانتصار الذي تحتفل مصر و العرب بذاكراه كل عام في مثل هذا اليوم ..
وقى 2017 قام الرئيس عبدالفتاح السيسى بتكريمه بوسام النجمة الذهبية وقد رحل عن دنيانا فى سبتمبر 2021.