في إحتفال العزمية بمولد الإمام علي
مصر محروسة بـ"عين الله وآل البيت".. وفيها مقبرة أعداء الدين.. مسلمون ومسيحيون صفا واحدا لمواجهة الطابور الخامس "البصمة اليهودية".. شعار كل ثورات العالم
كتب- مصطفى ياسين
أجمع العلماء على أن مصر محروسة بـ”عين الله ورعايته” وبـ”بركة آل البيت والصالحين”، مستشهدين بالحديث الشريف «إذا فتح الله عليكم مصر بعدي فاتخذوا فيها جندًا كثيفًا؛ فذلك الجند خير أجناد الأرض». فقال له أبو بكر: ولم ذلك يا رسول الله؟ قال: «لأنهم في رباط إلى يوم القيامة».
وطالبوا جموع المصريين، مسلمين ومسيحيين، بالوقوف صفا واحدا وعلى قلب رجل واحد، متماسكين في مواجهة مخططات الفتنة والفرقة لأنهم مستهدفون من الأعداء والخونة، محذرين من عملاء الطابور الخامس المسخرين من اليهود وأعوانهم.
جاء ذلك خلال المؤتمر السنوي لإحياء ذكرى مولد الإمام علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه ورضي عنه، الذي نظمته مشيخة الطريقة العزمية برئاسة السيد علاء الدين ماضي أبو العزائم، شيخ الطريقة العزمية رئيس الاتحاد العالمي للطرق الصوفية، عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية بمصر.
وقدمه د. محمود حسنين، وأبدعت فيه فرقة العزمية للإنشاد الديني بقيادة أحمد مخلوف، د. أحمد حسنين، بحضور المستشار محمد فرحات الشرنوبي، د. رفعت صديق، الشيخ عمر البسطويسي، وعدد كبير من أبناء العزمية بالمحافظات المختلفة، وافتتحت بتلاوة عطرة من الشيخ محمد حسنين.
واستهله السيد علاء أبو العزائم، بقوله: صدق الله العظيم القائل “لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ” (البقرة 82)، مشيراً إلى أن ما حدث في سوريا وانسحاب الجيش وتكالب الأعداء عليها، يؤكد أنه لا يمكن أن يكون احمد الشرع، او من عرف بأبو محمد الجولاني وإخوانه مسلمين، بل هم يهود أو عملاء لهم، وكذا كل من يفرح باحتلال مساحات شاسعة من أراضي سوريا في لحظات،
واصفاً جميع عمليات الاغتيال السياسي في العالم العربي والإسلامي بأنها خيانة، متسائلا باستنكار: إلى متى نظل محكومين بالخونة؟ متهماً الإخوان والسلفية بأنهم يهود وعملاء لهم، وقال: إيران طلبت مني تأييد محمد مرسي، فرفضت، وأول زيارة لمرسي إلى إيران طلب إزاحة بشار الأسد، فصدق الإيرانيون مقولتي، وأقروا بأن الإخوان ليسوا مسلمين.
وقد جاءني رسول من أيمن نور طلب مني لقاء مرسي، فقلت له: لا أتمنى أن اراه.
أضاف أبو العزائم: واجب علينا الاتحاد معا كمسلمين وحدة واحدة، فالإخوان والسلفية خونة يجب مقاطعتهم تماما، فهم يتحينون الفرص للانقضاض علينا جميعا، وهذا العام حاولوا بث الفرقة والفتنة الطائفية بين المسلمين والمسيحيين، لينقضوا على من يتبقى، ثم يسلمونا لإسرائيل، لتستنزف ثرواتنا، وتحتل أرضنا وتسبي نساءنا، وللأسف الشديد كلنا “خيبة وتنبلة ولا ننتج، ونعلق خيبتنا على شماعة الدولة وتقصيرها فى خدمتنا، هناك من يشجع الكورة والفن بدلاً من العمل والإنتاج”. مؤكداً “العمل موجود، فقط يحتاج النية وقبول الفرص المتاحة وليس الكسل، لازم نفوق وننتج ونتوحد، مسلمين ومسيحيين، لمواجهة الخونة وأصحاب النفوس الضعيفة”.
تلمود الصهاينة!
وعاد أبو العزائم يتساءل: ماذا لو اصبحت إسرائيل من النيل للفرات؟ ستحكم العالم كله، وتدمرنا جميعا كما فعلت في غزة، وكما يقول تلمودهم. مستطردا: في ذكرى مولد الإمام علي، تتكرر الأحداث بتلقي الرشاوي من الخونة لهزيمة المسلمين، والخيانة مازالت موجودة، فحب الدنيا يجعل ضعفاء النفوس تبيع دينها ووطنها.
ودعا: نسأل الله ألا يحدث مكروه وسوء لمصرنا الحبيبة، مشيراً إلى فتوى الإمام أبو العزائم بتحريم بيع الأراضي الفلسطينية لليهود ومن يفعل تطلق زوجته لأنه خرج من الملة، واستشهد بمقال للمفكر الكبير عباس العقاد أكد أن حسن البنا يهودي، وأن لقبه البنا من البنائين الأحرار وهم من الماسونية. وأن الإخوان من الضالين المضلين.
وطالب أتباعه محذرا: لا نسمح لأحد بالتفريق بيننا وبين المسيحيين حتى لا تقع فتنة وتضعف أمتنا، منبها لتصريح الرئيس الأمريكي الأسبق أوباما، الذي قال “انتهى الصراع الإسلامي المسيحي ليبدأ السني الشيعي”، وبالفعل ظهرت داعش واخواتها، فلابد أن نفيق لأنفسنا ونتخلق بأخلاق النبي، مؤكداً أن مصر هى التى أنهت الاحتلال المغولي والتتاري وكل الاستعمار الأجنبي في العالم العربي والإسلامي والإفريقي، وهى التى علمت وأكلت وثقفت العرب، باعترافهم، فيجب أن نتقي الله في أعمالنا ونتقنها بإخلاص فهي سبيل نجاتنا.
واجبات ومسئوليات
وألقى ابو العزائم بالمسئولية على الجميع قائلاً: “نحن مهملين في واجباتنا ومسئولياتنا، لازم نكون جادين في حياتنا، ونصحصح لمستقبلنا، ونحذر من الخونة والعملاء بكل أشكالهم، ونقاطعهم مقاطعة تامة”، فالله تعالى يقول “إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ” سورة الرعد ١١، وعلينا أن نتخلق بأخلاق النبي ونعرف عدونا.
فأحبابك ثلاث: حبيبك وحبيب حبيبك وعدو حبيبك. وعدونا ثلاث: عدوك وحبيب عدوك وعدو حبيبك.
وأكد أبو العزائم، أننا بحاجة لتربية أبنائنا ليكونوا مع الحق، ونريد غرس أخلاق الصدق والأمانة والإخلاص. والمعاملة الحسنة ونكون أمناء في اعمالنا، فالمؤامرة الكبرى التي تحاك لنا تتطلب منا وقفة رجل واحد، لاستئصال الخوارج. وللأسف الشديد شعوبنا تعبانة لا تتحمل المسؤولية عن المجتمع كله وليست الشخصية فقط، ويجب أن تكون مواقيت صلاتنا هي مواقيت أعمالنا، فالأوروبي يفعل ذلك دون اعتقاده بالإسلام، فما بالنا نحن اهملناها وقلبنا الموازين؟! أين الزمن الجميل أيام قدمت مصر معونة ٤٠ مليون جنيه استرليني لأمريكا في الأربعينيات؟! فنجاحنا وتقدمنا لن يكون بالنوم ولا بالدعاء وإنما بالعمل الجدي المخلص.
وأشاد بقرار وزير التربية والتعليم بجعل مادة الدين رسوب ونجاح فهذا جيد لكن يجب ألا تدخل في المجموع، وبشرط أن يكون النجاح بنسبة ٦٠ بالمائة وليس النصف فقط، محذرا من إلغاء مادتي التاريخ والجغرافيا فهي خيانة للوطن، بل يجب تدريسهما لكل الطلاب أدبي وعلمي، فمن ليس له ماض فلا حاضر ولا مستقبل له.
إصلاح الأمة
وأكد الشيخ قنديل عبدالهادي، كبير دعاة العزمية، أن هدف أئمة آل البيت هو إصلاح الأمة وهدايتها وليس حكمها، لذا يجب أن ينصروا هم وأئمتهم القائمون، فالأمة مدعوة لنصرة الحق وإبطال الباطل، ولأن إبليس هو أول من بذر الفتنة والشقاق والاختلاف، لكن الله تعالى قال: “إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ” (سورة الحجر 42)، محذرا من حزب الشيطان وقبيله والتابعين له، فمنهم الكافر صرفا ثم المنافقون ثم الخوارج الذين نشؤوا بعد مكيدة التحكيم، وقاعدة التعامل معهم، آلتي وضعها الإمام علي: إن سكتوا تركناهم، وإن تحدثوا حاججناهم، وإن أفسدوا قاتلناهم.
منبها إلى أنه مازال خطر الخوارج يشتد ويتآمرون على الأمة، ويجب أن تتحد الأمة على قلب رجل واحد وخاصة في مصر لأنها في خطر شديد منهم، وأن نتحابب ونتآخى ونجتمع على أخلاق النبوة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”. وفي رواية: “إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق”.
شخصية استثنائية
ووصف الشيخ ايمن أبو الخير، من دعاة العزمية، الإمام علي بأنه شخصية استثنائية في التاريخ الإسلامي بكل الوجوه لا نظير له بعد سيدنا رسول الله، والسؤال: لماذا حورب بهذه القسوة حتى يسب على المنابر؟! وأجاب: يخطئ كثير من المفسرين للسيرة باعتقادهم أن الوجود اليهودي انتهى بطردهم من المدينة المنورة، فالشخصية اليهودية الوحيدة القادرة على التخفي في أي ملة أخرى وأيضا ازدواجية العقيدة، فهم في كل مكان وزمان! فأين اختفوا بعد الطرد؟ هناك تاريخ سري لليهود، مؤكداً أن “البصمة اليهودية” موجودة وقائمة على كل الثورات لقلب أنظمة الحكم في أي دولة. مشيراً إلى أن قوله تعالى: “لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ ۚ بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ ۚ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ” (سورة الحشر 14)، ليست جدران وقلاع فقط وإنما جدر تشمل: شعارات براقة ومنظمات وجمعيات وأشخاص، لذا فنحن بحاجة لإعادة الحسابات والنظر لأحداث التاريخ للاستفادة منها في واقعنا الحالي.
طابور الخونة.
وقال د. عبدالحليم العزمي، أمين عام الاتحاد العالمي للطرق الصوفية: عند سقوط الدول العربية- العراق، اليمن، ليبيا، الصومال- لم نكتشف معقل الخونة إلا بعد سقوط سوريا، وأعلنوا عودة بني أمية على سيارات المتظاهرين، وحدث “تسليم اهالي” من الخونة لجيش سوريا إلى العدو الإسرائيلي، وإبادة للجيش الأول بالنسبة لجيش مصر، محذرا من أن هناك “مثلث يهودي أموي خارجي”، وسر العداء اليهودي للإمام علي، هو تلك الهزائم التي أنزلها بهم، وواجبنا ألا نعترف بحكومة سوريا الحالية، لأنهم سلالة تربية الخيانة، وكل محب لآل البيت يجب ألا يعترف بشرعيتهم، فهم أصحاب صنع الشائعات وترويجها، يشترون الضمائر الضعيفة بأموالهم الطائلة، ويستحلون دماء المسلمين وآل البيت، إلا دم اليهودي!، مؤكداً أن أولئك النفر لا يهزمهم إلا قائد من آل البيت أو أحد مخلصيه مثل “مالك الأشتر” مع الإمام علي. مستشهداً ومشيدا بقرار مصر والعراق والإمارات منع دخول الطيران السوري، لأن كل متعلقات الجوازات السورية حرقت ودمرت تماما، فلا يؤمن جانب من يحمل جوازا سورياً في الوقت الراهن في ظل الحكم الحالي.
يستدرك “العزمي”: ما حدث رغم ألمه فهو خير لكشفه النقاب عن المخاطر والمنافقين والخونة وخوارج العصر، مشيراً إلى أن الحل وضعه الإمام علي، بتربية جيل مصري لا يعرف إلا طاعة آل البيت، لأن دولة اليهود وأعوانهم واستئصال الخوارج لن يكون إلا على يد أهل مصر، وقال الإمام علي: “إن لمصر مع فتح القدس لموعد”، وهؤلاء تتم تربيتهم منذ نهاية القرن السابع الهجري وبدأت على يد سيدي إبراهيم الدسوقي، أول الأئمة المجددين، وتراكم الأجيال والصفات جعلت لنا حصانة خاصة مع آل البيت، فنقول: “مصر محروسة بآل البيت”، فالمنبر العلوي في مصر، محوره آل البيت، “لأبنين في مصر منبرا يخرج كل يهودي من أرض العرب، ويقتلنهم قتل عاد” أي إبادة تامة.
حب آل البيت
من جانبه طالب د. رفعت صديق، الأستاذ بجامعة الأزهر، بتدريس حب آل البيت في الأزهر والجامعات والمعاهد والمدارس كما يدرسون القدس؟