الإهتمام بالشباب العُماني والتكامل بين المؤسسات.. أولوية في رؤية عُمان 2040
كتب / رأفت حسونة
مسقط – خاص:
يظل الشباب دوماً هو حاضر ومستقبل الأمم، ويظل العمل والأداء المؤسسي التكاملي من أسس نجاح الإدارة الحديثة، ومسايرة لتلك الاستراتيجيات في أساليب تقدم الأمم ورقيها، جاءت توجيهات القيادة السياسية العُمانية، السُّلطان هيثم بن طارق، المُشدِّدة على حتميَّة التكامل بَيْنَ مؤسَّسات الدولة، والعمل على تحقيق أهداف وغايات رؤية “عُمان 2040″، بالإضافة إلى الأوامر السَّامية للحكومة بضرورة التواصل مع الشَّباب والسَّعي المستمرِّ الدؤوب في سبيل توفير المزيد من فُرص العمل للكوادر الوطنية الشابَّة؛ لتكون إيذانًا لمرحلة جديدة، تمزج بَيْنَ تحقيق الأهداف والغايات الاقتصادية الكبرى، مع الالتزام بالبُعد الاجتماعي، الذي يعي دَوْرَ الشَّباب في بناء المستقبَل، وأهميَّة الاستماع لهم وإشراكهم في مراحل تجديد النهضة العُمانية.
وتعبيرًا عن هذا التكامل في الأدوار، والسَّعي لتمكين الشَّباب العُماني، وقَّعت وزارة العمل بسلطنة عُمان، مشروع اتفاقيَّة تبنِّي إنشاء شراكة في مختلف محافظات السَّلطنة بالتعاون مع الشركة العُمانية للأبراج وأكاديمية الاتصالات والتكنولوجيا الرَّقمية وهيئة تنمية المؤسَّسات الصَّغيرة والمتوسِّطة، حيث يُمثِّل المشروع نقْلة نوعية في مجال التكامل الحكومي وإيجاد فُرص عمل مستدامة للشَّباب العُماني في تخصُّصات تتطلَّب مهارات خاصَّة، وتفتح آفاقًا أكبر لمشاريع قادمة في قطاعات مختلفة بمختلف محافظات السَّلطنة، وهي خطوة يمكن تطويرها في مجالات أخرى، والعمل على تحقيقها في العديد من القطاعات الاقتصادية الأخرى، خصوصًا التي تعتمد وتقوم عليها رؤية “عُمان 2040″، ما يوفر فرص عمل للشَّباب، عبْرَ الاستفادة بما تملكه المؤسَّسات الصَّغيرة والمتوسِّطة من قدرات تُعظِّم القِيمة المحلِّية المُضافة.
اللامركزية التنموية
وبحسب تقارير المراقبين فإنَّ هذه المشاريع تتخطَّى فوائدها توفير فُرص عمل للسَّواعد العُمانية الفتية، وإكسابهم مهارات مميَّزة في القطاعات الواعدة، أو حتَّى تعزيز المكاسب الاقتصادية لِمِثْل هذه المشروعات، لكنَّ أهمَّ فوائدها يتجلَّى في تحقيق اللامركزية التنموية، حيث سيُسهم في تنمية المحافظات وتعزيز دورها الاقتصادي والبالغ عددها (11) إحدى عشرة محافظة لتغطِّي جميع المجالات الحيَوية التي يُعوَّل عليها في المستقبَل القريب في أنْ تكون رافدًا اقتصاديًّا مُهمًّا، يُحقِّق التنمية في أماكن وجوده، ويفتح لأبناء تلك المحافظات مصادر رزق في أماكن وجودهم، ما يوفِّر عليهم الكثير من الإنفاقات المهدرة التي يفقدونها في سبيل السَّعي إلى الرِّزق بعيدًا عن محافظاتهم، كما أنَّ مِثْل هذه المشاريع يُعطِي زخمًا لمزيدٍ من المشاريع الأخرى المرتبطة بهذا القطاع الواعد، ويفتح الآفاق نَحْوَ تحقيق هذا التكامل في قطاعات أخرى.
كما تُمثِّل هذه الشراكة عنوانًا عريضًا للمستقبَل العُماني في قطاع الاتِّصالات، حيث تقوم بتوفير الفُرص الوظيفية للباحثين عن عمل، حيث قدمت الشركة العُمانية للأبراج في هذا الإطار مشروعًا يتبنَّى تأسيس عددٍ من الشركات الصَّغيرة والمتوسِّطة في مجال أبراج الاتِّصالات، وذلك بعد تأهيلهم لِمُدَّة أربعة أشهر في أكاديمية الاتِّصالات والتكنولوجيا الرَّقمية، على أنْ تقوم وزارة العمل بتمويل البرنامج التَّدريبي عن المُدَّة المُتَّفق عليها في أكاديمية الاتِّصالات ولِمُدَّة عامَيْنِ إضافيَّيْنِ في الشركات التي سيتمُّ تأسيسها، حيث سيكون لهذه الاتفاقية الأهميَّة البالغة في تكوين سوق العمل الجديد لدى الباحثين عن عمل، وستُكسبهم المهارات والخِبرات الكافية لشغل الوظائف المِحْورية التي ستُوجِد بيئة عمل مناسبة ومُحفِّزة تُسهم في استمرارية القوى الوطنية، وتُحقِّق تطلُّعاتهم المهنية والعملية، كما سيتمُّ منح المتدربين شهادة إتمام البرنامج التَّدريبي المعتمدة محليًّا ودوليًّا، وتمويل المشاريع والشركات التي سيتمُّ إنشاؤها من قِبَل خرِّيجي البرنامج وذلك من خلال منحهم القروض وفق آليَّات التَّمويل المُتَّبعة في هيئة تنمية المؤسَّسات الصَّغيرة والمتوسِّطة.
وبرغم قوَّة المشروع، يبقى الرهان الأكبر على الشَّباب العُماني، الذي سيقتنص الفُرصة ويعمل على تحقيق المَرجوِّ، في هذا القطاع النَّادر، فشباب عُمان أثبتوا دائمًا أنَّهم يملكون رصيدًا وفيرًا من المُثابرة والطموح، الذي يُؤهِّلهم دومًا لتحقيق الغايات الكبرى.