أحيانا أُصاب بعقم الإبداع و التّخيّل و الرّسم ، فتُصبح ريشتي عاجزة عن نشر الألوان ، ثمّ فجاة تخطر لي فكرة، تدفعني بقوّة لمرسمي، لأغيب و أختفي عن العالم لتكون بداية رسالة و لوحة فنّيّة جديدة ،
أشْعُرُ في تلك اللّحظة بما شعر به العالم اليوناني ” أرشميدس” عندما صرخ قائلا : “وجدتها وجدتها ” ، عندما كان يغتسل و لاحظ أنّ الماء دفع جسمه من الأسفل إلي أعلي!
إكتشاف عظيم…!
عجائب القدرة الإلاهيّة في أن يُلقي الله في نفس الانسان نور يهتدي به ،لتلْمع لحظة من الابداع ،و تكون ولادة فكرة و إنجاز فريد ، شعور لا يدركه الكثير من النّاس!
لوحتي الفنّيَة تحت عنوان ” شهرزاد”
رسمتها في ليالٍ صيْفيّة علي لوحة الكانفاس بأُسلوبي الخاص و بطرق حديثة و مختلفة مُستلهمة من سحر خيال شهرزاد التي غيّرت مسار الأحداث و قلبت الواقع بإبداعها و تفنّنها و اختلافها عن بقيّة النّساء، حكايات مشوّقة و هادفة بين الواقع و الخيال ، كانت علاجا نفسيّا، و طريقة خاصة بها ، كل ليلة تُشْرب الملك جُرعة من دواء العبقريّة و الحنكة : فكر و أدب و فلسفة…!
كم هي جميلة تلك الّيالي من الف ليلة و ليلة،كم نتشوّق لقراءتها مرّة بعد مرّة، و كم نتمنّي ان نُصدّق أنّ المستحيل ممكن، و أنّ الظّالم يدفع الثّمن في النّهاية،و كم نَحِنُّ لقراءة قصص الأطفال حيث النهايات دائما سعيدة، و الطّيبون سيكونون دائما في خير مهما تألّموا و تعبوا و كم اتمنّي ان يكون هناك حبّ حقيقي يدوم للنهاية و أنّ قصائد العشق التي تُتْلي تحت نور القمر …. صادقة…!
شهرزاد المُبدعة تفنّنت في خلق التشويق و ترْويض و مُقاومة شهريار الملك لِتَهبَهُ شفاء النّفس و طُمأنينة الرّوح بسلاح الأُنوثة و أرْوع الكلمات و الحكايات التي وُلدت في الشّرق و عبرت ما وراء الحدود رحلة حول الكرة الأرضيّة، و قصص من تراث الإنسانيّة و رسالات خفيّة من خيال شهرزاد التي أثارت عند الملك وَلَعًا بفنّها و إبداعها مدَة الف ليلة و ليلة بإستراتيجيّة المعرفة لتتحوّل موجات العنف و الإنتقام إلي موجات الحكمة و الحبّ…!
علي كلمات عملاقة الغناء فيروز حين غنّت لشهرزاد قائلة:
يا شهرزاد غني الهوي فالشوق عاد
أنا كل يوم جديدة أهاجر عند صباح
منذ قلت حبك لي أغضيت من خجلي
خلي الكلام علي ليلاتنا الأولي
ساكن ما بين قلبي المتعب و جفوني وجهها رغم البعاد
سناء هيشري فنانة تشكيلية من خريجة المعهد العالي للفنون الجميلة الملكيَة ببروكسال و خريجة معهد
“Paul académique “ للعلاج بالفنّ