فقدت مصر رجلاً عظيماً من رجال العسكرية المصرية، وابناً من أبناء الشعب المصري، وبطلاً من أبطال حرب أكتوبر وقائداً تولي زمام مصر في فترة من من أصعب الفترات عقب ثورة ٢٥ يناير٢٠١١م، إنه المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري وزير الدفاع والإنتاج الحربي الأسبق.
كان تاريخه حافلاً بالبطولات، شارك في عده حروب؛ حرب ١٩٥٦م، حرب ١٩٦٧م، وحرب الإستنزاف التي دوماً مال قال عنها إنها فترة زاهرة في تاريخ القوات المسلحة، كان الجيش يُقاتل فيها ويعيد بناء صفوفه في الوقت ذاته، فأعطت الجنود والضباط الثقة بالنفس ومنحت الشعب المصري الثقة في قواته، فحرب الإستنزاف امتدادها هو حرب أكتوبر المجيدة.
يعد المشير طنطاوي أحد أبطال حرب أكتوبر حيث كان قائداً للكتيبة ١٦ مشاة والتي حققت بطولات كبيرة خلال ملحمة عبور قناة السويس وتحرير سيناء، فهي أوائل الكتائب التي عبرت القناة بل عبرتها في توقيت قبل العبور بساعات، وكانت الكتبية واحدة من العناصر التي رفعت علم مصر في الضفة الشرقية قبل عبور القوات الرئيسية.
وتحدث العميد أركان حرب محمد حسين طنطاوي عن دور الكتبية ١٦ مشاة في حرب أكتوبر في البيان التي أصدرته القوات المسلحة وقتها، وحين سمعته الأن عبر مواقع التواصل الإجتماعي شعرت بالفخر والأعتزاز بقواتنا المسلحة العظيمة، ويتحدث عن واحد من المعارك التي خاضتها الكتبية وهي معركة ” المزرعة الصينية” التي تقع شرق الإسماعيلية، تلك المعركة كتب عنها قائد الكتبية الإسرائيلي يقول “تكبدنا في تلك المعركة خسائر كثيرة، وبعدها لجئنا إلي قوات اسرائيلية من المشاة والمظلات للقضاء علي التحصينات المصرية المضادة للدبابات، وبعد أن نزلت قواتنا وجدنا وابل من الرصاص والصواريخ ولم تنجح قواتنا من الهجوم أو الإنسحاب”.
فدور الكتيبة ١٦ في العبور عظيم يوضح المشير قائلاً” أنا كان ليا ٤٨ ساعة مش بنام ولما جاءت الساعة الواحدة ليلاً وعم الهدوء قولت أنام ولو حصل حاجه صحوني، فوجئت بعد نصف ساعة بمن يوقظني ويقول احنا سامعين صوت هليكوبتر تقترب فأستسهلت الأمر وقولت لهم، زودوا المراقبة وبلغوا القيادة الأعلي، وواصلت النوم لكن بعد ساعه وفي تمام الساعة الثانية والنصف قالوا شايفين بأجهزة الرؤية الليلية عناصر من القوات الإسرائيلية تحاول عبور حقول الألغام الموجودة، فقومت أشوف لقيت عناصر من القوات الإسرائيلية من المشاة تحاول عبور ثغرة للكتيبة، فأصدرت أوامر لقادة الوحدات الفرعية بتوجية الأسلحة والمدفعية والهاون كلها المضادة للطائرات في اتجاة تلك الثغرة، وأمرت محدش يفتح النار الإبعد إشارة حمرا مني شخصياً، وقد كان بعد أن انطلق العدو أديت طلقة الإشارة، وفتحت جميع أسلحة الكتيبة علي العدو الذي لا يستطيع وقتها صد الهجوم أو الإنسحاب وقتلنا أكبر عدد منهم”.
حقاً إن بطولات المشير لم تنتهي داخل المعركة وحمل السلاح فقط، فبعد تنحي الرئيس الأسبق حسني مبارك عقب ثورة يناير، أصبح المشير طنطاوي الحاكم والقائد الفعلي لمصر وممثلاً للجمهورية في الداخل والخارج، وخلال تلك المرحلة الحرجة والدقيقة من تاريخ مصر، استطاع العبور بالوطن من حقل ألغام في عملية دقيقة واجه فيها أعداء الداخل والخارج محافظاً علي هدوئه، برغم كل محاولات الإستفزاز التي تعرض لها، فكان حائط الصد المنيع الذي حمل علي كتفيه هموم الوطن ولم تزغ عيناه عن هدفه وهو جعل مصر شامخة منتصرة قوية.
تجد في وجهه شيم الأبطال وهيبة الفرسان الذي لم يسترح ويضع درعه وسيفه إلا بعد أن يسلم الأمانة فكان يقول” أنا ماسك جمرة من نار في إيدي، بتحرق إيديا ومش قادر أسيبها ولو سيبتها هتحرق الدنيا” تلك التشبية يوضح فهمه الواضح لعواقب الأمور والأحداث فكان سبباً حقيقياً في حماية مصر من السقوط.
ويبقي التاريخ حاملاً في طياته الكثير من بطولات ووفاء هذا البطل لمصرنا العظيمة، يا أبناء الوطن ضعوا مصر وشعبها في قلوبكم وفي عقولكم واعملوا علي أن تحقق آمالها وطموحاتها في أن يسود الأمن والأمان ويعم العدل الإجتماعي تحت سماء هذا الوطن العزيز.
رحم الله المشير وأسكنه فسيح جناته، وحمي الله مصر وشعبها وجيشها من كل سوء.