بمشاركة 17 نحاتًا من مصر والعالم.. وزيرة الثقافة ومحافظ أسوان يشهدان ختام “سمبوزيوم النحت”
وزيرة الثقافة: السمبوزيوم رحلة إبداعية استثنائية على مستوى العالم.. محافظ أسوان: السمبوزيوم يُجسد معزوفة فن النحت على جرانيت أسوان
كتبت / علياء عبد الرازق
شهدت الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، واللواء أشرف عطية، محافظ أسوان، ختام فعاليات الدورة 27 من سمبوزيوم أسوان الدولي للنحت، الذي يُنظمه قطاع صندوق التنمية الثقافية، برئاسة الدكتور هاني أبو الحسن، وذلك بحضور ناثان دوس، قوميسيير عام السمبوزيوم، والفنانين المُشاركين في هذه الدورة، وعددٍ من القيادات الشعبية والتنفيذية بالمحافظة.
وخلال الحفل، قالت وزيرة الثقافة: “إن لمحافظة أسوان خصوصية، ومكانة كبيرة لدى الدولة المصرية، ولسمبوزيوم أسوان الدُولي لفن النحت تلك المكانة والخصوصية لدى وزارة الثقافة، فمنذ أن أسس الفنان العالمي الراحل “آدم حنين” ، ملامح هذا السمبوزيوم، استمر هذا المحفل الفني في رحلة إبداعية استثنائية على مستوى العالم، ليكون هو الأطول على مستوى العالم لفن النحت على الجرانيت.
وأضافت وزيرة الثقافة، أن هذه المكانة العظيمة للسمبوزيوم، تُحتم علينا أن نعمل جاهدين على استمرار تلك المسيرة، وتدعيم أركانها، ودعم ريادتها، انطلاقًا من أهداف الدولة المصرية في تحقيق الريادة الثقافية، ودعم الموهوبين في مختلف المجالات، والتي تتوافق مع استراتيجية مصر 2030.
وتابعت: “في كل عامٍ يُقدمُ لنا فنانو السمبوزيوم من كل دول العالم، مجموعةً من الأعمالِ الفنيةِ الرائعةِ والاستثنائيةِ، التي تعكسُ أهميةَ ودور السيمبوزيوم في دعم الحركةِ التشكيليةِ المصريةِ، وهنا لابد من أن أُثنى على قرارِ اللجنة العليا للملتقى، بتخصيصِ عملٍ للطبيب العالمي “مجدي يعقوب”، نظرًا لمكانته وإسهاماته على الصعيدين العلمي والإنساني، ترسيخًا لمبدأ تكريم رموز الدولة في مختلف التخصصات، من هؤلاء الذين يرفعون راية هذا الوطن في مختلف المحافل الدُولية.
وأثنت وزيرة الثقافة، على جودة ودقة الأعمالِ المُنْتَجة، والتي تُؤكدُ قُدرةَ النحاتِ المصري، الذي وَرِثَ المِهنة عن أجداده المصريين القُدماء، كما أشادت بأعمال الفنانين الأجانب التي تأثرت بالتاريخ والحضارة المصرية.
ووجهت الشكر، لكل من ساهم في نجاح الدورة الحالية، من الفنانات والفنانين والفنيين والإداريين، ولأعضاء قطاع صندوق التنمية الثقافية، ولشركاء هذا النجاح من محافظة أسوان.
من جانبه، وجه محافظ أسوان التحية من عاصمة الشباب الإفريقي، والاقتصاد والثقافة الإفريقية، لسيمبوزيوم أسوان الدُولي للنحت، بمناسبة احتفاله هذا العام بالدورة 27، والذي ما يزال يُجسد معزوفة فن النحت على جرانيت أسوان الشامخة.
وأضاف، أن احتفالنا اليوم بختام الدورة 27 يُجسد اهتمام الدولة بالإبداع الفني والتنويري، ويؤصل لفن من الفنون العريقة الذي أبدع فيه الأجداد بحضارة تشهد عليها جدران المعابد.
كما وجه التحية لوزيرة الثقافة، على جهودها البناءة لدعم المنظومة الثقافية على مستوى المحافظة، وأكد دعمه الكامل للسيمبوزيوم الذي ُينتِج أعمالًا تُبرز ثقافاتً وفنونًا من مختلف أنحاء العالم، لتجتمع أعمال الفنانين في بانوراما مميزة بأكبر متحف مفتوح على ضفاف نهر النيل، ووضعه على خريطة السياحة بالمحافظة.
وأكد الدكتور هاني أبو الحسن، على أن سيمبوزيوم أسوان الدُولي للنحت ، يُمثل أبرز الأنشطة التى يُنظمها قطاع صندوق التنمية الثقافية بوزارة الثقافة، لما لها من قيمة فنية متفردة، هذه القيمة التى توجتها مُشاركاتُ كبار الفنانين العالميين في فنون النحت، على مدار دورات الملتقى.
وتابع: “وانطلاقاً من هذه الأهمية تضافرت جهودنا جميعاً، من أجل أن تخرج هذه الدورة بالشكل الذي يليق بتاريخ هذا الملتقى الفني العريق، وتلاقت رؤيتنا مع اللجنة العليا للسمبوزيوم في أن يكون شعار هذه الدورة “مصر القوية”، ويُعبر عنها أحد أهم الأعمال الفنية المصرية في مجال النحت على الجرانيت، وهو تِمثال “الملك خفرع” النادر من حجر الديوريت”.
وأضاف أن القطاع حرص على توفير البيئة الإبداعية الملائمة للفنانين المشاركين، بالتعاون مع شركائنا من محافظة أسوان، وهو ما تم ترجمته بما أنجزه فنانو الدورة الحالية، وتشهد عليه هذه الأعمال التى تحيط بنا.
ووجه الشكر للفنانين والفنانات المُشاركين بالدورة الحالية، وشباب الورشة الذين يكملون مسيرة النحات المصري القديم، والعاملين بقطاع صندوق التنمية الثقافية، إزاء ما بذلوه من جهد متواصل لم يزد عن أربعة أشهر كاملة، حتى خرجت هذه الدورة بهذا الشكل المُشرف.
وقال ناثان دوس قومسيير عام السيمبوزيوم: “يُعد فن النحت أحد الفنون الصامتة، ومن يختاره للاحتراف فيه، لابد أن يمتلك الأدوات المناسبة للتعامل معه، حتى يكون وسيلةً للتعبير والتواصل، فأصبح السيمبوزيوم قبلةً ومَقْصِدًا تُشدُ إليه الرحال”.
تضمن الختامُ تفقدًا لمنحوتات الدورة 27 من السيمبوزيوم، وعرضًا لفيلم وثائقي ، إلى جانب توزيع شهادات تقدير على المشاركين، إضافة إلى فقرة فنية من التراث النوبي للفنان كرم ميراد وفرقته.
شارك بالدورة 27 من سيمبوزيوم أسوان الدُولي للنحت 17 فنانًا، فمن مصر أحمد بسيوني، سمر البصال، الدكتور عبد العزيز صعب، الدكتور على سالم، وئام عمر،إلى جانب الفنانين الأجانب بيدرو خوردان إسبانيا”، جوزيبي سبيتو “إيطاليا”، على عزت “السودان” لوران مورا “فرنسا”، وشباب الورش، برجوا النجار، تسنيم عياد، ريم الحفناوي، مايكل عادل، تسبيح محمد، حازم الشناوي، شاهيناز مجدي، عبد الرحمن محفوظ.
يُذكر أن سيمبوزيوم أسوان للنحت، أحد أهم الملتقيات الفنية الدُولية للنحت ، أسسه عام 1996 الفنان التشكيلي العالمى الراحل “آدم حنين”، ويُقام السيمبوزيوم سنويًا في محافظة أسوان، ويهدف إلى إحياء فن النحت على الجرانيت، من خلال دعوة فنانين عالميين يتشاركون مع المحليين والحرفيين، لإنتاج قطع فنية في ورش تُعقد لمدة شهرين قبل انطلاق السيمبوزيوم.
ونتيجة إلى نجاح دورات السيمبوزيوم، تم إطلاق مشروع المتحف المفتوح للسيمبوزيوم، بمنطقة الشلال، ليضم الأعمال النحتية من نِتاجِ دوراتهِ المُتعاقبة، والتي وصلت إلى 230 عملًا نحتياً لكبار النحاتين من مختلف دول العالم، والذي تم إدراجه فى المزارات السياحية.