المرأة السعودية.. شريك أساسي في مسيرة التنمية وبناء المستقبل
المرأة السعودية.. مناصب قيادية رفيعة في جهات محلية وإقليمية ودولية .. 30% نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل بالمملكة
كتب /محمد فتحي
حظيت المرأة السعودية باهتمام وعناية تُرجمت على أرض الواقع ببرنامج تمكين المرأة ضمن رؤية المملكة 2030م، حيث تقلّدت مراكز قيادية ورفيعة في عدد من الجهات الحكوميّة والخاصة والدوليّة، لتشارك في مسيرة التنمية وبناء المستقبل والنهوض بالوطن مكمّلة لسلسلة ذهبية ناصعة من إجراءات التمكين التي مرّت بمراحل متلاحقة منذ عهد المؤسس – رحمه الله – حتى بلغت أوجها وتوسعت دائرتها في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله -.
أدركت القيادة الحكيمة بأن المواطنة صانعة الأجيال وشريكة في صناعة القرار، لذا، سعت وزارة المواد البشرية والتنمية الاجتماعية إلى رفع نسبة مشاركتها في سوق العمل إلى 30% من خلال توفير فرص متكافئة لتنمية مواهبها واستثمار طاقاتها لتصبح النموذج الناجح والقدوة في التميز القيادي والمهني تحقيقاً لأهداف الرؤية 2030.
ومن أبرز التعيينات للكفاءات السعودية، تعيين صاحبة السمو الأميرة هيفاء بنت محمد بن سعود بن خالد نائبة لوزير السياحة بالمرتبة الممتازة، وتعيين الشيهانة بنت صالح العزاز نائبًا للأمين العام لمجلس الوزراء بالمرتبة الممتازة، والأميرة هيفاء والمحامية الشيهانة من جيل الأكاديميات السعوديات اللاتي درسن وتفوقن في جامعات محلية ودولية.
ومنذ أن أصبحت الفرص مهيأة لكل من تتسلح بالشهادة العلمية والكفاءة المهنية لمعت أسماء بعضهن على سبيل الحصر في الجانب الاقتصادي عينت لبنى سليمان العليان رئيسة لمجلس الأعمال السعودي السويدي، وشيلا عذيب الرويلي عضوة في مجلس إدارة البنك المركزي السعودي، والدكتورة ديما صالح العذل بمنصب المسؤولة التنفيذية للعملاء والحسابات الإستراتيجية على مستوى أوربا والشرق الأوسط وأفريقيا في شركة IBM العالمية، وفرح بنت أحمد إسماعيل وكيلة لوزارة الاقتصاد والتخطيط لشؤون التنمية القطاعية والمناطقية، وتعيين ريما محمد آل صقر في منصب مدير إدارة تحليل أداء الميزانية في وزارة المالية، ويارا علي العساف في منصب مدير الشؤون القانونية في هيئة تنمية الصادرات السعودية، وإيمان عبدالعزيز العمر في منصب نائب الأمين العام للخدمات المساندة في الهيئة نفسها، وريم عبدالرحمن الرحيلي نائب للرئيس التنفيذي لرأس المال البشري بهيئة كفاءة الإنفاق والمشروعات الحكومية “إكسبرو”، وتعيين ريم علي الثروة ملحقاً تجارياً للمملكة لدى الولايات المتحدة الأمريكية، وتالا محمد الجحلان رئيساً لقطاع الشؤون القانونية بهيئة تطوير بوابة الدرعية، وسماهر سعد الشلالي مديراً عام لإدارة السياسات والشراكات بالصندوق السعودي للتنمية.
أما على الصعيد التعليمي الذي يعد الدعامة الأساسية في المجتمع فتم تعيين كل من الدكتورة إيناس بنت سليمان العيسى رئيسة جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن والدكتورة ليلك بنت أحمد الصفدي رئيسة الجامعة السعودية الإلكترونية في مجلس إدارة المركز الوطني للتعليم الإلكتروني، ومراجل حامد السفري مديراً عاماً لشؤون المستخدمين في هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، وآلاء عيد عبدالعال نائب الرئيس للإستراتيجية والحوكمة بمنظمة التعاون الرقمي، والدكتورة ديمة يحي اليحي الأمينة العامة لمنظّمة التعاون الرقمي عضو في مجلس إدارة الهيئة السعودية للملكيّة الفكرية، ورنا عبدالله زمعي مديراً أعلى للاتصال المؤسسي والمعرفة بهيئة المساحة الجيولوجية السعودية، والدكتورة مها أحمد الجفالي رئيساً للاتحاد السعودي للأولمبياد الخاص، ولمياء إبراهيم بهيان مديرة إدارة كرة القدم النسائية عضو مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم.
وفي الجانب الاجتماعي، تم تعيين الدكتورة سارة عبدالعزيز الفيصل عضواً متفرغاً في مجلس هيئة حقوق الإنسان، وتعيين الدكتورة أميمة بنت منور البدري رئيسة لجنة شؤون الأسرة بمنطقة جازان، ونائبة الرئيس للجنة الأستاذة فوزية باصهي، وتعيين الدكتورة هيلة بنت عبدالله الخلف والأستاذة رشا بنت محمد البلاع في مجلس إدارة هيئة رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة، والدكتورة فاطمة التويجري لمنصب مساعد الرئيس العام للشؤون النسائية في وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي، والدكتورة ليلى القاسم لمنصب وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد للتخطيط والتحول الرقمي، ومنيرة الرشيد نائباً رئيس المكاتب الإقليميّة العالمية لتبادل المعلومات في منظمة الجمارك العالمية، والدكتورة أفنان عبدالله الشعيبي مرشّحة المملكة العربية السعودية كمديرة تنفيذية لمنظمة تنمية المرأة في الدول الأعضاء لمنظمة التعاون الإسلامي وعضو مجلس الأمناء بمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، وأصبحت الأكاديمية السعودية شهد وجيه منشي أول امرأة تتولى منصب رئيسة قسم الإعلام والمتحدّث الرسمي في فرع وزارة الشؤون الإسلامية في منطقة مكة المكرمة.
وفي الجانب الصحي، الذي يشكل حاجزاً منيعاً للمجتمع تم تعيين الدكتورة نوف سليمان النمير قائدة تطوير البحث والابتكار لدى برنامج “تحوّل القطاع الصحي” وأمين عام للجنة الوزاريّة للصحة في كل السياسات (Health in all policies) بوزارة الصحة، والدكتورة أريج عطية الطوري الجهني ممثلاً لوزارة الصحة لدى اللجنة الدائمة لإعداد مشروعات التقارير الدورية الخاصة بالمملكة والمتصلة باتفاقيات حقوق الإنسان، والدكتورة فاطمة يونس آل صليل مديرة البرنامج الوطني لمكافحة داء السكري بوزارة الصحة عضواً في الفريق الاستشاري لمنظمة الصحة العالمية لداء السكري (TAG-D)، والدكتورة لبنى عبدالرحمن الأنصاري عضواً بمجلس أمناء الشبكة الدولية للقواعد والإرشادات للممارسة المهنية الإكلينيكية ( GIN) عضو مجلس الشورى سابقاً، وتعيين الدكتورة منى المهيد في منصب رئيس القطاع الصحي للذّكاء الاصطناعي بالمركز الوطني للذّكاء الاصطناعي.
كما حازت السعوديات على العديد من الجوائز المحلية والدولية أضفن لتاريخ الوطن قفزات مشرفة كان أبرزها: معالي مساعد رئيس مجلس الشورى الدكتورة حنان بنت عبد الرحيم الأحمدي التي حازت على جائزة الإنجاز الاستثنائي الدولي من جامعة تولين بالولايات المتحدة الأمريكية وذلك خلال حفل توزيع جوائز الجامعة، وحققت وكيلة وزارة الشؤون الإسلاميّة والدعوة والإرشاد للتخطيط والتحول الرقمي المكلفة الدكتورة ليلي بنت حمد القاسم جائزة أفضل امرأة قيادية في مجال التحول الرقمي وذلك في النسخة الثانية عشرة من المؤتمر الإقليمي للتحول الرقمي الذي أقيم بدبي.
يشار إلى أن صاحبة السمو الملكي الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان بن عبدالعزيز سفيرة المملكة في الولايات المتحدة الأمريكية تعد من أوائل السعوديات اللاتي فتحن الأبواب لدخول المرأة في السلك الدبلوماسي في عام 2019م وتبعها بعد ذلك تعيين السفيرة في النرويج الدكتورة آمال المعلمي، والسفيرة في السويد إيناس الشهوان، وغيرهن الكثير فكانت الرؤية 2030 مشروع طموح للمرأة السعودية، وحسب ما ذكرته وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية عبر إحدى المبادرات التي نفذتها بالتعاون مع جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن في عام 2020م وهي المنصة الوطنية للقيادات النسائية السعودية “قياديات” التي تحوي على قاعدة بيانات إن أكثر من تسعة آلاف امرأة مسجّلة في المنصة حالياً، ما يعني أنهنّ مرشّحات لشغل مناصب قياديّة في المستقبل بشكل متتابع ولتمثيل المملكة في الوفود المحليّة والخارجيّة والمحافل الرسميّة، حيث تعتمد أغلب المؤسسات الحكومية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدنيّ على تلك المنصة لاختيار أكاديميات لشغل وظائف قيادية شاغرة.
وما هي هذه الخطوات المتسارعة إلا لإكمال رحلة التطوير والتمكين التي تعكس اهتمام وعناية القيادة الرشيدة بإيمانها أن المرأة هي أصل من أصول المكونات الرئيسية للثروة البشرية التي تمتلكها المملكة.