
عزيزي صاحب الابتسامة البيضاء / تحية طيبة وبعد
أكتب إليك أول رسائلي وأنا يحدوني الأمل أن تصلك قبل مغادرتك البلاد.
عندما التقينا أول أمس في منزل السيد ناجي المطل على البحيرة، لم أكن لأتخيل أنه مازال هناك رجال مثلك يعيشون بيننا في هذا الكون دون أن تلوثهم المادة ويصيبهم جنون العظمة نتيجة ما لديهم، ربما تبدو لك العبارة السابقة مستهلكة، وهذا ما اعتقدته أنا أيضاً ولكنها عبارة حقيقية تعبر عن شعوري تجاهك.
عزيزي صاحب الابتسامة البيضاء / إن طناً من السكر لن يُحيل البحر عذباً، ولكنك بابتسامة بيضاء محوت لي سنوات من الألم.
أعتذر لأني أسأت فهمك في البداية (أنا دائما أُسيء فهم الآخرين)، فأنا امرأة عانيت من السيئين حتى ظننت أنه لم يتبق على وجه البسيطة من هو جيد، فعندما اغتظت من كلام السيدة لبنى وهممت بالصراخ في وجهها، وأنت طلبت مني ألا أفصح عما يعتمل في نفسي، رأيت هذا تدخلا سافرا منك، لكني بعدما صببت غضبي عليها ورأيت ردة فعلها المنكسرة؛ أدركت وقتها أنه كان لديك كل الحق، فالمرأة كانت بالفعل هشة، وما قالته ليس إلا قلة حيلة منها، كان يجب تجاهلها واستيعابها.
عزيزي صاحب الابتسامة البيضاء… إن الوقت الذي قضيناه نتبارى في معرفتنا بالكتب والقصص الخالدة ما هو إلا وقت مستقطع من نعيم الجنة، لقد ابتسم قلبي لك، ووجدتني ألمع بعد سنوات طويلة من الانطفاء
لقد كنت سعيدة جدا بقراءتك لرواية (صاحب الظل الطويل) لجين ويبستر، وقد أثلج صدري حبك للرواية وهو ما دفعني لعدم مناداتك باسمك الحقيقي واستعمال عبارة(صاحب الابتسامة البيضاء)، على غرار القصة.
يبدو كل ما سبق وكأنه عاديا، لكن ما لم يكن عاديا هو إلحاحك أن أكتب لك رسائل على عنوانك، وهو أمر لو تعلم كم أحبه لعلمت أني وقعت في هواك فقط من أجل هذا الطلب.
أستمحيك عذرا أن أسجل أولى خطاباتي لك على صفحتي الألكترونية كتمجيدٍ لهذا اليوم الذي لن أنساه ما حييت، أنا أعلم أنك لا تحب تلك الصفحات الألكترونية التي تقتل المشاعر؛ بتسهيلها للأمر، ولكني كما أخبرتك أحببت أن أدون أول خفقة حقيقية في حياتي.
ستبقى أمام الجميع صاحب الابتسامة البيضاء وسيظنون أنك إحدى قصصي التي أجيد كتابتها.
مع خالص تحياتي/ سلوى مرجان
الثالث عشر من أيلول(سبتمبر) 2021







