الثقافةفن

المتحف المصري يستضيف إحتفالية 100 عام من الفنون الزخرفية 18 فنان عالمي في مجال النحت والإبتكار وتصميم المحوهرات في معرض ” تكون بالحوار “

كتب / نادر أحمد

إستقبل المتحف المصري بميدان التحرير إحتفالية ” أرت دي إيجيبت ” الخاصة بمرور مائة عام من الفنون الزخرفية من خلال إقامة معرض ” تكون بالحوار ” مسلطًا الضوء على الحوار المستمر بين التراث والابتكار المعاصر بطريقة فريدة وملهمة، ويضم المعرض ١٨ عملًا فنيًا من توقيع فنانين ومصممين عالميين في مجالات النحت، والأثاث ، والمجوهرات، ويجسد تفاعلًا فنيًا بين الماضي والحاضر، مع تكريم الحرفية والابتكار.

يضم المشاركين في المعرض الفنانين : : إنديا مهدافي، شارلوت كولبير، فرناندا ألفاريز، عمر شاكيل، كحال 1871 بالتعاون مع الفنان محمد بنوي، كوتا ديزاينز لـ أحمد الشريف، نجادا، نادوز، دون طاناني، أثان ميتيلينيوس، مهرونيسا أسد بالتعاون مع استوديو ليل ، جان-ماري أبريو، روشيل ، إستديوهات التدفق ، نيمبهارد ، بن أويدا، أركان إدشنز بالتعاون مع مني هيكل، جوليا توبيلي، إيرام بالتعاون مع ماري خوري، واستوديو تنوير المتخصص في تصميم الإضاءة، الذي حول المتحف المصري إلى مساحة سردية تتحول فيها الإضاءة نفسها إلى راوي للحكاية، حيث قدم مفهومًا مبتكرًا بعنوان “إيقاظ الكا”، يبرز العلاقة بين الضوء والظل لإضاءة القطع الأثرية العريقة والأعمال المعاصرة على حد سواء، بحيث يستحضر كل عمل جوهره ويخلق حوارًا بصريًا يمزج بين التاريخ والإبداع الحديث .

إلى جانب المعرض، أقيم عرض خاص لكبار الشخصيات من تصميم دون طناني بعنوان “نخل” ، احتفالًا بالنخلة كرمز للحياة والصمود والخصوبة ، وقد أعاد ٨ مصممين تفسير النخلة من خلال مقاعد وكراسي مستوحاة من التراث، بينما تجمع قطع مثل Nakhl Sofa وNakhl Chair بين الحرفية التقليدية والتصميم العصري، لتبرز حوارًا فنيًا بين الماضي والمستقبل .

( لغة عالمية )
وتقول نادين عبد الغفار، مؤسسة آرت ديجيبت التابعة لكالتشرفيتور: “بين صعود الحضارات وسقوطها، شكّل الفن والتصميم والحرفية لغةً عالمية، تصوغ تراثنا الإنساني المشترك. يحتفى معرض ‘تكون بالحوار’ بهذه التبادلات، مُظهرًا كيف ينبع الابتكار من التقاء التقنيات والجماليات والفلسفات عبر الثقافات.

وقالت: هنا نكرّم جوهر الفنون الزخرفية ، كتعبير حي عن قدرة الإبداع على تجاوز الزمن وربطنا من خلال الجمال والمعنى وروح الإنسانية المشتركة، فمن معرض “1925 باريس الدولي للفنون الزخرفية والصناعية الحديثة” وُلد “تكون بالحوار”، تكريمًا للقوة الدائمة للحرفية والابتكار المادي عبر الشرق الأوسط وأفريقيا والعالم.

وأضافت : يجمع المعرض بين مصممين وفنانين عالميين لاستكشاف التصميم كوسيلة للتعبير عن الهوية وميدان للتبادل الثقافي، محتفيًا بالتقاليد ومستشرفًا في الوقت نفسه آفاقًا جديدة تتشكل من خلال التعاون والحوار.

( البحث عن الذهب )
يعرض الفنان المصري محمد بنوي، الحاصل على درجة الدكتوراه في فلسفة الفن من جامعة حلوان، عمله الفني “البحث عن الذهب” بالتعاون مع كحال 1871، وقد عُرضت أعماله على المستوى الدولي ونالت جوائز متعددة، وتتناول قضايا حقوق الإنسان من خلال فن الفسيفساء المعاصر بينما يجمع سجاد كحال المصنوع يدويًا بين التراث والتصميم العصري، ليخلق حوارًا بين التقاليد والإبداع المعاصر.

استلهم الشريف تصميمه من الرموز الخالدة للفن المصري القديم، ليعيد تقديم التراث بروح عصرية، ويأتي كرسي «الازدواجية» كقطعة فنية معاصرة تجمع بين الوظيفة العملية والبعد النحتي للتصميم، وتتجلّى أناقته في خطوطه النظيفة وشكله البسيط، بينما يبرز مسند الظهر المميز، المنقسم إلى لوحين طويلين يستحضران هيئة أجنحة مجردة أو كتاب مفتوح، ويجسّد هذا التكوين المزدوج قيم التوازن والانفتاح والانسجام في آن واحد .
( كرسي الولادة )
تقدّم المصممة الأرمينية-اللبنانية سيلفا أسيليان مجموعة معاطف التي تمزج بين التقليد والابتكار، وتتميّز الأقمشة بنقش مستوحى من شجرة النخيل بألوان الأخضر والأزرق والأصفر، في تجسيد لعناصر الماء والأرض والسماء ، وقد أسست مشغلها الخاص قبل أن تشارك في تأسيس” َنجَاَدة “مع شريكها الراحل ميشيل باستوري ، كما يعمل نول “نجادة” على تدريب حرفيين جدد، تكريمًا لإرث شريكها الراحل، وتقول أسيليان: “يتيح لنا العرض في المتحف المصري منصة لعرض أعمالنا ضمن سياق يجسّد سعينا الدائم نحو الحداثة داخل إطار التقليد والعالم القديم .

ويقدّم الفنان والمصمّم الفرنسي–المصري–اللبناني عمر شاكيل الوكيل عمله الجديد “كرسي الولادة أورايوس” ضمن المعرض، وهو زوج من الكراسي المنحوتة يدويًا من حجر الألباستر العقيقي المصري ، و يُعد شاكيل من الروّاد في إدخال الألباستر إلى عالم التصميم المعاصر في مصر، وتُعرض أعماله في معارض دولية مرموقة مثل آرت بازل .

( السماء الواحدة)
وتعرض المهندسة المعمارية والفنانة الإيطالية جوليا توبيلي المقيمة بين ميلانو وبرلين والقاهرة، عملها «تحت السماء الواحدة»، الذي يجمع بين التصميمين الإيطالي والمصري ، ويمزج العمل بين كرسي بشبكة من الخشب والمعدن والنسيج في صياغة معاصرة .

تقدّم الفنانة البريطانية–الجامايكية روشيل ويبستر نيمبهارد عملها «من المهد إلى اللحد ” الذي يعيد تخيّل القبر كمكان للتحوّل، جسرًا بين الماضي والحاضر واحتفاءً بالدورة المقدسة بين الأنثى والمادة والروحاني ، و يُصنع العمل من الراتنج وأوراق الذهب المصرية، ليخلق حوارًا بين المقتنيات التاريخية للمتحف ورؤيتها المعاصرة للحياة والتجدد، وقالت نيمبهارد: “عرض ‘من المهد إلى اللحد’ في المتحف المصري هو حوار عن الولادة من جديد، حيث تتقاطع الكوزمولوجيا القديمة مع الإبداع المعاصر.

( الجعران الذهبي )
وتقدّم الفنانة البرازيلية العصامية فرناندا ألفاريز عملها الذي يجسّد الإيقاع الأزلي للتحول، حيث يلتقي الأرض بالنور والمادة بالروح ، وتمزج ألفاريز بين الروحانية وفن البوب والجماليات الحضرية، ويظهر الجِعران الذهبي والأزرق كرمز للتجدّد، محاطًا بزهور اللوتس المصرية التي تعكس الانسجام والعودة الأبدية للنور والحياة، وقالت فرناندا ألفاريز: “المشاركة في معرض الفن الأرت ديكو بالمتحف المصري شرف، إذ تتيح لرؤيتي المعاصرة أن تتحاور مع مساحة يلتقي فيها الماضي والحاضر من خلال الإبداع الفني ” .

تقدّم الفنانة متعددة التخصصات مهرونيسا أسد، المديرة الفنية لاستوديو ليل، عملها «الزورد: الذاكرة والجرح»، الذي يعيد تخيّل الأوستراكا المصرية القديمة في حوار مع تقاليد الترصيع باستخدام أحجار الالزورد المطعّمة بالذهب كرموز للأبدية والتجدّد.

ومن خلال تعاونها مع الحرفيين الأفغان المهجّرين، تستكشف أسد مفاهيم الذاكرة والهجرة والانتماء، مجسدةً إرثها الثقافي وجماليات التراث المصري في رؤية معاصرة حية، وتقول الفنانة مهرونيسا أسد: “العرض في المتحف المصري هو حوار عبر القرون—بين حجر اللازورد القادم من بدخشان، وبداياتي في بيشاور، وتقاليد الترصيع المصرية التي منحت هذه الأحجار صوتها لأول مرة “.

( منحوتات ذهبية يدوية )
تقدّم نادوز للمجوهرات، التي أسسها الأشقاء مها ويوسف ودينا ومصطفى الشرفي، مجموعة مستوحاة من التراث المصري وأشكال الطبيعة العضوية ،)، حيث تتحول التصاميم المستوحاة من الطبيعة إلى منحوتات ذهبية يدوية الصنع، تعبّر عن الحيوية والجمال المتجدد، ممزجة بين الإرث الفني والحرفية المعاصرة والفخامة الحديثة.

بينما تقدّم دار إيرام بالتعاون مع النحاتة والمصممة العالمية ماري خوري تحفة فنية فريدة من المجوهرات خصيصًا للمتحف المصري الكبير، يجمع العمل بين فن المجوهرات الرفيع وإبداع خوري النحتي، محوّلًا الرموز المصرية القديمة إلى بيان معاصر يجسد القوة والصدى الثقافي الخالد ، مستوحى من روح مصر القديمة، ويعيد التصميم تصور قوة الأفعى في سوار نحتي مستوحى من رمز الكوبرا، رمز الحماية والسلطة الإلهية، جامعًا بين الأناقة والحرفية الحديثة والأسطورة الخالدة، تكريمًا للإرث الملكي المصر .

( رع إله الشمس )
المهندسة المعمارية والمخرجة السينوغرافية المصرية إدينا مهداقي المقيمة في باريس، تقدم عملها «البيشوب ” ، وهو عبارة عن قطعة أثاث أيقونية مستوحاة من قطعة الشطرنج التي تتحرك مائلاً، جامعًا بين المقعد والطاولة الجانبية في آن واحد ، وتشكل هذه القطعة جزءًا من فلسفة مهداڤي الإبداعية القائمة على المزج بين الحضارات وتوليد أسلوب حياة فني عابر للثقافات .

استلهمت دون طاناني تصميمها من رع، إله الشمس، حيث يستحضر الشكل الخارجي الشبيه بالتابوت الظلام، بينما يرمز الضوء المنبعث من الداخل إلى التجدد والحياة ، وتجمع هذه القطعة بين الأسطورة المصرية القديمة والتصميم المعاصر، مجسدةً مفهوم الثنائية في الشكل والمعنى .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى