“التعليم في عصر الذكاء الاصطناعي مسارات نحو الاستدامة” ..ندوة بالجامعة البريطانية تعرض تجربة الإمارات

نظمت سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في القاهرة، بالتعاون مع كلية الإعلام بالجامعة البريطانية، ندوة بعنوان “التعليم في عصر الذكاء الاصطناعي: مسارات نحو الاستدامة” وخلال الندوة ألقى السيد طلال العزيزي, رئيس قسم الجامعة العربية بالسفارة، كلمة عن تجربة دولة الإمارات في مجال التعليم وكيف رسّخت موقعًا رياديًا عالميًا في مجال التعليم المستدام، من خلال رؤية استراتيجية متكاملة جعلت من الاستدامة محورًا لبناء الإنسان.
حضر الندوة الأستاذ الدكتور عادل صالح، أستاذ الإعلام والاتصال والتحول الرقمي، وعميد كلية الإعلام بالجامعة البريطانية والسيدة ايمان الحوسني نائب ملحق التعليم وعلوم التكنولوجيا القاهرة وأعضاء الهيئة التدريسية والأكاديمية وعدد من الطلاب.
وقال طلال العزيزى إنّ دولة الإمارات العربية المتحدة قد رسّخت لنفسها موقعًا رياديًا عالميًا في مجال التعليم المستدام، ليس عبر تبنّي شعارات أو مبادرات ظرفية، بل من خلال رؤية استراتيجية متكاملة جعلت من الاستدامة محورًا لبناء الإنسان، ومن التعليم أداة لتشكيل وعي حضاري قادر على حماية البيئة وصناعة مستقبل أكثر توازنًا للأجيال القادمة.
وأضاف لقد انطلقت هذه الرؤية من قناعة راسخة بأن التعليم هو نقطة الارتكاز التي تقوم عليها التنمية الشاملة. ولذلك، سعت الإمارات إلى إعادة تصميم منظومتها التعليمية لتكون أكثر تفاعلًا مع متغيرات المناخ، وأكثر وعيًا بتحديات الموارد، وأكثر قدرة على بناء جيل يدرك أن الاستدامة مسؤولية وطنية وأمانة إنسانية قبل أن تكون مجرد موضوع ضمن المناهج.
وتابع ولذلك، تحوّلت المدارس والجامعات في الإمارات إلى مختبرات حيّة لابتكار الحلول البيئية، واعتماد ممارسات خضراء مثل ترشيد الطاقة، إعادة التدوير، تقليل الانبعاثات، وتعزيز المشاريع الطلابية المرتبطة بالمناخ والزراعة المستدامة والاقتصادات الدائرية. كما تم إدراج مبادئ الاستدامة عبر مستويات التعليم كافة، من الروضة حتى الدراسات العليا، لضمان أن يخرج الطالب من المؤسسة التعليمية وهو يحمل وعيًا بيئيًا متكاملًا لا ينفصل عن قيمه وسلوكياته اليومية.
وأشار أن الإمارات زادت من قوة هذا التوجه عبر إطلاق عدد من البرامج الوطنية مثل «مدارس الأجيال الخضراء»، ومبادرات الجامعات المستدامة، ووضع معايير تعليمية جديدة تربط جودة المؤسسات بمدى التزامها بالممارسات الصديقة للبيئة. ولم تكتفِ الدولة بالتطبيق المحلي، بل تحوّلت إلى مركز إقليمي ودولي لتبادل الخبرات في مجال التعليم المستدام، خصوصًا مع استضافة «كوب 28» وتفعيل شراكات مع جامعات ومراكز بحث عالمية.
وأكد العزيزي أن الإمارات تبنت رؤية تربط التعليم بالاستدامة ربطًا عضويًا، فحوّلت المؤسسات التعليمية إلى مختبرات حيّة لإنتاج حلول مبتكرة تحفظ الموارد، وتتصدى لتحديات المناخ، وتغرس في النفوس قيمة المسؤولية تجاه البيئة. وهذه الرؤية لم تأتِ من فراغ، بل انطلقت من إدراك عميق بأن الأوطان التي تريد أن تمتلك مستقبلها، يجب أن تؤسس تعليمًا قادرًا على إنتاج المعرفة لا استهلاكها فقط، وعلى صياغة وعي بيئي مستنير يمتد أثره لأجيال قادمة، وفي سياق هذا التحوّل النوعي، أصبحت الإمارات من أوائل الدول التي اعتمدت مفهوم التعليم المستدام كعنصر استراتيجي في خططها الوطنية. فتم إطلاق برامج تعليمية متقدمة، ومناهج متخصصة، وشراكات مع أبرز المؤسسات العالمية لضمان أن يكون الطالب الإماراتي جزءًا فاعلًا من حركة التطور العالمي، لا مجرّد متلقٍ لها.
وقال رئيس قسم الجامعة العربية بسفارة الإمارت :لأن المستقبل لن يكون مستدامًا دون مواكبة التحولات التقنية، فقد دمجت الإمارات بين الاستدامة والذكاء الاصطناعي في رؤية واحدة. وأصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا من المنظومة التعليمية من خلال استخدام أنظمة ذكية لمراقبة استهلاك الطاقة في المدارس، وتوظيف التحليلات التنبؤية لحل المشكلات البيئية، وتطوير مناهج تُعلّم الطلبة كيفية استخدام التقنيات الحديثة لخدمة الاستدامة.
كما دعمت الدولة الدراسات والأبحاث التي تربط بين الابتكار والبيئة، وأنشأت مختبرات متخصصة في الجامعات لتمكين الطلبة من تطوير حلول رقمية لأنظمة الري، وإدارة النفايات، وتحسين جودة الهواء، وصياغة نماذج ذكية لمواجهة التحديات المناخية.
إنّ تجربة الإمارات في التعليم ليست مشروعًا تقليديًا، بل مشروع حضاري يعيد تشكيل علاقة الإنسان ببيئته، ويُعلي من شأن المعرفة، ويؤكد أن حماية الكوكب تبدأ من الفصل الدراسي، ومن عقل طالب واعٍ يؤمن بأن الاستدامة ليست خيارًا بل ضرورة وجودية.








