900
900
تحقيقات و تقارير

ومن الموضة : ماقتل !

110 مليار قطعة ثياب سنويا تهدد العالم التلوث.. 10% من إنبعاثات الكربون سببها صناعة المالبس

900
900

تقرير / داليا عزت

على قدر ما تبدو لنا صناعة الأزياء من اناقة ، على قدر ماتخفى الكثير من الحوادث الاليمة ، والتى وصلت الى حد القتل !
ففى العصر الفيكتورى نسبة للملكة فيكتوريا ملكة بريطانيا استطاع
الكيميائى السويدى كارل شيل صناعة اللون الأخضر الساطع ، وكان هذا اللون طفرة فى عالم الألوان ، دخل فى صناعة الفساتين والقبعات واخذ بلب النساء ،انتشر بالعالم كله حتى وصل الى دار ايتام بولاية بوسطن الأمريكية ، وتوفى على اثره ثلاث اطفال واعياء اخرين وبعد فحص طبى وبحث الأطباء اكتشفوا ان سبب الوفاة هو ارتداء المربيات ملابس خضراء.. وان هذا اللون مصنع من مادة زرنيخ النحاس المسممة والتى توفى الأطفال بسبب احتكاكهم بملابس المربيات ونظرا لضعف مناعتهم تم القضاء عليهم ، وبناء عليه صدر قانون رسمى عام 1581 بالمملكة البريطانية بتحذير النساء من ارتداء ملابس الزرنيخ .

وفى القرن ال18 ظهرت فى اوربا موضة مشد الجسد ، واخذت فى
الإنتشار الواسع فى فرنسا بالقرنين 11 وال15 لدرجة ان الرجال شاركوا النساء ارتدائة تحت السترة.. فقد كان يصنع بالواح خشبية ومعدنية شديدة الصلابة تلف حول الخصر بالكامل لتجعله يظهر بمنظر مسطح نحيف فاتن، وكانت السيدة التى ترتدية ترمز الى العائلة الأرستقراطية.. وقد عانت السيدات من هذا الرباط وتسبب لهم فى الكثير من حالات األختناق ، بل والموت نتيجة اختراق هذه الأخشاب والمعادن للأجهزة العضوية.. ومع ذلك لم تتراجع المرأة عنه ، بل والعجيب انها مازالت تتمسك به حتى فى القرن ال11 تحت مسمى المشد الطبى ليطفى عليه نوع من القناعة
المزيفة.

ففى دراسة للمجلس األمريكى لجراحات التجميل اكدت ان
استخدام المشدات لفترات طويلة يعرض الأعضاء الحيوية بالجسد كالرئة والمعده والكبد والكليتين الى التلف.
واضاف اطباء جامعة كاليفورنيا بحثا اخر اكدوا فيه ان المشد يسبب انحناء العمود الفقرى وتشوه الضلوع .

بينما زادتهم المجلة الأسكندنافية دراسة اجريت عام 1212عن مرضى السمنة فاقدى اوزانهم بسبب جراحات ازالة السمنة الموضوعية وتوصية الأطباء بارتداء مشد طبى عقب العملية ، تبين الدراسة ان 12% منهم عانوا بسببه من سوء التمثيل الغذائى ومشاكل الإنتفاخ والإمساك وارتداد الأحماض ،

هذا بخلاف دراسة نشرتها مجلة الرعاية التنفسية عن الأثر السىء
للمشدات على الرئة من اختناقات وضيق تنفس .

و فى العصر الحالى هناك اتهامات موجهة لقطاع الأزياء بتلوث 12% من انبعاثات الغازات الدفيئة بالعالم ، مقابل انتاج 122 مليار قطعة ثياب سنويا.

ويعلق دكتور حازم عبد الفتاح استاذ تصنيع الملابس الجاهزة بكلية
الإقتصاد المنزلى بجامعة حلوان هناك عوامل كثيرة تهدد البيئة من جراء صناعة الموضة ، وهى خروج انبعاثات كربونية وغازات احتباس حرارى تصل الى 12 % من تلوث الهواء ، علاوة على ان تصنيع الجينز المنتشر عالميا يلوث 12% من المياه حيث يحتاج صبغة باللون الأزرق الباهت عمليات متكررة من غسيل الأحجار ممايلوث صرف المياه.

ويضيف د. حازم ان استخدام البوليستر باكثر من 20% بمعظم المالبس يؤدى الى خروج مخلفات دقيقة وترسبات سامة
تسبب القضاء على الثروة السمكية عند صرفها بالأنهار ، ومن ثم تلوث التربة.. واذا كانت الصناعة تسبب كل هذا التلوث ، فالتخلص من الملابس القديمة لمواكبة الموضة واحلالها بجديد يكون اكثر ضررا.

58% من الملابس المستعملة يتم احلالها بالحرق او بالقاءها فى المحيط كل عام بما يعادل نصف طن اى 82 مليار زجاجة بلاستيك وفق احصائية البرنامج البيئى للامم المتحدة عام 1212.. منتظر ان يتزايد هذا الهدر الى 12% فى عام 1282وهذا يخرج فى صورة ملوثات للهواء والماء والتربة .

القطن المصرى تلون
والسؤال الذى يطرح نفسه هل نتوقف عن صناعة الموضة للنجاة من التلوث ؟
ييجيب دكتور حازم ان صناعة الأزياء من اهم الصناعات التى تقوم عليها الدول بخالف انها من اكبر الطوائف الإقتصادية لتشغيل العمالة ، وان وسيلة النجاة هى (العلم) فهناك ابحاث علمية تم الوصول اليها فى معالجة صناعة الجينز على سبيل المثال باستخدام الليزر بدال من المياه ، وهناك ابحاث استطاعت محاكاة الجلود المصبوغه كيميائيا بقشور الأناناس.

ومصر مؤخرا نجحت فى ابحاثها فى صناعة القطن باستخدام انزيمات عضوية ذات الوان طبيعية من اللونين الأخضر والبنى صديقة للبيئة عند تحللها.. ولكن نحتاج تكاتف شركات الأزياء وفق اتفاقيات دولية ستخدام تلك المعالجات الحديثة وتعميمها حتى تزدهر صناعة الموضة.

اترك تعليقك ...
900
900
زر الذهاب إلى الأعلى