برلمانية تتحدث : هل نحن على أعتاب وباء جديد ؟
متابعة / هناء الحديدي – الدقهلية
للمرة الثانية تدق نواقيس الخطر معلنة عن ظهور فيروس يتسبب في مايسمى بجدرى القرود ، وتعلن منظمة الصحة العالمية الطوارىء ، تحسبا لانتشار العدوى بتاريخ 15 اغسطس 2024.
بهذه الجملة بدأت النائب ا.د. نسرين صلاح عمر عضو مجلس النواب وأستاذ الميكروبيولوجي و المناعة الطبية ، حديثها بأنه قد سبق ان أعلنت منظمة الصحة العالمية تفشي جدري القرود كحالة طوارئ صحية عالمية في يوليو 2022 وقد انتهت في مايو 2023.
هذا وقد تم اكتشاف المرض لأول مرة بشكل كبير في أفريقيا ففي 2022 ، حيث بدأ في وسط وغرب إفريقيا ، ثم انتشر في أوروبا وأمريكا الشمالية، وهذا العام بدأ إنتشار العدوى في دولة أفريقية واحدة و هي الكونغو ، حيث سجلت أكثر من 96% ، من جميع حالات الإصابة والوفيات .
من جانبه أعلن مركز السيطرة على الأمراض في إفريقيا ، أن جدري القرود رُصد حتى الآن في اكثر من 13 دولة إفريقية على الأقل ، و بدأت العدوى في الإنتشار خارج أفريقيا مع إكتشاف حالة إصابة في السويد بعد أقل من 24 ساعة من إعلان حالة الطوارىء لمنظمة الصحة العالمية .
وتعتبر الكونغو من المناطق المتوطن بها الفيروس و خاصة القرى النائية في الغابات المطيرة الإستوائية في أفريقيا ، كما أنه قد ارتفعت نسبة العدوى هذا العام ، نظراً لاستنزاف المرافق الصحية والأموال الإنسانية بسبب الصراع هناك ، وتفشي أمراض أخرى مثل الحصبة والكوليرا .
وتضيف ا.د. نسرين صلاح عمر استشاري مكافحة العدوى وعضو مجلس النواب ، أن جدري القرود هو مرض يشبه الجدري ، وهو مرض حيواني المنشأ ذو إنتشار محدود من إنسان إلى إنسان ، و قد كشف تسلسل الجينوم عن وجود اختلافات بين سلالات التفشي الحالية ، المصنفة على أنها الفئة Clade I ، والفيروسات السابقة من الفئة II Clade والتي تعتبر أكثر ضراوة وتسبب أعراضاً اكثر حدة على المريض مثل الطفح الشديد على الجلد لمساحات كبيرة ، و تضخم الغدد الليمفاوية ، حيث تزداد مضاعفات هذه السلالة عن سابقتها فهي تسبب الالتهاب الرئوي – الالتهاب السحائي الالتهابات البكتيرية على الجلد و أيضاً تسبب إرتفاع معدل الوفيات التي تتراوح من 1-10% في حالات التفشي ، وتختلف هذه السلالة أيضاً عن Clade I السابقة بسرعة الإنتشار من إنسان لآخر عن طريق عدوى الجهاز التنفسي و الإختلاط المباشر بالمريض.
هذا وتبدأ أعراض جدري القرود في الظهور خلال مدة تتراوح من 3 – 17 يومًا من التعرض للفيروس.
وتضيف ( عمر ) أن فيروس جدري القرود يصيب مجموعة واسعة من أنواع الثدييات ، بما في ذلك القرود وآكلات النمل والقنافذ وكلاب البراري والسناجب ، حيث يذكر مركز السيطرة على الأمراض أنه ما إذا كانت الحيوانات الأليفة مثل الكلاب والقطط يمكن أن تصاب بفيروس جدري القرود ، ولكن قد يكون ذلك ممكنًا.
وتتابع( عمر ) حديثها : نختصر طرق الوقاية من الإصابة بإتباع الآتي : تجنب المخالطة اللصيقة مع أشخاص لديهم طفح جلدي ، تجنب لمس أي ملابس أو أغطية أو غيرها من الأشياء كانت ملامسة لحيوان أو إنسان مصاب ، عزل المصاب ، و أخيراً و دائماً غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون طبقا لتوصيات أساسيات مكافحة العدوى في حالات تواجد مريض أو تفشي العدوى بالمستشفيات .
وتختتم ( عمر ) حديثها بأن عالم الفيروسات عالم كبير قابل للتحور ، وظهور سلالات جديدة من وقت لآخر بضراوة مختلفة ، وطرق إنتشار جديدة فما علينا إلى متابعة المصادر الموثوق بها ؛ لتلقى المعلومة الصحيحة خاصة مواقع وزارة الصحة والسكان ، و منظمة الصحة العالمية ، وضرورة الإهتمام بالنظافة الشخصية دائما ، والابتعاد عن المصابين بأي عدوى عن طريق الإجراءات الاحترازية المطلوبة طبقا لطرق إنتشار المرض و كذلك تلقي التطعيمات اللازمة للوقاية وحماية المجتمع ، والأهم الحفاظ على الوطن ، و تكاتف الايدى جميعاً للحفاظ على الدولة ، أسأل الله تعالى أن ينعم على وطننا بمزيداً من الإنجازات و النجاحات تحت راية القيادة السياسية الحكيمة.
