حنان البشلاوي تكتب : أبويا عبد الله البشلاوي.. أسد ومدرب الصاعقة
ابويا عبد الله البشلاوي … يستحق ان ينطق العالم كله اسمه ….. هو معلم الصاعقه المصريه واسد من اسودها وبطل من ابطال اكتوبر المجيد ومن اوائل الكتائب التي عبرت يوم ٤ اكتوبر لتعطيل تحركات كتيبه إسرائيليه في عمق سينا وكرمته قيادة وحدات الصاعقه بشهاده نصها كالاتي ((((تشهد الوحده رقم ١٥١٦ ج ۲۲ بان مقاتلنا البطل كان ضمن الطلائع الاولي لعمليات العبور في حرب رمضان المجيد ١٣٩٣ هجريه الموافق أكتوبر سنة ١٩٧٣ وضمن وحدات الصاعقة التي انزلت خلف خطوط العدو في عمق سيناء وقام بتنفيذ المهام التي كلف بها على أكمل وجه )))
ابي المقاتل في سبيل الله والواثق من نصره رغم قوة ودعم العدو كنت تتمني ان يكون للزمن اله حتي تتحكم في عودة امجادك ولاجمل ايام عمرك سحقت عدوا ظالم مستبد ٠٠٠عدو للحياة قاس ووحشي غير مبال بالام الشعوب يستلذ بالقتل والهدم والتشريد وتشويه الجمال والسيطره علي الارض العربيه تدريجيا ٠٠٠خضت حربا شرسه سطرها التاريخ بكل اللغات ٠٠٠وواجهت عدوا اكثر من مره كان يقال عنه لا يقهر وانتصرت دون ان يقترب منك او يلمسك٠٠٠ كنت تعود حيا في كل مره تخرج فيه كتيبتك لمواجهة العدو ٠٠٠وحينما سالتك عن سبب استشهاد غالبية الكتيبه ٠٠٠٠والذي نجا من الموت لماذا نجا والجميع تحت النار وفي مواجهه واحده مع كتيبه إسرائيليه أخرى؟؟؟؟ قلت لي السبب المباشر هو انتهاء ذخيرة معظم الجنود من انتهت ذخيرته استشهد في سبيل الله ٠٠٠٠سألتك ٠٠٠وكيف انتهت الذخيره هل لنقصها ام لكثرة استخدامها بلا هدف ؟؟؟؟ اجبت٠٠٠ بعد نكسة ٦٧ تم استدعائنا لاداء الخدمه العسكريه وتم اختياري في سلاح الصاعقة المصريه للياقه البدنيه ثم معلم صاعقه لتفوقي في التدريبات اقوم بتدريب كل من يلتحق بالجيش من الجنود الجدد لاداء الخدمة العسكريه٠٠ المجموعات التي التحقت بالجيش بعد ٦٧ مباشرة هم من اخذوا حقهم في التدريب اما من التحق بالجيش متاخرا لم ياخذ الوقت الكافي في التدريب فكانت هذه العناصر عند المواجهه مع العدو كانت تفقد ذخيرتها من شدة خوفها لفرط استخدامها بلا هدف فتنتهي ذخيرته وبانتهاء الذخيره تنتهي حياته ويستشهد في سبيل الله لذلك كنت كل شويه اقول بصوت جهور يهز سيناء للجنود حافظ على ذخيرتك … كنت اقول هذا بعد ان آلت لي المسؤليه بعد استشهاد قائد الكتيبه في بداية المواجهه مع الكتيبه الاسرائيليه٠٠٠٠ فعدم انتهاء ذخيرتي كانت سببا في عودتي حيا انا وزملائي بعد إرادة الله : هكذا كانت حياة ابي الادخار وعمل حساب لغد ٠٠٠كان يعي هذه الثقافه جيدا
ابي تاريخك الذي سطرته بنفسك معي وحدثتني وانا مبتهجه عن كل طور من اطوار حياتك بروح الفكاهه وعن غرور الشباب المملوء بالصحه والامال والحيويه وعن العسكريه المصريه التي جعلتك من المستحيل ان تكون تلميذا لاحد٠٠٠ تحكي لي وانت تزهو بنفسك وتعلي قيمة ذاتك عن المحطات التي تركت في نفسك من الأثر ما يصعب محوه كنت تحكيها واضحه جليه كان لم يمض بينها وبينك من الوقت شيئا …. هذا التاريخ تنطبق عليه الايه الكريمه … قوله تعالى (واذ قال ربك للملائكه اني جاعل في الارض خليفه) …. سورة البقرة الايه رقم ٣٠ …. وقوله تعالي ….( وهو الذي جعلكم خلائف الارض) …. سورة الانعام ١٦٥ ٠٠٠٠كنت نعم الخليفه لله في ارضه ووكيله وسيدها اخضعت كل ما يحيط بك في بيتك لسيطرتك واثبت ان الله لم يخلقنا عبثا وانما خلقنا للعمل وتعمير الارض وعلينا وحدنا تقع المسؤليات ولا بد لنا من ذلك ومهما اعترضتك الخطوب واثقلتك الأعباء لم تفر من حياتك ولم تيأس .. حب العمل قيمه راسخه متأصله في شخصك … كنت تعتد بحريتك وكرامتك الي اقصي الحدود.
ابي خرجت ولم تعد في يوم مشؤم٠٠٠ مشؤما حقا وقع على وقع الصاعقه ذقت فيه مرارة الفراق وكره الحياة ولم تلبث هذه الصدمه حتي استحالت الي حزن عميق .. ومن يوم غيابك تعودت النظر الي السما لعلي اراك في ليله صافيه عملاق ساطع متلالا تحلق في السما تسبح بين النجوم كما كنت اراك علي الارض عملاق مملوء هيبه مرفوع الراس من الصعب التحكم بك ….. كنت خفيف الروح فصيح اللسان … موهوب خطا . ٠٠حياتك متجدده ليس بها تكرار او ملل حولت طموحك لخطوات عمليه تتغلب علي عقبه اثر اخري بالصبر والجهد والاحتمال وقدمت اكثر وانفع وابقي مما صنعت ٠٠٠وسيترك أثرا وصدى طبيا باقيا في النفوس والعقول ٠٠٠حكايتك ليست مجرد سيره ذاتيه جميله استمتع بها حين كنت تقصها علي بل مفتاح للدخول لعالم العمل والكفاح والصبر من أجل تحقيق المجد وتحقيق ما نريد وتجربه نستفيد منها ٠
يقيني انك كنت تريد ان نعيش خير مما تعيش٠٠٠٠ انت خير الرجال واكرمهم وأنبلهم …. مثلي الاعلي وقدوتي في الحياة …. لا احد يشبهك …… اشهد انك كنت سليم القلب طيب النفس تاثرت بك في القول والفعل والعمل ….. افاخر بك اذا تحدثت مع اقراني.
رحمك الله يا أبي ورحم كل ابطال أكتوبر المجيد ٠٠٠الجيل الذي لم يمت ٠٠٠لم يمت حقا أنتم باقون ببطولاتكم وامجادكم وسيرتكم العطره ٠٠انتم خير نموذج للأجيال القادمة يحتذوا به ٠٠٠عاش الجيش المصري في عزه ومهابه ودائما مرفوع الرأس.
