يوم المرأة العُمانية يجسّد واقع وإنجازات وطن
كتب – محمد فتحي
تحتفل سلطنةُ عُمان بعد غد بيوم المرأة العُمانية الذي يصادف السابع عشر من أكتوبر من كل عام، تحت شعار “المرأة شريكة في التنمية”.
وتأتي هذه المناسبة احتفاءً بدورها البارز في بناء هذا الوطن المعطاء وتعزيز مكانتها على المستويين المحلي والدولي واعترافًا بإسهاماتها اللامحدودة والفريدة في مختلف المجالات منها السياسيّة، والاقتصاديّة، والثقافيّة والتعليميّة، وإبراز دورها المحوري والحيوي في تحقيق التقدّم والتنمية المستدامة لسلطنة عُمان.
وأكّد السُّلطان هيثم بن طارق سلطان عمان على أهمية أن تتمتع المرأة العُمانية بحقوقها كاملة التي كفلها القانون وأن تعمل جنبا إلى جنب مع الرجل في بناء حاضر الوطن ومستقبله، كونها شريكًا أساسيًّا في التنمية المستدامة، إضافة إلى تمكينها في مختلف المجالات وتوليها عددًا من المناصب الحكومية العليا.
كما أكّدت احرمُ سلطان عمان على أهمية دور المرأة العُمانية في بناء الأسرة والمجتمع ورفعة الوطن العزيز، كما أن عزيمتها الراسخة وسعيها الدؤوب، محل فخر واعتزاز في كل الميادين والأصعدة.
وتشير الإحصاءات حسب المركز الوطني للإحصاء والمعلومات إلى أن عدد العُمانيات العاملات في القطاع الحكومي (15 سنة فأعلى) بلغ 100450 موظفة، وعددهنّ في القطاع الخاص بلغ 119593 عُمانية، أما في القطاع الأهلي والعائلي فقد بلغ عددهنّ 1018064 عُمانية، فيما بلغت نسبة الإناث العاملات في الصناعات الحرفية 57 بالمائة وفق بيانات وأرقام شهر يونيو لعام 2024م، الصادرة عن المركز.
كما بلغ عدد عضوات جمعيات المرأة العُمانية في جميع محافظات سلطنة عُمان 10665 عضوة، فيما بلغ عدد الطالبات العُمانيات في المدارس الحكومية 366532 طالبة، وفي المدارس الخاصة 62212 طالبة، وبلغ عدد المُعلمات العُمانيات في المدارس الحكومية 40368 معلمة، والمدارس الخاصة 6793 معلمة.
وشهد العام الأكاديمي 2022 / 2023 قبول 19939 طالبة عُمانية في مؤسسات التعليم العالي، فيما بلغ عدد عضوات هيئة التدريس العُمانيات في مؤسسات التعليم العالي 1361 أكاديمية.
إن العمل المنزلي للأم والزوجة له أهمية كبيرة في دفع عجلة التطور في الأسرة والمجتمع، حيث إن ربات البيوت لهن الدور الكبير في تأسيس الأجيال وتربيتهم للمستقبل وهذا بحدّ ذاته إسهامٌ فعّال في بناء الوطن ومشاركة في التنمية وإعداد قادة المستقبل الذين سيعتمد عليهم الوطن.
فالأمُّ مــدرسـةٌ إذا أعــددتـهـــا أعـددت شعبًا طيب الأعــراق
وقالت بدرية بنت سيف الزاوية ربة منزل، إنه في السابع عشر من أكتوبر أتقدم بالتهنئة لكل امرأة عُمانية على هذه الأرض الطيبة بمناسبة يوم المرأة العُمانية، وأثمّن جهود حكومة جلالةِ السُّلطان المعظم لما توليه من اهتمام كبير في المرأة العُمانية لصقل مواهبها وإبداعاتها في شتى مجالات التعلّم والعمل حيث إنها لم تنس دور المرأة المربية حاضنة الأجيال بإشراكها في العمل من خلال جمعيات المرأة العُمانية في مختلف محافظات سلطنة عُمان.
وأضافت: دورنا اليوم بصفتنا ربات منازل يتمثل في الاهتمام الدائم والمستمر بأجيالنا وتربيتهم تربية صحيحة وسليمة وفي إنتاج جيل سليم ومحافظ على دينه القويم وتعليمهم العلم النافع في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وغيرها من مجالات العلم الحديث، ليخدم دولته.
وقالت أميرة بنت سالم الشعيبية، أول عُمانية وخليجية تحصل على لقب ضابط منظم حركة مرور سفن، وأول عُمانية تدربت على قيادة السفن الحربية والغواصات النووية البحرية وسفن حاملات الطائرات الحربية وتعمل حاليًّا مديرة تطوير أعمال وشريكة لشركة “الترامارين”: إن المرأة في يوم المرأة العُمانية ترفع شراع الفخر لكل امرأة وتبحر بعزيمة وسط أمواج التحديات، وتُثبت يومًا بعد يوم أنها قادرة على قيادة الدفة نحو مستقبل مشرق بكل شجاعة وإصرار، فهي قوية بطبيعتها وقادرة.
وأكدت على أن المرأة العُمانية شريك في نهضة عُمان، ولها دور محوري في تحقيق رؤية عُمان 2040 من خلال العمل والانخراط في مختلف المجالات الجديدة التي تتطلب إبداعًا وعزيمة وإرادة قوية، وأن العزيمة والإصرار لا يعترفان بالحدود ولا بالاختلافات، وثقة المرأة بنفسها هي المفتاح لاجتياز الصعوبات..
وأشارت إلى أن شغف المرأة العُمانية بلا حدود، فهي تسعى لتحقيق المزيد من الإنجازات على المستوى الشخصي وكانت الرغبة جامحة لفتح آفاق التميز أمامها، وطرق أبواب لم تطرقها امرأة بعد، مشيرة إلى أن الدعم الأسري الذي حظيت به كان الوقود الذي أشعل الطموح بداخلها ودفعها نحو الإبحار بإيمان راسخ بقوتها وقدرتها وإمكاناتها.
وختمت حديثها قائلة: إن بيئة العمل في الملاحة البحرية تشبه المحيط الواسع وأنها بحاجة إلى تركيز وشجاعة مستمرة، وأن كل امرأة عُمانية على أرض هذا الوطن لابد أن تكون شجاعة بعزيمتها وإصرارها وكفاحها.
وفي السياق ذاته قالت نصرى بنت سالم المجرفية مهندسة قوى كهربائية وأول عُمانية تعمل في مجال الرافعات في سلطنة عُمان في شركة محطة أسياد للحاويات: إن رؤية عُمان 2040 تأتي لتجعل من تمكين المرأة هدفًا من أجل تطوير المجتمع حيث يتماشى ذلك مع تعزيز قدرات الوطن ككل، كما أثبتت المرأة العُمانية جدارتها في كل مجال انخرطت فيه.
وأشارت إلى التحديات التي تواجه المرأة في بيئة العمل؛ إذ يتطلب ذلك مواجهة واقع متغير وتحديات متعددة، أهمها كسر الصور النمطية والقدرة على إيجاد توازن بين الأدوار المتعددة التي تقوم بها المرأة في الحياة، كما أن النجاح لا يعرف جنسًا، بل هو نتيجة العمل المتفاني والشغف بالمجال، بالإضافة لذلك فإنّ الدعم الذي تلقته المرأة العُمانية كان دافعًا قويًا لتحقيق التميز والإسهام في المجتمع.
وبيّنت أن بيئة العمل أصبحت أكثر احتواءً للمرأة، مع إدراك أعمق لإمكاناتها، كما أن عليها أن تكون جريئة في اتخاذ قراراتها ولا تتردّد في المطالبة بمكانها في أي مجال تسعى له، ويأتي هذا اليوم لنحتفل بروح الإبداع والعطاء التي تُميز المرأة العُمانية، التي استطاعت بحكمتها وإصرارها أن تكون جزءًا أساسيًّا في رسم ملامح المستقبل.
ومن جانبها قالت نصرة بنت سليّم الحارثية مهندسة صيانة طائرات في الطيران العُماني، إن المرأة العُمانية أسهمت في بناء هذا الوطن الغالي وأثبتت أنها شريك حقيقي في التنمية المستدامة وأنها قادرة على تحقيق الإنجازات في كل المجالات بما في ذلك مجال الطيران الذي يعد من المجالات التقنية الصعبة، لذلك أرفع أسمى التهاني والتبريكات لكل عُمانية مازالت تسعى إلى رفعة هذا الوطن وتطوّره وتسعى لتحقيق طموحها وأحلامها.
وأضافت أن المرأة العُمانية العاملة قوة دافعة نحو التقدم والازدهار وأن تمكين المرأة في سلطنة عُمان يتماشى بشكل كبير مع رؤية عُمان 2040 التي تسعى لبناء مجتمع متماسك ومتطور.
وفي الحديث عن العمل في مجال صيانة الطائرات قالت إن الأمر بحاجة إلى دقة عالية وتركيز مستمر، وكونها امرأة فقد واجهت بعض التحديات في بداية مشوار العمل ولكنها تمكنت فيما بعد من تخطّيها بالعزيمة والإصرار، ومن هنا استطاعت أن تكسّر الصورة النمطية في أن المرأة لا تستطيع العمل بأي مجال، بل أثبتت من خلال هذا العمل أنها قادرة على العمل في مختلف المجالات أيا كانت طبيعتها، وكان شغفها بالطيران تحدّيًا للدخول إلى هذا المجال وإثباتًا لغيرها من النساء العُمانيات أنهن قادرات وأنه لا حدود للطموحات، خاتمةً حديثها بالفخر كونها جزءًا من هذا الجيل من النساء العُمانيات القويّات والمُبدعات.