كتب / نادر أحمد
يواصل مهرجان الموسيقي العربية في دورته ال32 تقديم حفلاته الغنائية الساهرة علي مسارح الأوبرا ، حيث إمتزجت أمس الثلاثاء الأنغام الخالدة في أربعة حفلات متميزة ، فعلى مسرح النافورة ألتقى الجمهور مع عزف منفرد ساحر للموسيقار وعازف البيانو الفنان عمرو سليم الذي قدم باقة من أعمال الموسيقى العربية برؤيته الخاصة منها موسيقي لا تكذبي وسهر الليالي ، إلي جانب مقطوعات موسيقية لألحان بليغ حمدي ، وأغاني للسندريلا سعاد حسني ،أعقبها فقرة للفنانة آيات فاروق التي أبدعت في أداء مجموعة من الأغاني الرومانسية بصوتها الحالم منها ” ياطيور، كنا نتلاقى ، مستغناش عنك .
وأضاء الفنان المغربى الكبير فؤاد زبادي المسرح بصوته العذب وهو يقدم روائع محمد عبد المطلب وزكريا أحمد منها : ساكن فى حى السيدة ،ياصلاة الزين، مبيسألش عليا أبدا، الناس المغرمين، وفى ختام الليلة أحيى الفنان محمد محسن حفلا للطرب العربى الأصيل تضمن باقة من أغنياته المعروفة بالإضافة إلى نخبة من ألحان كبار الملحنين أمثال سيد درويش ومحمد عبد الوهاب ومحمد فوزى منها : سالمة يا سلامة،يا مسافر وحدك،خايف أقول اللي فقلبي،راح توحشيني ،البحر بيضحك لي ،غنوة سلام ، من زمان جداً اسلمي يا مصر ، التي أسرت قلوب الحضور بمصاحبة الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو أحمد عامر .
وفي مسرح الجمهورية قدم المنشد أحمد العمرى وفرقته حفلًا روحانيًا تحت عنوان “نقشبنديات” تضمن مختارات من أعمال الشيخ سيد النقشبندي التي تحمل في طياتها أبعادًا روحانية عميقة ، وتوحد الجمهور مع الإنشاد في أجواء حملت لمسة مميزة، حلقت خلالها نغمات الأناشيد فى رحلة وجدانية سامية.
كما واصل مركز تنمية المواهب تحت إشراف مديره الفنى الدكتور سامح صابر تقديم فقراته المميزة بمسرح الساحة الخارجية .
واستضاف معهد الموسيقى العربية تجربة فنية مبتكرة دارت حول التأثيرات المتبادلة بين الموسيقى العربية وموسيقى الفلامنكو الإسباني ، قدمها عازف العود والمؤلف المصري هشام عصام وفرقتة بمشاركة عازف الجيتار الأسبانى باكو سوتو ، ومثلت التجربة لقاءا ثقافيًا فريدًا بين الشرق والغرب .
وفي إطار الفعاليات الثقافية شهد المسرح الصغير صالونًا ثقافيًا تحت عنوان “الموسيقى في عصر الذكاء الاصطناعي: فرص وتحديات”، أدارته السفيرة لمياء مخيمر، ناقش الصالون تأثير الذكاء الاصطناعي على صناعة الموسيقى ومستقبل الإبداع الموسيقي، بمشاركة نخبة من الخبراء، أبرزهم د. أحمد درويش، ود. حسام لطفي، والمايسترو أمير عبد المجيد، والملحن والمطرب عمرو مصطفى، وقدّم المشاركون رؤى مستقبلية حول كيفية استغلال التكنولوجيا لتعزيز الإبداع الفني، مع تسليط الضوء على التحديات التي تواجه هذا المجال.
واختتم المؤتمر العلمي المصاحب للمهرجان جلساته في المسرح الصغير، حيث ناقش محور “الموسيقى العربية والتأليف الموسيقي العالمي.. التأثيرات المتبادلة ” وتناوله الباحثون من مختلف الدول العربية والأجنبية، وقد حظيت الجلسات بحضور واسع من الجمهور والنقاد والمتخصصين مما أضفى على النقاشات عمقًا فكريًا ومعرفيًا .