900
900
فن

الفنانة إيمان بوديّة تجمع بين الرسم و فن الخطّ بأسلوب عربي

900
900

تقول الفنانة إيمان


عالمها بعيد كل البعد عن الفنون الجميلة فقد إتّبعتْ عالم الأعمال و التّجارة لِتُصبح الفنانة إيمان بوديّة سيّدة أعمال ، انشغلتْ طيلة حياتها في مشاريعها الخاصّة التي تُديرها ، طريق طويل تطلّبَ منها التّفاني و الصّبر و عدم الاستعجال للأصول إلي القمّة، كان بالنسبة لها تحدّي حقيقي لِتتمسّك بالحماس و الشجاعة و تتحدّي الصّعاب للوصول لمركز سيدة أعمال ناجحة
تقول ايمان :
كان شغفي بالرسم منذ نعومة اضافري ولعا شديدا اذ نشأت في بيئة تهوى الفن و تعشقه و عالمي المفضل الذي ابرزت فيه مهاراتي هو عالم الالوان المختلفة التي اتفنن في مزجها بطريقة إبداعية وكانها تعبر عن مشاعري الداخلية العميقة فكانت كل لوحة هي عبارة عن صورة معبرة عن وجداني و احاسيسي التي ترافقني في تلك الفترة.
و بمرور السنين نمت موهبتي شيا فشيا و تطورت و ذلك اثر التحاقي بالمدرسة الاكاديميّة للفنون الجميلة للفنانة التشكيلية استاذة سناء هيشري التي دعّمتني و سعت جاهدة لصقل موهبتي و اخذتني من جديد الى عالم الفن و الألوان و التشكيل الي أرقي عالم للفنون الجميلة وساعدتني على اكتشاف اسرار العديد من التقنيات الحديثة التي كنت اجهلها .
و من حسن حضي ان كنت من بين الفنانات المبدعات اللاءي شاركن في المعرض التشكيلي تحت اشراف و تأطير الاستاذة سناء هيشري الذى اقيم في شهر فيفري 2021 بفضاء المرحوم السعدي قرطاج و الذي كرمت فيه المراة المجاهدة و المُناضلة تحت عنوان ” المراة العربية بين الماضي و الحاضر ” و قد حضي هذا المعرض باقبال جماهير غفيرة وكان محل اعجاب وتقدير الجميع.
رسمتُ عدّة لوحات كانت المرأة مُلْهمتي و خاصة المُناضلة هي الأكثر إحتواء و الوقوف علي أطلالها ركن من أركان لوحاتي الفنّيّة
عبر هذه اللوحات اردت ان اكرم المجاهدة المناضلة التونسية السيدة حفصية العبروقي المر اة الجميلة ذات العينان الزرقاوتان و الشعر الغزير و المتدلي على خديها ترتدي امنا حفصية زيا تونسيا منسوجا يجمع العديد من الالوان المتناسقة و الزاهية و التي تجسد شخصيتها المرحة رغم صعوبات الحياة و قساوتها
امنا حفصية العبروقي من ابرز المجاهدات التونسيات ابان معركة التحرير الوطني , هي اصيلة منطقة تاجر وين و قد انخرطت في حركة الجهاد المسلح منذ انطلاقها عبر تهريب الاسلحة و الدخائر و تقديم خدمات الاسعاف و التغذية للمقاومين المرابطين بالجبال
تعرضت امنا حفصية للتعذيب و الاغتصاب من قبل المظليين الفرنسيين و يروى انها تعرضت لكسور خطيرة في الوجه و الجمجمة و تشوهات في الوجه نتيجة لعمليات التعذيب المتكررة
التي مورست عليها من طرف المستعمرين الفرنسين
رحمها الله رحمة واسعة واسكبها فراديس الجنان ووفقنا نحن لصيانة ذكراها و تقدير تضحياتها و نضالها من أجل تطوّر و النهوض بوطنها
و أبحرتْ الفنانة إيمان في بحور فنّها و ألْوانها قائلة:
لوحاتي يطغي عليها اللون الأزرق و عدّة ألوان أخري مُتداخلة ألوان زاهية ، استعملت السكين في طلاء الالوان بسمك يُعطي عمق لللوحة كما جمعتُ بين فن الألوان و فن الخط فرسمتُ و كتبتُ حروف باللون الذهبي
بينما اختلفت المرأة المُناضلة في رسوماتي فتارة هي الأم و تارة الأخت و تارة الزوجة و ربّما المُعلّمة و الحاكمة ،هي المرأة العربيّة في كونها أُنثي ذات قِيم و مبادئ تُناضل من أجلها لِتُحقق أهدافها، هي المرأة العربيّة و المصريّة و التّونسيّة و السّعوديّة و الخليجيّة و الايمارتيّة و السّوريّة و الجزائرية مصدر للإلهام و تفجير الطاقة الابداعيَة التي بداخلي
نساء مُناضلات كُنّ مادة ثريّة و غنيّة لأعمالي الفنّيّة ،
و المرأة في لوحاتي استثنائية و مُميّزة ، استحقّت الصدارة و التكريم و الاعتزاز بنضالها و حكمتها …!

اترك تعليقك ...
900
900
زر الذهاب إلى الأعلى